يستوقفنى بشدة حديث وسائل الإعلام عن تعليق أمريكا لمناورات النجم الساطع مع مصر ،والحديث بكثرة عن المعونة الأمريكية لمصر ، ونسى هؤلاء المنحة التى تقدمها مصر سنوياً لأمريكا وهى فى غنى عنها .
من المعروف تاريخياً أن مصر بدأت فى أخذ المعونة الأمريكية عقب معاهدة السلام مع إسرائيل بالوساطة الأمريكية فى 1979مـ، ولعل من طرائف الرئيس السادات أنه حينما طلبت إسرائيل مبلغ 2مليار دولار من أمريكا لتعويض مواطنيها العائدين من سيناء وبناء مستوطنات لهم واستصلاح صحراء النقب ،وهنا سأل الرئيس السادات كم عدد سكان إسرائيل ؟ فقالوا 2.5 مليون نسمة فقال عدد سكان مصر أربعين مليوناً لذا نحن نريد 26 مليار كمعونة لمصر ، المهم قررت أمريكا لإسرائيل 2.3 مليار دولار سنوياً ولمصر 2.1 مليار دولار سنوياً منها 815 مليون للدعم الإقتصاد المصرى ومليار و285 مليوناً كمعونة عسكرية لمصر مقسمة إلى 800 مليون دولار فى شكل تدريبات مشتركة وبعثات والباقى هو معدات حربية تتسلمها مصر .
ومن جانب آخر فمصر تُقدم منحة سنوية لأمريكا أُسميها "المعونة المصرية الإقتصادية لأمريكا" متمثلة فى استيراد مصر للقمح الأمريكى بمبلغ 30 مليار دولار سنوياً ،وعند مقابلة هذه الصفقة بالمعونة التى تحصل عليها مصر نجد أن هذا يسمى فى علم المحاسبة بالخصم التجارى وربما لو تعاملت مصر مع دولة أخرى لحصلت على خصم تجارى أكبر بمعونة أكبر، مع العلم أن مصر تستطيع تحقيق الإكتفاء الذاتى من إنتاج محصول القمح وأتذكر أن مدينة مبارك للأبحاث فى عام 2009 مـ قامت بإنتاج بذور من محصولى القمح والشعير يمكن زراعتها على مياة البحر المالحة وقدمت أرض سيناء كنموذج يمكن زراعة القمح فيها بالماء المالح ولكن الإدارة السياسية تجاهلت الأبحاث لنتفاجأ بإحلال زراعة المخدرات على أيدى بعض مخربى الوطن هناك ، وكيف لدولة مثل مصر لديها نهر النيل الذى يروى محصول الأرز الذى يأخذ كمية مياه فى أول أسبوع فقط من زراعته قدر ما يأخذ محصول القمح طوال مدته الزراعية ، ولعل ما يُصيبنى بالشتات الفكرى هى منافذ استيلام محصول القمح من الفلاحين والتى يقف أمامها الفلاحون فى طوابير طويلة لأيام أطول لتسليم محصولهم لها ، فكيف لدولة تُعانى عجزاً فى قمحها تُماطل هكذا فى استيلام ذالك المحصول الحيوى.
كل هذا وأكثر يدعونى أقول أن مصر تستطيع تحقيق إكتفائها الذاتى من القمح الآن وتستطيع توفير 30 مليار دولار سنوياً قيمة القمح الأمريكى الذى تستورده مصر من أمريكا ، ولكن السؤال هل الإدارة السياسية المصرية لا تعلم ما قمت بذكره الآن ؟ والإجابة هى تعلم هذا بدقة بالغة ولديها أرقام أكثر دقة مما ذكرته أنا ، والسؤال الهام التالى لماذا لا تكتفى مصر من القمح أو لماذا لا تتقدم مصر بطلب رسمى للإدارة الأمريكية يفيد عدم رغبة مصر فى الحصول على المعونة الأمريكية؟ والإجابة هى أن أى دولة فى العالم تتمنى أن يكون لديها علاقات قوية مع أمريكا تحديداً فى الشأن العسكرى والبعثات وتبادل الخبرات ومصر حريصة على بقاء المعونة كنوع من الحفاظ على العلاقات ليس أكثر .
ولكن الكونجرس الأمريكى يلوح كثيراًَ بقطع المعونات على مصر ويعتبرها البعض أن ورقة ضغط من أمريكا على الإدارة المصرية وليس هذا صحيحاً ، لأن نسبة هذه المعونة مقارنة بنسبة الناتج القومى المصرى تساوى 0.05% فأىُ ضغطٍ سيُمارس هنا !!! الكونجرس يتحدث من باب أن نسبة الفقر فى أمريكا هو 15% وهو يريد تحويل هذه المعونة للداخل الأمريكى وليس للخارج ومع ذالك الحكومة الأمريكي ترسل المعونة حفاظاً على علاقاتها بمصر ومصر أيضاً تحافظ على علاقاتها الجيدة مع أمريكا وهذا هو السر فى المعونة كونها علاقات سياسية يسعى الجانبين للحفاظ عليها .
أوباما
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
s
yes
yes
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
انت عايز ايه يعنى
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجد
معك حق وأتفق معك
عدد الردود 0
بواسطة:
نهى السيد
صح فعلا
عدد الردود 0
بواسطة:
نهى السيد
صح فعلا
عدد الردود 0
بواسطة:
د. خالد دياب
اشكرك على طرحك البسيط للمعونة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. خالد دياب
اشكرك على طرحك البسيط للمعونة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
الهدف
عدد الردود 0
بواسطة:
وائل كمال
اقلبوا الطرابيزه