أثار اتجاه عدد من الفضائيات العربية مثل قناتى أبوظبى ودبى وباقى قنوات دولة الإمارات العربية، فضلا عن قنوات الكويت ومجموعة قنوات روتانا بقيادة الأمير السعودى الوليد بن طلال، إلى مقاطعة الدراما التركية لمواقف تركيا المعادية لمصر وشعبها سعادة بالغة لدى منتجى ومؤلفى الدراما المصرية، خاصة بعدما سلكت الفضائيات المصرية هذا النهج مثل قنوات النهار والحياة والسى بى سى، موضحين أن هذا القرار يؤكد عظمة هذه الدول، لحرصهم على الوقوف بجانب مصر، حيث لا يتمثل هذا العمل فى كونه عملا فنيا فقط ولكن يُحسب على المستوى السياسى بقوة أيضا.
يقول المنتج جمال العدل لـ"اليوم السابع"، بصرف النظر عن الفائدة الفنية التى يمكن أن تعود على الدراما المصرية بعد هذا القرار، إلا أنه شىء مشرف أيضا من الناحية السياسية، أن تقف هذه الدول بفضائياتها مع القضية المصرية والتى سعى كثيرون لتدميرها أمثال أمريكا وتركيا وموقف رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان المخزى تجاه مصر، فلابد أن تعلم هذه الدول أن هناك من يؤيد مصر فى قراراتها ويحافظ على مصلحتها، معربا عن أمنياته أن تمتد هذه المقاطعة إلى باقى المنتجات من ملابس وسلع غذائية وغيرها.
وأضاف العدل أن المصريين وحدهم قادرون على تحقيق أى شىء لأنهم "مش قليلين"، فالشعب المصرى الذى يبلغ 90 مليون مواطن من مسلمين ومسيحيين وأغنياء وفقراء ومثقفين وأميين قادر على تحقيق المستحيل.
وفيما يتعلق بمجموعة قنوات الـMBC والتى لا تزال تنوه عن عرض أعمالا تركية على شاشاتها، قال العدل: "عرض هذه القنوات للأعمال التركية أو امتناعها لا يؤثر فى شىء على الدراما المصرية، حيث تسعى القنوات الخليجية طوال السنوات الطويلة الماضية إلى عرض أعمالنا المصرية عليها، وكنا نفرض شروطنا عليهم وكانوا يوافقون عليها، لأنهم يعلمون أن الدراما المصرية لها بريقها الخاص والمميز عن الدراما المدبلجة".
ويتفق المنتج محمد فوزى فى الرأى مع العدل، حيث أوضح أن هذا القرار يتفق مع القرارات السياسية للدول التى تنتمى إليها هذه الفضائيات، ويعبر عن عظمة هذه الدول والتى وقفت بجانب مصر ضد تطرف تركيا ليس فقط على المستوى السياسى ولكن على المستوى الفنى أيضا، حيث أوضح فوزى أن مثل هذا القرار سيصب كثيرا فى صالح الدراما المصرية، وسيفتح لها أسواقا كثيرة فى هذه الدول، مشيرا إلى أن الحرب الاقتصادية أقوى أنواع الحروب، وأن امتناع الفضائيات العربية والتى تمثل نسب مشاهدة كبيرة فى المنطقة العربية أمثال قناتى دبى وأبوظبى، بالإضافة إلى قنوات روتانا، ستمثل ضربة قاضية لتركيا فليست فقط الدراما هى التى ستواجه الضرر، بل السياحة التركية بأكملها خاصة أن تركيا كانت تروج لأماكنها السياحية من خلال مسلسلاتها.
وأضاف فوزى أن القرار فى مجمله سيصب فى صالح الدراما المصرية، حيث سيزداد الإقبال عليها، لافتا إلى أن هذا القرار جاء فى الوقت المناسب والذى بدأت فيه الدراما المصرية تعود إلى ريادتها ورونقها، حيث شهدت العديد من مسلسلات رمضان الماضى تفوقا فى كل شىء من حيث الصورة التى تشابهت كثيرا مع السينمائية، وأداء المخرجين والممثلين، فضلا عن لوكيشنات التصوير المميزة، وهو الأمر الذى سيجعل مبيعات الدراما المصرية فى الخارج ستزداد خلال الفترة المقبلة.
ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للمنتج أحمد الجابرى والذى أكد أن هذا الموقف النبيل لن ينسى لهذه الفضائيات العربية التابعة لدول أثبتت أنها بالفعل شقيقة لمصر، بعد أن تعاطفت مع القضية المصرية وسارت على نهج فضائياتها، وأوضح الجابرى أن موقف قناتى أبوظبى ودبى سيفيد الاقتصاد المصرى كثيرا وليس مجال الإعلام فحسب، حيث لفت المنتج إلى أن دولة الإمارات من أهم الدول التى تقبل على شراء الدراما التليفزيونية، وسينعكس ذلك بشكل إيجابى على منتجى الدراما فى مصر، بل وسيفتح لهم سوقا جديدا فى هذه الدول، وقال الجابرى أن هذا الموقف النبيل يشعرنا بمدى حب الدول العربية لمصر وللمصريين، فالفائدة الأكثر تتمثل فى الجانب النفسى والمعنوى، وليس المادى فحسب.
أما المنتج صفوت غطاس فلم يتفق مع سابقيه من المنتجين بل اختلف معهم بعض الشىء، حيث اعتبر أن قرار اتجاه الفضائيات العربية للامتناع عن شراء المسلسلات التركية، تضامنا مع مصر بسبب موقف رئيس الوزراء التركى رجب طيب أوردغان تجاه السياسة المصرية ودعمه الكامل لجماعات الإرهاب، لم ينم عن شىء إلا أنه موقف إنسانى وحركة وطنية مشرفة تُشكر عليها هذه القنوات.
وأشار المنتج فى تصريحه لـ"اليوم السابع" إلى أن امتناع هذه القنوات عن شراء الأعمال التركية ليس معناه أنها ستفتح سوقا جديدا للدراما المصرية، ولكن ستلجأ إلى دراما أخرى ذات سعر منخفض مثل البلجيكية أو الإيرانية وتضيف لها عمليات الدوبلاج، خاصة أن هذه القنوات تعتبر أن الدراما المصرية يلجأ منتجوها للمغالاة فى ثمنها، وهو اعتقاد خاطئ من هذه القنوات، مقارنة بأسعار الدراما البلجيكية والإيرانية والتى تكون منخفضة التكلفة.
كما رحب بهذا القرار الذى اتخذته الفضائيات العربية عدد كبير من مؤلفى الدراما منهم الكاتب فيصل ندا، والذى أوضح أن هذا الأمر ليس بجديد على الدول العربية مثل الإمارات والكويت والسعودية، والتى دائما ما يكون موقفها إيجابيا تجاه مصر فى العديد من القضايا، مشيرا إلى أن هذا الأمر أيضا سيعيد للدراما المصرية حقها المسلوب منها، حيث أكد أن الدراما المصرية هى الأكفأ بكثير، فهى التى تناقش واقع مجتمعها المصرى بما فيه من مشاكل اجتماعية وواقع سياسى كان مؤلما، على عكس الدراما التركية التى لا تعبر عن واقع دولة تركيا، ودائما ما تعمل على تجميل صورتها فقط.
ووصف السيناريست أيمن سلامة هذا الأمر بالوطنى المحترم، خاصة أنه جاء فى وقت نحتاج فيه لدعم هذه الدول العربية بقنواتها الفضائية المختلفة، بعد موقف تركيا الشرس ضد تحرير مصر من الإرهاب، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيفيد الدراما المصرية كثيرا وسيساعد على اتساع سوقها، ولكن لابد من تقديم أعمال جيدة حتى تكون الدراما المصرية ملفتة للنظر وتقبل عليها الفضائيات العربية بحماس، وأن ننتج أعمالا كثيرة بميزانيات متوسطة وفى نفس الوقت تكون على قدر كبير من التميز وهذا موجود من خلال الاستعانة بالشباب.
واستقبل السيناريست مجدى صابر هذا القرار بالسعادة البالغة، مشيدا بالفضائيات العربية التى اتبعت ذلك النهج، فعلى الرغم من أنها تقوم بشراء المسلسلات التركية بأسعار منخفضة، وفى نفس الوقت تكون هذه الأعمال جاذبة للإعلانات على شاشتها إلى أنها فضلت مصلحة مصر ووضعتها فوق كل شىء، وقال صابر أن هذا الأمر سيفيد الدراما المصرية كثيرا بعد أن اقتحمت المسلسلات التركية الفضائيات العربية خلال السنوات الماضية، داعيا الفضائيات المصرية التى اتبعت ذلك قبل نظيرتها العربية أن تكون مقاطعتها للمسلسلات التركية مقاطعة أبدية، خاصة بعد أن أظهر رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان كرهه الشديد لمصر وشعبها، وأن تستمر هذه المقاطعة حتى تعود تركية دولة إسلامية وليست إخوانية.