السادات لروبرت فيسك: مصر فى حاجة لحل سياسى والتعامل الأمنى يحل الأمور مؤقتا.. والإسلام السياسى لن ينجح مجددا ما لم يغير من استراتيجيته.. ولابد من الحوار فى كل الأزمات التى تمر بها مصر لأن ذلك أفضل

السبت، 24 أغسطس 2013 06:09 م
السادات لروبرت فيسك: مصر فى حاجة لحل سياسى والتعامل الأمنى يحل الأمور مؤقتا.. والإسلام السياسى لن ينجح مجددا ما لم يغير من استراتيجيته.. ولابد من الحوار فى كل الأزمات التى تمر بها مصر لأن ذلك أفضل روبرت فيسك
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجرى الكاتب الصحفى روبرت فيسك بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقابلة مع محمد أنور السادات، عضو مجلس الشعب السابق، وابن شقيق الرئيس الراحل محمد أنور السادات، تحدث فيها عن الأوضاع السياسية الحالية فى مصر.

ويقول فيسك عن السادات الذى يرى أنه يشبه عمه مثلما يشاركه اسمه، إنه "عضو بليغ ومتسامح فى البرلمان سابقا ويترأس منظمة غير حكومية"، وتحدث معه فيسك أثناء توجهه إلى المنوفية لتقديم واجب العزاء لعائلات 22 من الجنود الذين قتلوا فى رفح الأسبوع الماضى، وجميعهم كانوا من دائرته الانتخابية.

ويقول السادات إن مرسى قد رحل، ولو كان استمر فى السلطة لعام لآخر، لاستمر حكم الإخوان المسلمين لمئات السنين لكنه يرى أن المشكلة الآن هى أن مصر تحتاج إلى حل سياسى، فالحل الأمنى هو مجرد شىء مؤقت، والناس يقولون إن هؤلاء إرهابيين -عن الإخوان- ويضغطون على الحكومة، والإعلام كله فى اتجاه واحد ولا يساعد، وهو ما يجعل الحياة صعبة لهؤلاء الذين يريدون التوصل إلى حل وسط وقدر من المرون، ويمضى السادات قائلا: "علينا أن نتعلم أن نتعايش معنا فى مصر، والناس أصابها الجنون من الإخوان".

وتابع السادات قائلا إن الديمقراطية الحقيقية فى هذا الجزء من العالم لا تصلح حقا، فنحن المصريون نتحدث عن كل هذه الحضارة على مدار 7 آلاف عام، إلا أننا دفنا كل ما فعله آبائنا، إننا حتى غير قادرين على فهم ما نريده.

ويقول السادات إن السيسى كان على استعداد للذهاب لو أن الإخوان وحلفاءهم أبدوا قدرا من التسوية، وتعرض الفريق لضغوط شديدة، ولم يكن السيسى قريبا من الإخوان إلا أنه محافظ مثل أغلب الضباط، فهم يصلون، وهذا هو الإسلام الوسطى الذى نتبعه جميعا.

لكن علينا أن نقبل بحقيقة أن الإخوان يمثلون قطاعا كبيرا فى المجتمع، فهذه حقيقة، ويجب أن نظهر استعدادا للحل الوسط، لكننا جميعا محظوظون لأن الجيش يتولى عزل السويس وسيناء وإلا فإن كل الإرهابيين هناك سيذهبون للقاهرة وحينها سيكون هناك مزيد من الدماء.

وتحدت السادات عن اغتيال عمه الرئيس الأسبق، وكان حينها فى العشرينات من عمره وفى الأيام الأولى من شهر العسل، فبمجرد وصلوه إلى لفندق بألمانيا علم بالنبأ واتصلت به السفارة وعاد للقاهرة مساء.

وفيما يتعلق بالإفراج عن مبارك، يرى السادات أنه يجب الالتزام بحكم القضاء.. وتابع قائلا إنه كان فى أول 10سنوات يحاول بجد، وكان مخلصا، لكن فيما بعد عندما شارك نجله وزوجته فى الحياة السياسية، بدا فى التخلى عن الكثير من مسئولياته وتركها لهم.

وكانت هناك صراعات مصالح ورجال أعمال حول جمال، ولم يكن مبارك نفسه مغرما بفكرة توريث الحكم. ولكن أصدقاء جمال ورجال الأعمال هم من ظلوا يقولون إنه الأفضل وأنه الرجل القادم، وعرف مبارك أن الجيش كان سيحارب ذلك، وكان طنطاوى قد سئم من كل هذه التعاملات الجارية.

ويواصل السادات حديثه عن مبارك قائلا إنه كان إنسانا ومقاتلا وكان يتعامل بالسلام والاستقرار لكنه لم يدرك أن الأمور قد تغيرت، وأن حكومته يجب أن تنفتح ويكون هناك مرونة، وهنا ارتكب مبارك ومرسى نفس الخطأ، لكن لو مضى عام آخر، ما كان ليكون أمامنا فرصة لنتخلص من مرسى، وكنا سننتظر مئات السنين. وأعرب السادات عن اعتقده بأن الإسلام السياسى لن ينجح مجددا ما لم يغير من إستراتيجيته.

ويؤكد السادات أن الحرب فى مصر ليست بين الشعب والجيش أو الشعب والشرطة، ولكنها مع الشعب، فالشعب يكره الإخوان الآن ويعتقد أنه ارتكب خطأ كبيرا بانتخاب مرسى، فقد ظل مبارك 30 عاما فى السلطة، وكان الشعب ضده لكن كانت معه الدولة العميقة والمؤسسات بجانبه، لكن كمرسى جعل الناس يقفون ضده، وكذلك الحال بالنسبة للدولة العميقة ومؤسساتها.

وختم السادات حديثه قائلا إن ما تحتاجه مصر من أصدقائها فى الخارج حلولا تساعد وليس تهديدات، مضيفا أننا علينا كمجتمع أن ننظر فيما يحدث لنا، فقد أصبحنا متوحشين حتى تجاه أصدقائنا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة