نعت الجمعية المصرية للأدب المقارن للوسطين الأدبى والأكاديمى العربيين وفاة الدكتور أحمد عتمان، الذى وافته المنية الخميس الماضى.
وقال الشاعر والناقد الدكتور علاء عبد الهادى، إن الدكتور أحمد عتمان، كان ممن يتمتعون بالتواضع الجم، وسعة العلم، ورحابة الأفق، وكان رمزا كبيرا من رموز الأدب المقارن فى مصر والعالم العربى.
وأضاف أن المصاب فى الدكتور أحمد عتمان ليس مقصورا على متخصصى الأدب المقارن فحسب، بل هو مصاب الحركة النقدية العربية كلها.
ومن المقرر أن يقيم اتحاد كتاب مصر العزاء فى الفقيد فى مسجد الحامدية الشاذلية فى الثانية بعد ظهر يوم الاثنين المقبل.
وقال الروائى فؤاد قنديل، إن الساحة الثقافية المصرية فقدت برحيل الدكتور أحمد عتمان واحدا من أهم مبدعيها وباحثيها ومترجميها، وهو كان يشغل منصب رئيس قسم الدراسات اليونانية واللاتينية بآداب القاهرة، ورئيس جمعية الأدب المقارن ورئيس جمعية الدراسات الكلاسيكية وقد وافته المنية فى أعقاب تعرضه لحادث سيارة.
وأضاف قنديل، أن الدكتور أحمد عتمان، وهب جل عمره ووقته وفكره للعلم والثقافة والإبداع والترجمة، وأصدر ما يزيد على خمسين كتابا تميزت جميعها بعمق الفكر وأصالته وجزالة العبارة ورحابة الآفاق واتساع منظور الخيال، وعرف بالموسوعية، حيث تمتع بذاكرة قوية مع قدرة على استيعاب منجز الثقافات المتعددة، وقد ترجم عشرات الكتب وعقد الصلة الوثيقة بين التراث العربى والتراث الإغريقى، كما فعل فى كتابه "المصادر الكلاسيكية فى أدب توفيق الحكيم"، كما كتب عن الأدب اللاتينى ودوره الحضارى، والأدب الإغريقى بوصفه تراثا إنسانيا وعالميا، وقد ترجم ملحمتى الإلياذة والإنيادة، ومسرحية "السحب " لأريستوفان، وأبدع أكثر من عشر مسرحيات.
وقال قنديل: "لا أبالغ إذا قلت إن خسارتنا فادحة برحيل العالم الجليل الذى ما أن ذهبت إلى أى مؤتمر فى دول العالم شرقا أو غربا إلا وسألنى عنه العديد من عشاق المسرح والأدب والفكر، وأتمنى ألا تحول الظروف الملتبسة التى تمر بها البلاد دون الاحتفاء بالرجل وتكريمه ودراسة إنتاجه العلمى والوقوف على ما أضاف للمكتبة العربية، وقد كان مميزا بأخلاقه النادرة وتواضعه الجم وحيائه وحرصه على مواصلة العمل بدأب لا نظير له لخدمة الساحة الثقافية المصرية التى يتعين أن تحس ومعها أبناؤها بحجم الغياب القاسى الذى خلفه هذا العالم صاحب العطاء الخصيب.