أوكازيون الفتاوى الملاكى".. "البر" مفتى الإخوان: الخروج على حكم مرسى حرام شرعا وحلال على غيره.. ويتذكر: المعارضة السياسية لون من ألوان النصيحة الشرعية وباب من أبواب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر

السبت، 24 أغسطس 2013 01:36 م
أوكازيون الفتاوى الملاكى".. "البر" مفتى الإخوان: الخروج على حكم مرسى حرام شرعا وحلال على غيره.. ويتذكر: المعارضة السياسية لون من ألوان النصيحة الشرعية وباب من أبواب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر عبد الرحمن البر مفتى جماعة الإخوان
كتب كامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور عبد الرحمن البر، أستاذ علم الحديث فى جامعة الأزهر الشريف، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين أن المعارضة السياسية تعد لونا من ألوان النصيحة الشريعة الواجبة ولا تعد خروجا عن الحكم، مشيرا إلى أن من يروج من العلماء بأن المعارضة السياسية خروجا عن الحاكم هؤلاء يقدمون برهانا عمليا للنظرية الماركسية التى ترى أن الدين أفيون الشعوب.

وقال "البر" فى بيان اليوم السبت: "دائما ما تلجأ الأنظمة الاستبدادية إلى علماء الدين ورجال الإعلام لتجميل وجوههم القبيحة وتبييض صحائفهم السوداء، من خلال ترويج الفتاوى الخاطئة والمفاهيم المغلوطة، ومن خلال قلب الحقائق والتدليس على الناس، حتى يروا الحق باطلا والباطل حقا، وهذا هو التلبيس الذى اشتهر به اليهود وتعلمه منهم أهل النفاق والكذب فى طول الدنيا وعرضها، وقد واجه الله اليهود بهذا الصنيع الفاسد منهم فى آيات كثيرة، منها قوله تعالى (يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ وتَكْتُمُونَ الحَقَّ وأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)".

وأضاف: "ومن ذلك ما يروجه المستبدون عبر فتاوى بعض الشيوخ من أن المعارضة السياسية للحاكم هى خروج غير مشروع عليه بدعوى أن الشريعة توجب طاعة ولى الأمر، وأن المعارضة تتعارض مع هذه الطاعة الواجبة، هكذا بكل بساطة تصبح الأمة بهذه الفتاوى عبيدا لدى الحاكم، وتصبح مهمة عالم الدين إسكات أى صوت حر ينتقد تصرفا من تصرفات الحاكم، وربما زاد العالم فى فتواه من باب إبراء الذمة: دعوة الناس إلى الصبر على ظلم الحكام، وانتظار ما يأتى به القدر أو انتظار ثواب الصبر يوم القيامة، وهؤلاء العلماء بذلك يقدمون برهانا عمليا للنظرية الماركسية التى ترى أن الدين أفيون الشعوب، وأن دور العلماء تخدير الناس وتسكينهم حتى لا يطالبوا بحقوقهم فى الحرية والعيش الكريم وإقامة العدل ومواجهة الظلم.

وتابع قائلا: "وهذه كلها مفاهيم تتناقض مع حقيقة الإسلام الذى يرفض الإكراه فى الدين فضلا عن الإكراه فى الرأى والسياسة، والذى يعتبر الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فريضة من أعظم فرائضه تتميز بها أمة الإسلام حتى تصبح خير أمة (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ولَوْ آمَنَ أَهْلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ المُؤْمِنُونَ)، وحفلت آيات الكتاب العزيز وأحاديث الرسول العظيم- صلى الله عليه وسلم- ببيان أهمية هذه الفريضة، وكيف كان إهمال بنى إسرائيل لها هو السبب فى لعنهم وهلاكهم (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِى إسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)".
واستطرد: "بل اختصر النبى صلى الله عليه وسلم الدين فى تقديم النصيحة للجميع بمن فيهم الحكام حين قال "الدين النصيحة" قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"، ولهذا اعتاد الصحابة وخيار الأمة تقديم النصيحة والقيام بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر للحكام فأولى الأمر، دون خشية أو رهبة، كيف وقد جعل الإسلام النكوص عن قول الحق خوفا أو خشية من ذوى السلطان سببا للعذاب الشديد، حين يسأل الله العبد يوم القيامة : "ما منعك أن تقول الحق؟" فيقول : خشية الناس ، فيقول له الحق سبحانه "فإياى كنت أحق أن تخشى" .
وأضاف: "وحتى لو كان الحاكم ظلما يخشى بأسه إذا تمت مواجهته بالحق فإن النطق بالحق فى وجهه يعد أفضل الجهاد، وإذا بطش هذا الظالم بالناصح بالحق فإنه يكون مع سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب فى درجته فى الجنة"، مضيفاً: "أن المعارضة السياسية ليست إلا لونا من ألوان النصيحة الشرعية الواجبة، وبابا من أبواب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الذى أمرنا الله به، وقد توافقت كل أمم الأرض اليوم على ضرورة وجود المعارضة السياسية وعلى دورها الكبير فى منع الحكام من الاستبداد، وحماية الأوطان من الوقوع فى الهاوية وهو ما سبق إليه الإسلام بفضل الله تعالى.

كان الدكتور عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، ومفتى الجماعة، قد سبق له أن قال أثناء دعوات عزل مرسى، إن حركة تمرد لا تخرج عن الشريعة إذا كانت من أجل توصيل رسالة باعتراضهم على الرئيس، لكن لو تحولت تلك الحركة إلى الدعوة لإسقاط الرئيس فإن هذا "خروج عن الحاكم" ما لم تتوافر الشروط الشرعية من أجل ذلك.

وأضاف البر خلال لقائه على قناة: "الجزيرة مباشر مصر"، أنه ما بين الحاكم والمحكوم عقد، والدستور هو الذى يحكم ذلك العقد، ويضع ضوابطه، مشيراً إلى أن الخروج عن الحاكم فى حالة فعله معصية أو ممارسته الظلم الذى لا يختلف عليه اثنان، فى غير ذلك يصبح الخروج عن الحاكم، غير جائز.

وأشار أن الرئيس المعزول محمد مرسى انتخبه المصريون فى انتخابات حرة ونزيهة وشهد لها العالم، ومن يقول غير ذلك فإن فى نفسه غرض، موضحاً أن الرئيس لم يخرج عن اتفاقه مع الشعب، ولم يرتكب ما يدعى الخروج عليه.



موضوعات متعلقة:

"مفتى الإخوان": دعوة "تمرد" لإسقاط الرئيس "خروج غير جائز عن الحاكم"







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة