قال الكاتب الكبير أحمد الخميسى، فى تصريحات خاصة "لليوم السابع": للغرب وجه ثقافى متحضر يختلف عن وجه حكوماته المتغطرسة والمعادية للشعوب العربية فى كثير من الأحيان، لا أحد ينسى أنه فى 1906 عندما حدثت مذبحة دنشواى وأدانت المحكمة 32 فلاحاً وحكمت بإعدام أربعة منهم شنقا وتراوحت الأحكام على بقية الفلاحين بين الحبس مع الأشغال الشاقة والجلد، تم تنفيذ الأحكام فى الفلاحين أمام زوجاتهم وأولادهم.وعرفت هذه المذبحة باسم القرية التى جرت فيها: قرية دنشواى فى محافظة المنوفية أن فى بريطانيا ذاتها أدان مثقفون وسياسيون بريطانيون مذبحة دنشواى كان أبرزهم الكاتب الكبير جورج برنارد شو الذى كتب مقالا شهيرا بعنوان "يوم العار على بريطانيا" وكتب برناردشو قائلا "إذا كانت مجزرة دنشواى تمثل النموذج الأخلاقى للإمبراطورية البريطانية، فإن واجبنا أن نهزم هذه الإمبراطورية ونسقطها".
ويضيف الخميسى، أنه لا يمكن نسيان بلانت ويلفريد سكوون صاحب كتاب "التاريخ السرى لاحتلال إنجلترا مصر"، الذى أرخ فيه للاحتلال البريطانى لمصر، وعرف بصديق الثورة العرابية، أقام فى مصر سنوات طويلة وعايش أحداث الثورة العرابية كاملة، وكان على علاقة وثيقة بعرابى ورفاقه، ولعب دوراً مشهوداً فى الدفاع عن الثورة سياسياً وعبر الصحف البريطانية، وحين قدم عرابى ورفاقه إلى المحاكمة قام بجمع الأموال من أصدقائه لتمويل الدفاع عنهم أثناء محاكمتهم.
ويوضح الخميسى، أنه لا يمكن كذلك أن ينسى الفتاة الأمريكية الصغيرة راشيل كورى التى وقفت بسنواتها الثلاثة والعشرين أمام الجرافة الإسرائيلية التى كانت تهدم بيت أحد الفلسطينيين، وأنه كتب لها رسالة بعد رحيلها فى محاولة لإيقاظ الضمائر النائمة فى الغرب قال فيها:
عزيزتى راشيل كورى، فى 16 مارس الحالى (2004) يكون قد انقضى عام على رحيلك البطولى فى رفح، وأنا أعلم أن رسالتى هذه لن تصل إليك، ومع ذلك أكتبها بأمل، لأننى أثق أننا لا نعرف سوى القليل عن عالمنا هذا، وأن الكون عامر بمعجزات لا نشعر بها، ولذا يملؤنى الأمل أن يكون ثمة قانون فوق القوانين التى نحيط بها فتقرئين رسالتى هذه، وأنت طى عالم آخر، مجهول بالنسبة لى، ومظلم، لكن ما الذى يحدونى الآن لكى أكتب لك؟ ربما لأننى لا أريد لصورتك أن تضيع فى زحام الأحداث الصغيرة والكبيرة، الدامية، والمألوفة، الشخصية والعامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة