نانسى حبشى تكتب: وهم الحياد.. وضمير الإخوان المزعوم

الجمعة، 23 أغسطس 2013 11:09 م
نانسى حبشى تكتب: وهم الحياد.. وضمير الإخوان المزعوم محمد البرادعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أبسط قواعد علم المنطق أنك لا يمكنك أن تصف الشيء بصفة ونقيضها فى نفس الوقت فلا يمكنك أن تصف إنسانا بأنه موجود وغير موجود فى نفس المكان ونفس الوقت ولا أن تصف الجو بأنه حار وبارد فى نفس المكان ونفس الوقت، لكن على ما يبدو أن بعض أنصار الإخوان لم يدرسوا علم المنطق أو لعلهم يعتقدون أنهم أذكياء بالقدر الكافى للتلاعب به فأصبح شيئا معتادا أن تجد إخوانيا أو واحدا من هؤلاء الذين (مش إخوان بس بيحترمهم) يتبنى الموقف ونقيضه فى نفس الوقت فتجد من يقول إنه ضد ما كان يحدث فى رابعة، لكنه ضد فض الاعتصام، ويرى أن شرعية مرسى سقطت لكنه ضد (الانقلاب العسكرى)، وضد عنف الإرهابيين فى رفح لكنه ضد أن تستخدم الشرطة العنف لمواجهتهم!

هذا التيار الذى يدعى الحياد أو يحب أنصاره أن يصفوا أنفسهم (بالعقلاء) يمارس نوعا من الخداع الفكرى بحثا عن مثالية مزعومة يظنون أنها قد تكون بوابتهم للعودة إلى الحياة السياسية المصرية بحجة أن أنصار هذا التيار لم يلوثوا أيديهم بدماء أى من الطرفين ولم ينصروا طرفا على آخر فهم (ملائكة) هذا المجتمع المطهرين من كل حقد وذنب، وبالتالى فهم يستحقون فرصة لإقامة المدينة الفاضلة التى ينادون بها!

ظهر ذلك واضحا فى مواقف أمثال حمزاوى والبرادعى، وتقرؤه كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعى، وستجد له الكثير من المريدين والأنصار مدفوعين بفكرة نجح الإخوان فى زرعها فيهم وهى أن من يتبنى موقفا واضحا مع طرف ضد طرف آخر سيلوث يديه بالدماء وسيخرج عن القيم الإنسانية، بل وسيلقى عقابا شديدا فى الحياة الآخرة!

قمة السذاجة الفكرية أن يحاول المرء إرضاء كل الأطراف بتبنى مواقفها جميعا فتكون النتيجة مزيجا هزليا من الأفكار المتناقضة، التى ينفى بعضها بعضا على طريقة أبو الفتوح المرشح الرئاسى السابق، ومع ذلك فقد نجح الإخوان فى زرع هذه الفكرة المريضة فى أذهان بعض ممن ليست لديهم شجاعة المواجهة واتخاذ مواقف حاسمة، فخدروا ضمائرهم براحة وهمية اسمها (عدم الانحياز لأى طرف).. هؤلاء هم الذين كلما وقع حادث إجرامى وسواء كان الضحايا معتدين أو معتدى عليهم يخرجون صارخين مولولين: (الدم كله حرام)!

خطورة هذا الفكر تكمن فى أنه يروج لبقاء الوضع على ماهو عليه...فمادمت لست مع الحدث أو ضده فلن تسعى إلى تغييره..إنه فكر يروج للسكون والموات والاستسلام لكل ما يحدث بحجة أن الإنحياز إثم وإتخاذ موقف خطيئة..لذلك فينبغى أن نقف (محلك سر) ونكتفى بالأمنيات الطيبة والدعاء أن تحدث معجزة ما تحول الناس جميعا إلى ملائكة!

نحن بحاجة لأن نلفظ هذا الفكر، ولقد لفظت مصر بالفعل هؤلاء الذين جبنوا عن تبنى مواقف واضحة فى وقت لا مجال فيه للميوعة ولا لإمساك العصا من المنتصف.. مصر فى حالة حرب مع الإرهاب وفى أوقات الحروب الوطنية لا مجال لأن تكون محايدا أو أن تزعم أنك تدعم بلادك وعدوها معا لأن ذلك الحياد الوهمى نوع من الخيانة للوطن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة