ذكرت صحيفة "فزجلياد" الروسية، أن علاقات روسيا مع مصر لا تقتصر على السياحة فقط، فى حين أن مصر لا تزال تتأرجح على شفا الحرب الأهلية، ولكن أثبتت روسيا دعمها للحكومة الجديدة في القاهرة ، وشهد يوم الأحد الماضى مرور 70 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا ، ومن الممكن أن تعود تلك الأيام عندما كنا أفضل أصدقاء وحلفاء.
وأضافت الصحيفة أن مصر ومن دون أي مبالغة، يمكن اعتبارها أقرب دولة عربية الى روسيا و بدأ التقارب حقا بين البلدين بعد الثورة المصرية لعام 1952 على وجه الدقة عندما وصلت السلطة في مصر إلى "جمال عبد الناصر" حيث رأى الضابط الشباب أن الاتحاد السوفيتي الحليف الطبيعي في النضال ضد الغرب الإمبريالي.
وأكدت الصحيفة أن العلاقات بين مصر والاتحاد السوفيتى بدأت بتوريد الأسلحة وسرعان ما أصبح هناك تعاون سياسى.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر لم تكن أبدا، ولا يمكن أن تكون القمر ، الصناعي السوفيتي فقط ، وأن مصالح روسيا ومصر تتزامن في نواح كثيرة، بما في ذلك في المجال السياسي.
وأضافت الصحيفة ان اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية لا يدرس فقط العلاقات المصرية العسكرية والمسلحة مع الجيش المصرى، ولكن أيضا خلق اقتصاد محلي.
وأكدت الصحيفة أنه تم إنشاء اكبر سد فى مصر من قبل المهندسين السوفيتيين والاعتمادات السوفيتية حيث أرسل الاتحاد السوفيتى عشرات الآلاف من الخبراء المدنيين والعسكريين الى مصر.
وقال المحلل السياسي والمستشرق الروسي "فياتشيسلاف ماتزوف" إن مصالح روسيا ومصر تتلاقى فى نواح عدة، لان مصر هى اكبر الدول العربية ، ولديها خططها الخاصة ، ومن أهم العلاقات بين مصر والاتحاد السوفيتى كانت أيام الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" الذى حصل على شعبية كبيرة فى موسكو ويعتبر حليف هام للاتحاد السوفيتى.
وأكدت الصحيفة أن في ربيع عام 1967، تأرجحت إسرائيل والدول العربية على شفا الحرب وحذرت القيادة السوفيتية "ناصر" من أن إسرائيل كانت على علم بالخطط الرامية إلى الهجوم عليها، وقالت القيادة السوفيتية ل"عبدالناصر" انها لن تدعم القاهرة اذا هاجم "ناصر" الأول ونتيجة لذلك، ألغي ناصر العملية، وفي 5 يونيو حدث الهجوم المفاجئ لسلاح الجو الإسرائيلي الذى دمر سلاح الجو المصري ، وتركت مصر من دون دعم من القوات البرية وأدى هذا إلى هزيمة المصريين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن الاتحاد السوفييتي والجيش المصري كانوا مدربين، على الحرب في 1967 ولكن مصر فقدت سيناء وقطاع غزة، و"ناصر" نفسه كاد ان يستقيل لكن الجماهير أقنعته بالبقاء، ودعم الاتحاد السوفيتى "ناصر" بالسلاح الجديد.
وأكدت الصحيفة أن وفاة "عبد الناصر" في عام 1970 كانت ضربة كبيرة للعلاقات السوفيتية المصرية و على الرغم من أن خليفته، "أنور السادات" وأبرمت معاهدة الصداقة والتعاون مع الاتحاد السوفيتي،ولكن سرعان ما تم رفض الاشتراكية الدولية في الاقتصاد والتحالف الوثيق مع السياسة الخارجية لموسكو.
وأوضحت الصحيفة أن السادات كان فى اتصال مباشر مع الولايات المتحدة،فى محاولة لاستعادة سيناء ولكن في شهر أبريل عام 1972، وصل إلى القاهرة "نيكسون" مساعد "هنري كيسنجر"،حيث وعد السادات بـ3 مليارات من المساعدات السنوية مقابل "إزالة الجانب الروسي كحليف".
وأشارت الصحيفة إلى أن في يوليو 1972، أعلن السادات بوقاحة إلى السفير السوفيتي بان التعاون العسكري السوفيتى مع مصر انتهى مما أدى إلى مغادرة 15000 جندي روسي من مصر فى غضون أسبوع وظلت القاعدة البحرية السوفيتية والمدنيين الروس فى البلاد لمدة أربعة سنوات.
وأضافت الصحيفة أنه بعد فترة وجيزة ومع انتهاء حرب أكتوبر عام 1973 وإبرام معاهدة السلام مع إسرائيل، قام السادات بتمزيق معاهدة الصداقة والتحالف مع الاتحاد السوفيتى مقابل أيضا إرسال الإمدادات العسكرية والمالية إلى مصر، حيث ترسل أمريكا إلى مصر المليارات من الدولارات سنويا وبدأ الجيش المصرى بالدراسة فى الأكاديمية الأمريكية وغادر الاختصاصيون السوفيت مصر عندما انتهى كل شىء بين مصر والاتحاد السوفيتى.
وأكدت الصحيفة أن في أكتوبر عام 1981، تم اغتيال "محمد انور السادات" خلال عرض عسكرى نتيجة لمؤامرة بعض الضباط المصريين وأعضاء "الإخوان المسلمين" والزعيم الحالي لتنظيم "القاعدة" أيمن الظواهراى وبعد تولى الطيار "حسني مبارك" في البداية لم يكن هناك ارتفاع درجة حرارة العلاقات مع موسكو.
وقالت الصحيفة إن العلاقات بين مصر والاتحاد السوفيتى اعيدت في أواخر الـ80 والمصريون أنفسهم مهتمون جدا في إقامة الاتصالات ولكن بعد ذلك انهار الاتحاد السوفيتي وانهارت العلاقات بين مصر والاتحاد.
وأضافت الصحيفة أن في عام 2005، جاء الرئيس الروسي"فلاديمير بوتين" إلى القاهرة، ليصبح في المرتبة الثانية بعد "خروشوف" الزعيم الروسي الذى زار مصر ولكن حدث فشل فى تحقيق العلاقات بين مصر وروسيا وأصبحت مصر الوجهة المفضلة لعطلة السياح الروس.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك العلاقات الآن بين مصر وروسيا فى السياحة والاقتصاد، حيث تصدر مصر الى روسيا الفاكهة والخضروات وتصدر روسيا الى مصر القمح ولكن صادرات روسيا إلى مصر ضعف 6 مرات من واردتها.
وأوضحت الصحيفة أنه قبل أكثر من عامين في مصر ومع حدوث الاضطرابات فى مصر ودول الربيع العربى ، أدي إلى رحيل مبارك ، ثم نقل السلطة من الجيش إلى "الإخوان المسلمين" وأثار ذلك في روسيا إلى الكثير من الأسئلة والمناقشات.
وأكدت الصحيفة أنه سيتم تحديد مستقبل العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا عندما يستقر الوضع المصرى، وأخيرا روسيا ستستعيد عافيتها الداخلية والخارجية والثقة والقوة .
وقالت الصحيفة : "يجب أن نكافح من أجل مصر، وعلى مصر والدول العربية الانتباه من أجل أنفسهم في موسكو ".
صحيفة روسية تستعرض تاريخ العلاقات المصرية الروسية.. العلاقات بدأت بالأسلحة وانتهت غدرا.. وتؤكد: ساندنا عبد الناصر فى الستينيات.. وندعم الحكومة المؤقتة الحالية.. والقاهرة الأقرب لنا من سوريا
الجمعة، 23 أغسطس 2013 04:25 م