استنكرت صحف قطرية اليوم الصمت الدولى إزاء المجزرة التى ارتكبها النظام السورى أمس الأول الأربعاء فى (الغوطة) جراء استخدام السلاح الكيميائى، ودعتا إلى ضرورة تحرك دولى وإجراءات قوية لردع نظام الأسد الذى تجاوز كل الخطوط.
وقالت صحيفة (الشرق) إنه "بات من الضرورى ومن الواجب الأخلاقى والإنسانى أن يبادر المجتمع الدولى بكل مكوناته وبسرعة إلى إجراءات قوية لردع النظام السورى لما اقترفه من جريمة بحق شعبه يوم الأربعاء (مجزرة الغوطة) باستخدام الأسلحة الكيمياوية".
وأكدت الصحيفة تحت عنوان (الأسد تجاوز كل الخطوط)، أن التحقيق النزيه والشفاف مطلوب فورا ودون إبطاء حتى لا تضيع معالم الجريمة، أو ربما تنتقل إلى دائرة الاهتمام البعيد إذا ما أتبعها نظام الأسد بجريمة أخرى، وفى حال إثبات الدليل القاطع قد تكون هناك حاجة لرد فعل بحجم الجريمة.
ولفتت إلى أن الدلائل قوية بشأن استخدام الغازات السامة فى "مجزرة الغوطة"، فى انتهاك فاضح للقانون الدولى، موضحة أن احتمالات اتهام نظام الأسد بالمسئولية كثيرة جدا نظرا لقرب المنطقة من العاصمة دمشق ومقاومتها لكتائب الأسد ومساندة أهلها للمعارضة وهو ما قد يكون شجع على اتخاذ اقتراف مثل هذه الجريمة.
وأضافت، أن "النظام يمتلك باعتراف العديد من المصادر ترسانة كبيرة من الأسلحة الكيمياوية، كما أن هناك إشارات قوية إلى موقع يشتبه أن جيش الأسد استخدم فيه السلاح الكيميائى فى ريف دمشق".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد يدرك أنه لن يدفع الثمن مقابل هذه الجريمة وفى تقديره أنه لا يخاطر برد فعل دولى حاد، مذكرة أن استخدام الأسلحة الكيماوية قد تم فى الوقت الذى يجلس فيه وفد لجنة التحقيق الأممية فى أحد فنادق دمشق حتى وإن كان أعضاؤه مسجونين فى غرفهم وغير قادرين على الخروج من الفندق، من شبه المؤكد أنهم يستطيعون رؤية أعمدة الدخان وإطلاق الصواريخ الكيماوية.
وتساءلت "هل يتغير الموقف الدولى من الأزمة السورية إذا ثبت استخدام السلاح الكيماوي، وهل تتغير الأوضاع العسكرية على الأرض مع استعمال السلاح الكيميائى؟".
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول أن "الخيارات العسكرية المحتملة معروفة، وهى تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، وهو مطلب بات أكثر إلحاحا من السابق، وفرض منطقة حظر جوي، وشن غارات جوية على أهداف محددة، إذا ما ثبت ارتكاب نظام الأسد هذه المجزرة، والفرصة أمامه متاحة وسانحة، فليسمح لفريق المفتشين الدولى الموجود حاليا بدمشق لإجراء المسح اللازم فى المنطقة من دون أى إبطاء أو تشويش، والتحقيق مع المعنيين للوصول إلى الحقيقة، ولكن لن يفعل، وسيماطل ويتهرب كما عهدناه فى حالات سابقة".
بدورها، قالت صحيفة (الوطن) القطرية أن "الذهول الذى استبد بالعالم الأربعاء، لن يعيد لأطفال الغوطة أنفاسهم تلك التى قطعتها سموم الأسد تقطيعا، ولن يلجم الأسد، الذى أثبتت كل الوقائع على الأرض، أنه لن يتورع عن تجاوز كل الخطوط الحمراء، ليقتل شعبه بالجملة.. ولا يبالى".
وأضافت "فى مكان ما.. أمكنة أخرى، ستتقطع فيها أنفاس أطفال سوريا ونسائها وفتيانها ورجالها بالأسلحة السامة، والعالم لا يملك إلا أن يدخل مرة أخرى- بل مرات ومرات- فى ذهول من بعد ذهول، ولا يستطيع أن يلجم".
ووصفت الصحيفة ذلك بأنه خيبة أخرى لهذا العالم، إزاء الوحشية، وأعربت عن استغرابها بالقول "لكأنما كل تلكم الصور المأساوية لمئات الأطفال الذين اختنقوا حتى الموت بالغازات السامة، وهم فى أسرة نومهم، لا تكشف عن الحقيقة المروعة، التى أذهلت العالم كله؟".
وتساءلت "أين ما يسمى بالضمير العالمى؟!.. بل أين ما يسمى بعصا المجتمع الدولى؟!.. وأين هو ذلك العالم الحر.. العالم الذى ظل يتبجح بأنه لن يسمح لديكتاتور، يتمترس وراء ما يسمى بالحدود الوطنية، لقتل وإبادة شعبه؟".
وأكدت الصحيفة أن ما يحدث فى سوريا، لا يقول- فقط- أن هذا العالم بلا مروءة ولا ضمير، وإنما يقول بالفم المليان بالصراخ والغضب والزبد، أن هذا العالم لم تعد فيه ذرة واحدة من إنسانية..وقالت "أى عالم، هذا الذى يرتعد من وحش من لحم ودم، وبلا قلب ولا ضمير.. وحش صار اسمه كما خطه أطفال الغوطة بالأنفاس التى بددتها السموم (الأسد الكيماوى)؟".
واختتمته (الوطن) افتتاحيتها بالقول "للأسف، هذا العالم أصبح بلامبالاته وخوره، شريكا فى واحدة من أكثر جرائم القرن الواحد والعشرين فظاعة ورعبا"، مشيرة فى هذا الصدد إلى ما قاله جورج صبرا "هذا العالم يقتلنا ويقتلنا ويقتلنا"، متسائلة فى النهاية "ترى متى يغسل هذا العالم، ضميره.. متى يغسل يديه المضرجتين أيضاً بدموم السوريين؟".
صحف قطرية تستنكر الصمت الدولى لمجزرة سوريا واستخدامه الكيميائى
الجمعة، 23 أغسطس 2013 12:12 م