يرى العديد من خبراء الإعلام أن التليفزيون المصرى تطور أداؤه الإعلامى بشكل معقول خلال الأيام الأخيرة، ولكنه يحتاج إلى المزيد من التطوير والتحرر والعمل دائما، من أجل أن تصل الحقيقة للشعب، مشيرين إلى أن وزارة الإعلام لابد من انفصالها عن الحكومة وتحويلها إلى مجلس وطنى حتى تعمل مؤسسات الوزارة لخدمة المواطن المصرى، ودون الانحياز لنظام بعينه.
وطالب الإعلامى حمدى قنديل بضرورة تحويل وزارة الإعلام إلى مجلس وطنى، واصفا أداء التليفزيون المصرى على مدار السنوات الماضية بالمتخلف، لأنه جاء غير مواكب للأحداث وغير معبرا عنها بشكل حقيقى، وأتى جميع وزراء إعلام مصر منذ ثورة يناير وحتى الآن، بشكل ليس فيه نوعا من الكفاءة، ولكن من أجل وجود نوع من التوافق الفكرى مع من اختاروه، موضحا أن أداء وزراء الإعلام السابقون جميعهم بما فيهم الوزير الإخوانى صلاح عبد المقصود لم يتناسب مع خطورة المهمة الإعلامية التى كُلفوا بها، لافتا إلى أن تداعيات الموقف الحالى هو من شغل الحكومة الحالية عن فصل وزارة الإعلام وتحويلها إلى مجلس إعلام وطنى، معربا عن أمنياته فى أن يتم إلغاء الوزارة فى القريب العاجل.
ويقول الدكتور صفوت العالم الخبير الإعلامى، إنه فى مراحل التحول السياسى من نظام لآخر وعلى مدار عقود طويلة، تكون المؤسسة الإعلامية من أكثر المؤسسات التى تصاب بالارتباك، حيث يكون الوزير أو الشخص القائم على هذه الوزارة حائرا لعدم إدراكه فى أى اتجاه يسير، حيث يكون من المفترض أن يقوم بتنفيذ تعليمات النظام ويسير على نهجه ليأتى نظام آخر جديد لا يعرف انتماءاته، خاصة أن الإعلام الحكومى كان يعمل على مدار السنوات الماضية لصالح الأنظمة الحاكمة، ولذلك لابد من كسر هذه القاعدة، مشيرا إلى أن القائمين على الإعلام فى مصر منذ ثورة يناير لم يعملوا بمبدأ الحيادية الإعلامية، فعملوا بمبدأ التبعية.
وقال الخبير الإعلامى، إن اللواء طارق المهدى رغم أن مدة إدارته لوزارة الإعلام كانت أقصر مدة، إلا أنه لاقى ترحابا وصدى كبيرا من قبل العاملين بالمبنى وخارجه، ويأتى ذلك لقيام المهدى بزيادة رواتب العاملين بالمبنى منبهرا بهم دون أن يعلم ماهية مهام عمل كلا منهم، موضحا أن الأكفأ فى إدارة الوزارة خلال الفترة الماضية وبدءا من فترة ما بعد ثورة يناير كان اللواء أحمد أنيس، نظرا لخبرته الكبيرة فى مجال الإعلام، حيث تولى رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون ثم رئيس الشركة المصرية للأقمار الصناعية، وهذا منحه خبرة كبيرة فى قيادة الوزارة عندما تولى زمام الأمور بها، فكان يدرك جيدا تداعياتها ومهام عمل كل فرد فيها، أما فيما يخص وزير الإعلام أسامة هيكل فيقول عنه، إن هيكل قابلته مشكلة مجيئه عن طريق أجندة المجلس العسكرى، ولذلك لفقت له الاتهامات قبل أن يأخذ فرصته الكاملة، لافتا إلى أنه فى حالة استمراره كان من المؤكد أن يقدم شيئا جيدا للوزارة، خاصة أن هيكل جاء وهو يحمل العديد من المبادرات الجادة والتى كان يسعى لتحقيقها على أرض الواقع ولكنه لم يؤخذ فرصته الكاملة، وأشار العالم إلى أن وزارة الإعلام لابد من إلغاؤها بكافة الأحوال حتى تظل مؤسسة منفصلة تعبر عن واقع وأحلام المصريين.