لست متحمسا ً لموضوع المصالحة فالمصالحة تعني تقريب وجهات النظر وتنازل كل طرف عما بيده من أوراق ضغط لتقريب المسافات، وهو أمر لم ولن يتحقق فما أبعد الشقة بين الدين والسياسة بين الأخلاق واللا أخلاق , بين القيم العليا وبين الغاية التي تبرر الوسيلة , وما نحن بصدده الآن ليس صراعا بين طرفين كما ظن البعض , بين الشرعية الدستورية والشرعية الثورية .. ليته كان كذلك , إن ما نحن فيه صراعاً بين أن تكون لنا دولة وهوية تضرب بجذورها في التاريخ وبين أن نكون مسخ مشوه مقسم إلي دويلات لا رابط بينها إلا القتل , ومما يؤسف له أن تتعرض منشآت الدولة ورجال الجيش والشرطة ومواطنين لا ناقة لهم ولا جمل , يتعرضون للقتل علي الهوية فمن ليس معنا فهو عدو لنا وباسم الدين ارتكبت أبشع الجرائم في كرداسة ومطاي وقبل أيام في رفح ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت ويصيح هؤلاء : قتلانا شهداء وقتلاهم في النار ليسود الهدوء لالتقاط الانفاس ومواصلة تحريض كل من يريد بنا سوءا ً علي يد اخوة لنا ومن جاء متاجرا بالدين ومتحالفا مع كل شيطان رجيم , سيسود الهدوء فترة لكنه الهدوء الذي يسبق العاصفة فعلينا ان ننتبه وندرك ان الهوة عميقة بين الدين وبين السياسة وبين السماء وبين الأرض فما يحدث الآن من ترويع للأمنين وتحريض الأجنبي للتدخل ليس جهاداً ولا محاربة ظالم وإنما خيانة عظمي.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة