اعتصر قلوبنا جميعاً الحادث الأليم لمقتل جنودنا فى سيناء، رحم الله شهدائنا الأبرار.. وعزائنا لذويهم ولمصر كلها.. وكان الله فى عون قواتنا المسلحة والشرطة فى سيناء وفى جميع ربوع مصر.. وجزاهم الله خير الجزاء عن مجهوداتهم الكبيرة لإرساء الأمن..
ولكن.. أرى أن الحل الأمنى ليس وحده الحل لمشكلة العنف الذى ينتشر فى الكثير من ربوع مصر.. وخاصة فى سيناء الغالية.. لأن محاربة الفكر لا تكون بالسلاح.. وإنما تكون بفكر مواجه.. وبالبحث فى الأسباب التى تجعل الإرهابيون يقومون بقتل الجنود الأبرياء نجد أن فكراً خاطئاً لديهم هو مايدفعهم لهذه الأفعال الإجرامية الشنيعة.. فإذا كانوا يسمون ما يفعلونه جهاداً فإن إسرائيل (المحتل لأراضى العرب والعدو الحقيقى) ليست بعيدة، ومحاربة المحتل الغاصب أحق بالجهاد ممن يدافع عن أهله ووطنه..!
وإذا كان هؤلاء الإرهابيون يقتلون الجنود الأبرياء – حتى وإن كانوا عزل من السلاح – من أجل الإنتقام لذويهم (فى حالة افتراض ظلمهم) فيجب إعلامهم بأنه "لا تزر وازرة وزر أخرى" وأن ما يفعلونه لا يرضى الله تعالى ولا رسله الكرام.. ولا يتبع أى دين..! وقتل الأبرياء غدراً ليس من شيم الرجال..!
كما يجب استخدام أسلوب سليم لإيصال الفكر الصحيح لكل من يستخدم العنف، لأننا حينما نستخدم التليفزيون مثلاً أو الصحف فهذا لا يعنى بالضرورة أن الإرهابيين يشاهدون برامج التليفزيون أو يقرئون الصحف..!!
- ما الذى يدفع هؤلاء إلى فعل تلك الأفعال؟ وما المقابل؟
- هل يعتقد هذا الإرهابى أنه بهذا يجاهد فى سبيل الله؟ وإن قتل فيكون شهيداً؟
- من الذى يدعم هؤلاء الإرهابيين؟ وكيف يصل الدعم إليهم؟
ولا أعنى من مقالى التفاوض مع أى إرهابى.. إنما أعنى أن الحرب هى حرب فكرية ونفسية قبل أن تكون حرب سلاح (وهو ضرورى كذلك لأن الحق لابد له من قوة تحميه).
وما يجعلنى أتفاءل أن مصر قد انتصرت على الهكسوس، الآشوريين، التتار/المغول، الإغريق، البطالمة، الرومان، الصليبيين، الفرس، البيزنطيون، الحملة الفرنسية، الاحتلال الإنجليزى، الإحتلال الإسرائيلى، ومر عليها الأمويون، العباسيون، الإخشيديون، الفاطميون، المماليك والعثمانيون، وغيرهم.. وكما انتصرنا فى الماضى.. سننتصر ان شاء الله فى الحاضر والمستقبل.. وستبقى مصر كنانة الله فى أرضه.
رحم الله شهداءنا.. وأسكنهم فسيح جناته.. وأصلح حال البلاد والعباد.
عبد الرحمن المهندس يكتب: العنف بين حرب السلاح.. وحرب الفكر
الخميس، 22 أغسطس 2013 06:26 م