هناك نوعان من القاعدة القانونية الأولى «منشئة» والثانية «كاشفة»، والأحداث الأخيرة كانت «كاشفة» أكثر منها «منشئة» إذ إن التشابه بين تفاصيل الأيام الأخيرة فى «مصر» وبين ما جرى عبر تاريخها يثير التأمل لأن حرق المنشآت والمبانى يذكرنا بحريق «القاهرة» 1952، كما أن إطلاق الرصاص من فوق الأسطح يذكرنا بما يسمى «موقعة الجمل»، كذلك فإن عمليات الاعتداء على أقسام الشرطة ومحاولة اقتحام السجون تذكرنا هى الأخرى بأحداث مثيلة بعد ثورة يناير 2011، ولاشك أن تطابق الأسلوب يشير إلى أن الفاعل واحد أو ينتمى إلى نفس المدرسة فى العنف، إننى لا أوجه اتهاماً ولا أضع «الجرس فى رقبة القط» فذلك آخر همّى ولكننى أظن أننا أمام مشكلة حقيقية هى ضرورة إيقاف دائرة نزيف الدم والاعتراف بأن الصراع القائم له جوانب طبقية وأخلاقية وثقافية قبل أن تكون سياسية أو فكرية.