فى الوقت الذى يجتمع فيه وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى، لبحث الوضع فى مصر، ومراجعة العلاقات معها فى ضوء أحداث العنف التى شهدتها مصر الأيام الماضية، كثرت التوقعات التى قد يخرج بها الاجتماع، منها من ذهب إلى فرض حظر على توريد الأسلحة ومعدات الشرطة والتقنيات مزدوجة المهام إلى مصر، ومنها من ذهب إلى أن الاجتماع غالبا لن يخرج بقرارات مفاجئة أو ينتهى بفرض عقوبات، وأكد ذلك ما قاله برناردينوليون مبعوث الاتحاد الأوروبى لجنوب المتوسط، الاثنين، أنه "لم أسمع أى احتمال لفرض عقوبات"، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبى يريد أن يبقى "محاوراً رئيسياً"، و"يبقى على القنوات مفتوحة (للحوار)".
وعن تأثير اجتماع الاتحاد الأوروبى وما قد يخرج به، قال كيرت ديبوف، مراقب أوروبى للوضع فى مصر، إن الاتحاد بإمكانه اتخاذ إجراءات عديدة، حيث يمكنه قطع ميزانية سياسة الجوار، ويمكنه قطع مساعدات الدول الأعضاء فى الاتحاد، كما يمكنه تجميد الدفعة الاقتصادية التى تقدر بـ5 مليارات يورو، ولكن ينبغى الأخذ فى الاعتبار أن هذا المبلغ فى صورة قروض ينبغى ردها، وإذا قارنا هذه المبالغ بـ12 مليار دولار التى تعهدت بها السعودية والكويت والإمارات، فينبغى أن نعترف بأن تأثير قطع مساعدات الاتحاد الأوروبى محدود، فضلاً عن ذلك، تعهدت السعودية بأنها ستدفع مقابل ما يقطعه الغرب.
وأضاف ديبوف، فى مقال له على مدونة صحيفة "إى بوأوبزرفر"، أن الإجراءات الممكنة الأخرى تكمن فى فرض حظر على الأسلحة أو منع السفر لبعض الشخصيات، ورغم أن الاتحاد نفسه ليس لديه اتفاقات سلاح مع مصر، إلا أن الدول الأعضاء لديها، ومع ذلك جميع عقود السلاح مجتمعة معاً لا تساوى أكثر من مائة مليون دولار، ومشكلة الحظر ومنع السفر، أنه يشبه إلى حد كبير ما فعله الاتحاد الأوروبى فى سوريا، وحقيقة الأمر، روسيا سيسعدها أن تحصل على هذه العقود، مما سيجعل الأمر مشابهاً كذلك لسوريا.
وبعيداً على الأرقام، أضاف ديبوف، أنه من الواضح أن الأطراف فى مصر لن تغير من المسار الذى تتبناه وفقاً لأى من هذه الإجراءات، وإن كانت العقوبات لا تغير شيئاً، إذا فلماذا يتخذ الاتحاد الأوروبى هذه الإجراءات؟ البعض يقول إن الصمت إزاء الوضع سيكون أكثر سوءا، ولكن ينبغى أولا النظر إلى العواقب المحتملة.
ورأى المراقب الأوروبى أن اتخاذ الاتحاد الأوروبى إجراءات ضد مصر، ستضعه فى سلة مؤيدى مرسى، ويمكن حينها للاتحاد أن يقول إنه محايد وإنه سيوقف المساعدات لدولة تستخدم العنف ضد المواطنين، ولكن هذا لا يفلح مع معسكر ضد مرسى، وسيخسر الاتحاد حياده، ومن ثم قدرته على التوسط، وهو الوسيط الممكن الوحيد، مما سيتسبب فى مشكلة فى المستقبل القريب، لأن السيناريو الوحيد لاستقرار مصر والمضى قدماً يتضمن حلاً بين المعسكرين.
وختم ديبوف مقاله بالقول، إن الاتحاد الأوروبى يمكنه إضافة شروط جديدة لمساعداته وحزمة المساعدات، ومن الضرورى أن يحصل على تأكيد من الحكومة المصرية بأنها ستسعى لإجراء انتخابات تسمح بمشاركة الجميع، وأن تحترم حقوق الإنسان، ولكن إن كان الاتحاد يريد أن يظل يلعب دوراً مهماً كوسيط مستقبلى، ينبغى أن يقاوم الدعوات لأخذ إجراءات صارمة ضد مصر الآن.
موضوعات متعلقة
مصادر بريطانية: ليس لنا مصلحة فى أى مؤامرة ضد مصر.. ونسعى لاستقرارها
مصادر: الاتحاد الأوروبى يدعو لعدم اتخاذ قرارات ضد مصر
جماعة الإخوان الدولية تطالب الاتحاد الأوروبى بالتدخل للإفراج عن مرسى
12 دولة بين 28 بالاتحاد الأوروبى تدعو لوقف المساعدات لمصر
وصول وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى لبروكسل لبحث الأوضاع فى مصر
مراقبون: الاتحاد الأوروبى لن يلجأ لسياسة العقوبات ضد مصر خوفاً من فقد تأثيره بالمنطقة.. قطع المساعدات لن يؤثر بعد تعهد السعودية بتعويض القاهرة.. وعلى أوروبا دعم إجراء انتخابات بمشاركة جميع الأطراف
الأربعاء، 21 أغسطس 2013 03:09 م