تحدث الكاتب البريطانى البارز كيم سينجوبتا، فى مقاله اليوم بصحيفة "الإندبندنت" عن الأسباب التى تجعل المصريين لا يثقون فى الغرب، ولاسيما بريطانيا، موضحا أن المملكة المتحدة تحالفت فى الماضى مع الإسلاميين ضد الجيش العلمانى.
يقول الكاتب، إن مجموعة من ضباط الجيش المصرى، حاولوا، ومن وراء الحاجز الذى يفصلهم عن أنصار جماعة الإخوان المسلمين التأكيد على أن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى لا يطمح لأن يكون مثل جمال عبد الناصر، وأن ما فعله لم يكن إلا استجابة لنداء شعبى للإطاحة بحاكم مستبد كان يدمر البلاد، وأن ما حدث كان ثورة وليس انقلاباً.
ويؤكد الكاتب على أن هناك دعما كبيرا للجيش بين أعداد شاسعة جزعوا ثم قلقوا من سعى الإخوان لإنشاء دولة دينية، فى حين أساءوا إدارة الاقتصاد المنهار، ولم يكن هناك تعاطف كبير مع الإسلاميين الذين قتلوا فى مواجهات مع قوات الأمن، ويقولون إن الإخون هاجموا وقتلوا من كان يعارضهم عندما كانوا فى السلطة.
واعترف الضباط الشباب ومؤيدوهم المدنيون بأنه سيكون هناك مشكلة مع فض اعتصام الإخوان، إلا أنهم رأوا أنه سيكون إزعاجا مؤقتا للأغلبية.
ويتابع الكاتب قائلاً، إنه ظل على اتصال بالضباط الشباب الذين التقاهم عند رابعة العدوية، ويقول إنهم أصروا على أنهم حاربوا المجرمين والإرهابيين، وأن تقديم الأحداث فى الإعلام الغربى هو دعاية لجماعة الإخوان المسلمين ممزوجة برغبة بتصوير الدول العربية على أنها غير مستقرة بطبيعتها، متهمين أوروبا والولايات المتحدة بالنفاق.
ويشير الكاتب إلى حديث بعض الضباط عن الدعم السرى الذى يقدم الأمريكيون والبريطانيون للإخوان، وتناولهم أمثلة سابقة من التلاعب الغربى بالإسلاميين، والعديد منها لا يمكن إنكاره، على حد قول الكاتب.
وتطرق سبجوبتا إلى علاقة بريطانيا بالإسلاميين، وقال إن أول اتصال للندن بالجماعات الإسلامية كان قبل الحرب العالمية الثانية لجمع معلمات عن النشطاء المشاركين فى حركة استقلال مصر، بحلول عام 1942 بدأت لندن تمويل الإخوان على أمل أن يواجه الإسلاميون "فيروس القومية العربية"، ودعمت الإخوان حركة الضباط الأحرار عندما تولوا السلطة، لكن فى غضون عامين، وفى عام 1954 حظر عبد الناصر الجماعة مثلما تهدد الحكومة المؤقتة بفعل هذا الآن، وفى ظل اتهامات تتراوح ما بين الإرهاب إلى منع إصلاح الأراضى كان هناك ادعاءات بإجراء محادثات سرية مع البريطانيين.
وعلى الرغم من أن العديد من الدبلوماسيين البريطانيين فى القاهرة أعجبوا بما كانت الحكومة الجديدة تحاول تحقيقه، لكن فى غضون أيم وقبل إعلان ناصر تأميم القناة، كان رئيس الحكومة البريطانية حينئذ انتونى إيدن يقول لوزير خارجيته أنه يريد اغتيال الزعيم المصرى، وتم مناقشة الخطط لتنفيذ هذا الأمر بين الإخوان جهاز المخابرات البريطانية الخارجية MI6.
وتناول الكاتب كذلك مواقف أمريكا وبريطانيا فى العدوان الثلاثى على مصر، وقالت إن الأمريكيين شعروا بالقلق من عبد الناصر، وأجرى الرئيس الأمريكى حينها دوايت أيزنهاور محادثات مع الحكومة البريطانية عن الحاجة إلى "خطة ميكافيللية رفيعة المستوى لخلق وضع فى الشرق الأوسط مواتى لمصالحهم.. يمكن أن يقسم العرب ويهزم أهداف أعدائهم".. وسعت المخابرات الأمريكية إلى البحث عن معارضة إسلامية صورية، وعلى هذا الأساس تشكلت العلاقة بين الإخوان والمخابرات الأمريكية والتى يمكن أن تستمر لسنوات قادمة.
ويختم سينجوبتا مقاله قائلا إنه صحيح أن هذا الأمر كان من زمن، إلا أن التاريخ يتم تذكره بشكل واضح فى أوقات النزاع، ليس فقط فى الشرق الأوسط، لكن فى أماكن أخرى، فمؤامرات الماضى بين الإخوان المسلمين والدول الأجنبية ضد الجيش العلمانى ربما لا يكون لها صلة مباشرة كبيرة لحملة قوات الأمن على الإخوان، إلا انه تظهر كيف شملت الأن الشكوك والاتهامات المتبالة على أرض الواقع فى مصر اليوم.
كاتب بريطانى: المصريون لديهم مبرر فى عدم الثقة فى الغرب.. بريطانيا تعاونت مع الإخوان ضد الجيش المصرى.. وتآمروا لاغتيال عبد الناصر.. وعلاقة الجماعة القديمة بالمخابرات الأمريكية قد تستمر لسنوات
الأربعاء، 21 أغسطس 2013 01:42 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة