سفير مصر فى فرنسا: المصريون لن يستسلموا لقوى الإرهاب والظلام

الأربعاء، 21 أغسطس 2013 05:21 م
سفير مصر فى فرنسا: المصريون لن يستسلموا لقوى الإرهاب والظلام صورة أرشيفية
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد السفير محمد مصطفى كمال سفير مصر بباريس، اليوم الأربعاء، أن المصريين لن يستسلموا أبدا لقوى الظلام التى تحاول عرقلة مسيرتهم نحو المستقبل.

جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى الذى عقده السفير المصرى اليوم لشرح حقيقة ما يحدث فى مصر منذ الثلاثين من يونيو الماضى أمام وسائل الإعلام المصرية والعربية والفرنسية والعالمية وذلك بمقر سفارة مصر بباريس.

وقال السفير محمد مصطفى كمال أن مصر تمر حاليا بإختبار صعب ولكن المصريين لن يستسلموا أبدا وهم متوحدون اليوم أكثر من أى وقت مضى لمواجهة هذا الاختبار.. مشيرا إلى أن مصر تمر اليوم بأزمة ولكنها ستخرج منها أكثر قوة وأكثر وحدة بفضل عزيمة شعبها وصلابة مؤسساتها وبدعم أصدقائها.

وأصاف أن مصر تولد من جديد وإنها على موعد مع التاريخ، داعيا أصدقاء مصر إلى ألا يكونوا "على الجانب الخاطىء من التاريخ" وأن يدعموا الشعب المصرى فى معركته من أجل الحرية والكرامة والعدالة.

وقال إنه كسفير لمصر يتعين عليه نقل رسالة لوسائل الإعلام العالمية تتعلق بخيبة أمل الغالبية العظمى من الشعب المصر بسبب التغطية المجتزئة والغير موضوعية من جانب الإعلام الدولى للأحداث الجارية فى مصر، مشددا على أن المصريين شعروا بالاحباط لتصوير ثورتهم الشعبية من جانب بعض وسائل الإعلام على إنها "إنقلاب" وأيضا تجاهل تلك الوسائل بطريقة غير مفهومة للاعتداءات الإرهابية التى تستهدف ابناء الشعب بطريقة يومية.

واستعرض السفير محمد مصطفى كمال ما شهدته مصر منذ الثلاثين من شهر يونيو الماضى من أكبر حشد شعبى فى تاريخ البلاد من قبل جميع طوائف الشعب بمختلف انتمائاته الثقافية والاجتماعية للتعبير عن إرادة التغيير وللتأكيد على أهداف ثورة 25 يناير التى نادت بالعيش والحرية والكرامة والعدالة.. مضيفا أن هذا اليوم يوافق انطلاق الموجة الثانية من ثورة 25 يناير 2011.

وأشار السفير المصرى إلى خروج عشرات الملايين من المصريين يومى 3 و26 يوليو الماضى أكد مجددا على إرادة الشعب والتأكيد على رفضه القاطع للفاشية الدينية ومحاولات تغيير هويته..معربا عن آسفة من أن البعض حاول أن يغذى نقاش بيزنطى حول عزل الرئيس السابق عن السلطة وما إذا كان الأمر يتعلق بثورة أم بانقلاب ولكن بفضل إرادة الشعب وتمسكه بأن يكون سيد قراره هذا النقاش تحول إلى غير ذى جدوى أو أساس.

خريطة الطريق:
وذكر أن دعم المجتمع الدولى لخريطة الطريق التى أعلن عنها فى الثالث من يوليو فرغت هذا النقاش من محتواه..موضحا أن الرئيس السابق ونظامه ارتكبوا أخطاء كبيرة خلال عام من حكمهم حيث انتهكوا المبادئ الأساسية لسيادة القانون والفصل بين السلطات وعملوا على بسط سلطتهم واحتكار المؤسسات لاسيما مع تمرير الدستور بالقوة، ذلك بخلاف سوء إدارة الوضع الإقتصادى والأمنى فى البلاد مما أشعل غضب ملايين المصريين والذى قابله تعنت من جانب الرئيس السابق وجماعته السياسية.

وأوضح أن المصريين نزلوا إلى الشارع فى حشد شعبى للتعبير عن إرادتهم ورفض سوء استغلال السلطة والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة..مشيرا إلى أن هذا التأزم السياسى دفع القوات المسلحة المصرية إلى الاستجابة لإرادة الشعب ومساندته وإخراج مصر من أزمتها.
واستعرض السفير المصرى بعض النقاط الرئيسية فى خارطة الطريق (خارطة المستقبل) والتى تم بموجبها تسليم السلطة إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا (المستشار عدلى منصور) ليصبح رئيسا إنتقاليا للبلاد حتى إنعقاد الانتخابات الرئاسية الجديدة وذلك وفقا للمبادئ الدستورية الراسخة فى عدد من البلاد ومن بينها مصر.

وأضاف أن الخطوة الأولى من خارطة الطريق انتهت بالفعل حيث أعلنت الرئاسة المصرية أمس إنتهاء أعمال لجنة الخبراء القانونيين المكلفين بإعداد التعديلات اللازمة للدستور.

وفيما يتعلق بالمصالحة الوطنية..أشار السفير إلى أن السلطات شكلت لجنة للحوار الوطنى مفتوحة أمام الجميع دون إقصاء، ولكن هناك البعض الذى رفض المشاركة بها..مشيرا إلى ان تلك اللجنة تواصل أعمالها من أجل إقناعهم بتغليب الحوار على المواجهة وتغليب مصالح الوطن على المصالح الحزبية.

وأكد أن السلطات المصرية تلتزم بتطبيق كافة الخطوات التى نصت عليها خارطة الطريق لاسيما فيما يخص المصالحة الوطنية وتبقى السلطات على قناعة بأن الحوار الجامع لكافة الفصائل وتيارات المجتمع المصرى يعد السبيل الوحيد لتحقيق المصالحة التى ستسمح للبلاد بالتقدم.

وأوضح أن المصريين لن يقبلوا أبدا بالحوار مع من تلطخت أيديهم بالدماء وأن العدالة هى التى ستقرر مصيره هؤلاء.

واستعرض سفير مصر بفرنسا أيضا الأحداث الإجرامية والإرهابية التى شهدتها البلاد عقب فض إعتصامى رابعة العدوية والنهضة بالإضافة إلى العمليات الإرهابية التى تشهدها سيناء ولاسيما الاعتداء الغاشم الذى ارتكبه جهاديون يتحالفون مع جماعة المسلمين الذى أسفر عن مقتل 25 جنديا من عناصر الشرطة أمس الأول برفح.

وقال انه وللآسف فإن البعض يريد عرقلة المصريين من التقدم صوب المستقبل ولكننى على قناعة من أن هؤلاء سيخسرون رهانهم..مشددا على أن الدولة المصرية مصممة وقادرة على تخطى التحدى الأمنى الذى تفرضه بعض الجماعات الإجرامية التى تسعى من أجل إرهاب المصريين وخلق حالة من عدم الإستقرار فى البلاد من خلال أعمال العنف التى لم تستثنى دور العبادة أو المستشفيات أو المدارس والممتلكات العامة والخاصة.

وشدد السفير على انه وفى مواجهة هذه الأفعال الإجرامية، ليس بوسع دولة تحترم شعبها وواجباتها تجاه هذا الشعب ألا تتحرك..مؤكد من جديد أن الدولة المصرية مصممة على وضع نهاية للعنف وإستعادة الأمن فى إطار من القانون وإحترام حقوق الإنسان.

وأكد سفير مصر بباريس انه لايمكن لا سياسيا ولا أخلاقيا معاملة دولة مسئولة عن إستعادة النظام والأمن على قدم المساواة مع جماعات مسلحة تقوم بترهيب المواطنين والعمل على خلق حالة من عدم الإستقرار فى البلاد..مشددا على أنه من غير الممكن أيضا دعوة الطرفين إلى وقف العنف وحل الخلافات السياسية عبر الحوار إذ انه لا توجد مقارنة بين الخلافات السياسية والأعمال الإرهابية.

وأضاف السفير محمد مصطفى كمال أن عدم إدانة بأشد العبارات تلك العمليات الإرهابية يعنى تشجيعها، كما يوفر لها غطاءا سياسيا..بالاضافة إلى أن صمت الإعلام والضغوط التى يمارسها بعض اللاعبين الدوليين توفر أيضا هذا الغطاء.

وردا على سؤال حول الاجتماع المنعقد فى هذه الاثناء ببروكسل بشأن الأزمة المصرية..أكد السفير أن العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبى هى علاقات تاريخية استغرقت أربعة عقود لتوطيدها حتى وصلت إلى مستواها الحالى وأنها تقوم على الندية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وانها تخدم مصالح الطرفين.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبى يمكنه أن يقوم بعمله ومراجعاته واتخاذ قرارته ولكن الأمر واضح من جانبنا أن الشعب المصرى لا يقبل أن يستخدم الاصدقاء علاقات التعاون لمحاولة التدخل فى الشان المصرى أو الضغط على الإرادة الوطنية للشعب المصرى.

سجناء سياسيون:
أكد السفير انه لا يوجد فى مصر سجناء سياسيين ولكن سجناء تم احتجازهم فى قضايا قانونية وانه على المؤسسات القانونية ذات الكفاءة أن تتخذ قراراتها فى هذا الشأن.

وفيما يتعلق بالافراج المحتمل عن الرئيس الأسبق حسنى مبارك..قال السفير محمد مصطفى كمال أن مبارك محتجز لعدة قضايا وان قرار الذى اتخذته المحكمة اليومين الماضيين يتعلق بأحد هذه القضايا..مشيرا إلى أن مبارك أصبح مواطنا عاديا يواجه العديد من القضايا التى تنظرها العدالة وأن لا أحد يتدخل فى عمل القضاء المصرى.

ومن ناحية أخرى..أكد السفير أن السلطات المصرية ستشكل لجنة لتوثيق الأحداث التى شهدتها مصر منذ الثلاثين من يونيو الماضى.

وشدد على أنه لا يوجد إنقساما فى مصر..مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من الشعب المصرى يتمسكون بإرادة التغيير التى عبروا عنها منذ الثلاثين من يونيو وستبقى تلك الغالبية مساندة للموجة الثانية من ثورة يناير.

وتابع "حتى وإن كان هناك بعض من المؤيدين للإخوان المسلمين، فإن الجرائم التى ترتكبها ميليشيات الإخوان على مدار الأيام الماضية وخلال عام من حكمهم أدت إلى إضعاف أعداد المؤيدين لهم"..داعيا فى نهاية المؤتمر الصحفى الإعلاميين ووسائل إعلامهم إلى النظر إلى حقيقة ما يحدث فى مصر.

وكان المؤتمر الصحفى قد بدأ بدعوة السفير للحضور بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح الجنود ال25 الذى قتلوا أمس الأول برفح، كما تم عرض لقطات من الانتهاكات والأعمال التخريبية والإرهابية التى شهدتها البلاد وتم توزيع نسخة من ال"سى دى" الذى يحتوى على المادة الفيلمية على الصحفيين.








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة