سفير أوكرانيا بالقاهرة: الشعب المصرى يحتاج إلى التسامح للتغلب على الصعاب

أكد سفير أوكرانيا لدى مصر يفجين كيريلينكو، أن بلاده تتابع عن كثب التطورات الحالية فى مصر التى تعد واحدة من أهم وأكبر الدول فى أفريقيا والعالم العربى وتحتل مكانة هامة فى السياسية الخارجية لأوكرانيا.

جاء ذلك فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط أجراه اليوم بمناسبة الاحتفال بالعيد القومى لأوكرانيا، الذى يوافق السبت المقبل 24 أغسطس، وأعرب فيه عن قلقه من عدم الاستقرار والاضطرابات التى تقع فى مصر، بسبب عدم وجود رؤية متفق عليها، مضيفا أن هذا الأمر يعود للشعب المصرى أن يقرر كيف المضى قدما.

وأكد أن الشعب المصرى يحتاج الآن إلى التسامح والاحترام المتبادل والنوايا الحسنة للتغلب على الصعاب الحالية، وأن بلاده التى تعتبر مصر دولة صديقة وحليفة على مر السنوات تقف بجانب الشعب المصرى وتتمنى له النجاح فى طريق الصعب نحو التحول والإصلاحات معربا عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون لصالح كلا الشعبين والبلدين .

وردا على سؤال حول الوساطة الدولية لحل الأزمة الراهنة فى مصر، أوضح كيريلينكو أن بلاده تتفهم قلق الدول الغربية ومجلس دول التعاون الخليجى ومحاولتهم لحل الأزمة الراهنة فى ضوء أهمية مصر أفريقيا وعربيا، ونظرا لدورها الهام فى السياسية الأمنية فى المنطقة، معربا عن اعتقاده بأن حل مشاكل مصر يقع على عاتق الشعب المصرى، ويعتمد على المسئولية والنوايا الحسنة للأطراف المعتدلة، وأنه لا يمكن لأحد من الخارج أن يقود الشعب المصرى نحو طريق الحرية والرفاهية.

وعن التعاون الاقتصادى والتجارى، قال إن قيمة التبادل التجارى فى السلع والخدمات بين البلدين بلغت 092ر3 مليار دولار عام 2012 مسجلة بذلك أعلى معدل لها، وذلك بسبب الجهود الترويجية للمنتجات الأوكرانية مثل الحبوب وتصدير الحديد والصلب، مشيرا إلى أن مصر احتلت المرتبة الثالثة فى قائمة الدول المستوردة من أوكرانيا.

كما أن مصر تحتل المرتبة الأولى من حيث استهلاك القمح الأوكرانى الذى يبلغ نحو 5ر2 مليون طن، والمرتبة الثانية بالنسبة للذرة بـ3 ملايين طن عام 2012.

وقال سفير أوكرانيا لدى مصر يفجين كيريلينكو، إن قيمة الاستثمارات المباشرة من أوكرانيا تتخطى 220 مليون دولار، حيث تستثمر الشركة الحكومية " نافتوجاز " فى الاكتشافات البترولية فى منطقة" علم الشاويش" بالصحراء الغربية، وبدأت فى استخراج البترول والغاز الطبيعى وبهذا احتلت مصر المرتبة الأولى من حيث تنفيذ أوكرانيا لخطتها فى تنويع مصادر طاقتها على مستوى العالم.

وأعرب عن آسفه لتراجع أعداد السائحين الأوكرانيين الزائرين لمصر التى كانت تحتل المرتبة السابعة بمعدل سنوى يبلغ أكثر من 317 ألف سائح أواكرانى، وذلك بسبب تدهور الوضع الأمنى فى البلاد الذى أثر سلبيا على عدد السائحين الأجانب، موضحا أن بلاده نصحت مواطنيها بتجنب زيارة شمال سيناء والسويس وبورسعيد والقاهرة فى حين أوصتهم بالالتزام فى المنتجعات السياحية فى الغردقة وشرم الشيخ.

وحول التعاون الثقافى، نوه كيريلينكو إلى مشاركة الأطفال والشباب المصريين ضمن 500 من الشباب على مستوى العالم فى قمة عقدت تحت عنوان "الاختلاف ثراؤنا ووحدتنا هى قوتنا" نظمتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبية التى ترأسها حاليا أوكرانيا وذلك خلال الفترة من 20 يوليو إلى أول أغسطس فى مركز الأطفال الدولى فى آرتيك.

وأوضح أن الهدف من هذه القمة هو الترويج بين الشباب للتسامح وعدم التمييز، واحترام التنوع والتطور السلمى والصداقة وزيادة الوعى بأنشطة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية.

وردا على سؤال حول العمليات الجارية التى يقوم بها الجيش المصرى فى شمال سيناء، أفاد سفير أوكرانيا لدى مصر يفجين كيريلينكو بأن الجيش المصرى يعد من أقوى الجيوش فى العالم وبالأخص فى الشرق الأوسط وأفريقيا، مشيرا إلى انخفاض أنشطة الإرهابيين فى شمال سيناء منذ بدء العملية فى نهاية يوليو، مما يدل على مهنية وقدرة القوات المسلحة المصرية على مواجهة المخاطر وتوفير الحماية الكاملة لسيادة وأمن الدولة المصرية.

وردا على سؤال حول العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبى، قال إن الهدف الرئيسى لبلاده هو الحصول على العضوية الكاملة فى الاتحاد الأوروبى، ولذا تتبنى بعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مؤكدا أنه إذا تم التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد فى نوفمبر المقبل، التى تنص على إقامة منطقة تجارة حرة فإنه سيكون أهم إنجازا بعد إعلان استقلال أوكرانيا.

وأوضح أن التفاوض حول اتفاقية الشراكة بدأ منذ أكثر من عام ولكن الاتحاد الأوروبى اشترط إحراز بعض التقدم فى مجال الإصلاحات الديمقراطية والقضاء من بينها إطلاق سراح رئيسة الوزراء السابق يوليا تيموشينكو مشيرا إلى أن مسودة الاتفاقية تعرض تعاون سياسى واقتصادى أوثق ولكنه لا يعرض الطريق نحو الحصول على عضوية الاتحاد.

وذكر كيريلينكو أن هذه الاتفاقية تنقسم إلى جزءين أحدهما بيان سياسى حول الإصلاحات التى ينبغى على أوكرانيا تبنيها والثانية اتفاقية تجارة حرة التى تعتبرها الحكومة هامة لجذب الاستثمارات الأجنبية، مضيفا أن روسيا ليست سعيدة بهذه الاتفاقية التى ستوقعها أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبى، وتحاول إثارة "المخاوف من خلال حروب تجارية".