تعارض إدارة الرئيس أوباما أى تدخل عسكرى أمريكى فى سوريا، حتى إن كان محدودا، كونها تعتقد أن المتمردين الذين يقاتلون نظام الأسد لن يقوموا بدعم المصالح الأمريكية فى حال تمكنهم من السلطة الآن، وكتب الجنرال مارتن ديمبسى رئيس هيئة الأركان المشتركة، رسالة إلى عضو فى الكونغرس بهذا المضمون حصلت عليها الأسوشيتد برس.
وقال ديمبسى إن الجيش قادر على إخراج سلاح الجوى السورى من المعركة، وأن يحول ميزان القوى لصالح المعارضة المسلحة دون تدخل برى بل بضربات صاروخية وخيارات أخرى فعالة، إلا أنه قال إن مقاربة كهذه ستغرق الولايات المتحدة عميقا فى حرب أخرى فى العالم العربى، ولن تقدم إستراتيجية سلام فى البلاد الغارقة فى الصراعات الإثنية.
وقال ديمبسى فى الرسالة المؤرخة فى التاسع عشر من أغسطس الجارى إلى الديمقراطى اليوت إنجل "سوريا اليوم ليست فى حال الخيار بين جانبين، بل حول خيار بين عدة أطراف. أعتقد أن الجانب الذى علينا اختياره يجب أن يكون مستعدا لتعزيز مصالحه ومصالحنا عندما يتغير ميزان القوى لصالحه. اليوم، هذا الطرف غير متوفر".
تقييم ديمبسى المتشائم هذا لن يسر العديد من قيادات المعارضة السورية المتشظية، وبعض أعضاء ادراة أوباما الذين يدفعون إلى تقديم مساعدات أكبر للمعارضة وإنهاء حكم عائلة الأسد المتواصل منذ أربعة عقود.
وبالرغم من الخلافات الداخلية والنزاعات التى لا تتوقف عمل بعض جماعات المعارضة مع الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى ودول عربية داعمة فى محاولة منها لتشكيل حركة شاملة متماسكة تسعى إلى إقامة دولة ديمقراطية متعددة الأعراق.
إلا أن الذين يقاتلون حكومة الأسد يختلفون فى مقاصدهم السياسية ومعتقداتهم العرقية، وليسوا جميعا مهتمين فى الدعم الغربى.
ومع تواصل الصراع الذى قتل أكثر من مائة ألف شخص ومزق النسيج الطائفى للمجتمع السورى، ارتكب المقاتلون من الجماعات المرتبطة بالقاعدة وجماعات متطرفة أخرى بعض المجازر والهجمات العرقية التى تشابه إلى حد كبير تلك التى ارتكبها نظام الأسد، ويوم أمس الثلاثاء اقتتلت ميليشيات كردية مع مقاتلى جبهة النصرة فى شمال شرقى البلاد فى قتال أدى إلى نزوح آلاف اللاجئين إلى العراق، كما غذى مخاطر انفجار صراع فى كافة الجبهات، وأضاف ديمبسى أن الحرب فى سوريا "مأساوية ومعقدة".
ديمبسى: مقاتلو المعارضة السورية لن يدعمون المصالح الأمريكية فى حال توليهم السلطة
الأربعاء، 21 أغسطس 2013 09:50 ص
الجنرال مارتن ديمبسى رئيس هيئة الأركان المشتركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة