خبراء مراكز الأبحاث الأمريكية: العلاقات بين القاهرة وواشنطن معقدة للغاية.. من الصعب أن تغير أمريكا صناعة القرار فى الجيش لأنه يواجه صراعا وجوديا.. وقطع المساعدات ليس وسيلة فعالة لتغيير السياسات

الأربعاء، 21 أغسطس 2013 11:51 ص
خبراء مراكز الأبحاث الأمريكية: العلاقات بين القاهرة وواشنطن معقدة للغاية.. من الصعب أن تغير أمريكا صناعة القرار فى الجيش لأنه يواجه صراعا وجوديا.. وقطع المساعدات ليس وسيلة فعالة لتغيير السياسات صورة أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلت شبكة "سى إن إن" الأمريكية عن عدد من الخبراء البارزين فى مراكز الأبحاث الأمريكية المؤثرة على صناعة القرار فى البيت الأبيض، قولهم إنه على الرغم من كل الحديث الدائر عن قطع المساعدات عن مصر على خلفية التطورات الأخيرة، إلا أن العلاقات بين البلدين شديدة التعقيد.

ويقول طارق رضوان، الخبير بالمجلس الأطلنطى، وهو أحد مراكز الأبحاث الأمريكية، إن الولايات المتحدة تواجه موقفا تكون فيه "ملعونة" فى كل الخيارات. بينما يقول جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن السؤال الحقيقى يتعلق بما تريد واشنطن تحقيقه. فلو كانت تريد تغيير عملية صنع القرار فى الجيش المصرى، فهذا أمر صعب للغاية الآن لأن الجيش يعتقد أنه يواجه صراعا وجوديا. ولو كان ما تحاول أن تفعله هو أن تبدى تصميما لبقية لعالم والشعوب التى تتابع الأمر، فإن تلك قضية أخرى.

أما إيزوبيل كولمان، الخبيرة بمجلس العلاقات الخارجية، فتقول إن المساعدات العسكرية هى الورقة والحيدة التى تستطيع أن تلعب بها الولايات المتحدة لتطبيق دعوتها من أجل إنهاء العنف والعودة سريعا للحكم المدنى.

وتقول: "لو كانت واشنطن تقصد ما تقوله، فإن الخطوة التالية هى تعليق المساعدات العسرية حتى يحقق المصريون ما يقولونه، وهو التوصل لتسوية سياسية".

وتقول "سى إن إن" إن المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر تدعم السلام بين إسرائيل من جهة ومصر والأردن من جهة أخرى، كما أن الولايات المتحدة حققت مصالح إستراتيجية أخرى مثل استخدام قناة السويس وحقوق التحليق التى تقدم للجيش الأمريكى القدرة على التحليق فى سماء مصر فى طريقه إلى قواعده فى المنطقة.

ويستبعد رضوان وكولمان أن تقوم مصر بتقييد الدخول الأمريكى لقناة السويس ومجالها الجوى لو تم تعليق المساعدات، ويقول رضوان إن قناة السويس بالغة الأهمية، وهى مهمة للتجارة الدولية، مضيفا أنه يتشكك فى أن تتغير الامتيازات لوتم تعليق المساعدات.

وكان السيناتور الجمهورى البارز جون ماكين قد انتقد سياسة الإدارة الأمريكية فى مصر، وقال فى مقابلة مع "سى إن إن": ليس لدينا مصداقية، لدينا نفوذ، لكن عندما لا نستخدمه فإننا لا نملكه.. وأضاف السيناتور الداعم لتعليق مساعدات بلاده لمصر فإن الولايات المتحدة فقدت مصداقيتها فى المنطقة بعد فشلها فى اتباع القوانين الخاصة بها التى تتطلب تعليق المساعدات لدولة يحدث فيها انقلاب عسكرى على رئيس منتخب، وهو ما يصف به ما جرى فى مصر فى الثالث من يوليو الماضى.

وفى نفس السياق، نشرت الشبكة الأمريكية نتائج استطلاع أجراه مركز بيو على موقف الأمريكيين من تقديم المساعدات لمصر، أظهر أن 51% من الأمريكيين يعتقدون أنه من الأفضل لواشنطن أن تقطع المساعدات العسكرية للضغط عى حكومة القاهرة، بينما قال 26% أنه من الأفضل الاستمرار فى المساعدات للحفاظ على النفوذ.

وتقول الشبكة الأمريكية، إن الخبراء يرون أن قطع المساعدات عن مصر لن يكون وسيلة فعالة لتغيير سياستها، فتقول كولمان إن الكونجرس ليس على وشك التنافس مع الأموال التى تقدم لمصرن فالسعوديين قدموا مساعدات كبيرة ووضعوها تحت تصرف القاهرة.

ولا يوجد اتفاق كبير بين الخبراء عن الفارق الذى يمكن أن يحدثه قطع المساعدات، ويقول رضوان إنه سواء كان تغيير سياسة المساعدات أمر جيد للولايات المتحدة على المدى الطويل، فإنه يعتقد أن قطع لمساعدات يمكن أن يحدث فارق. فلو تم تنويع التواصل الأمريكى مع مصر وتعميقه بعيدا عن الخطب التى نسمعها، فإن أى إدارة وليست إدارة أوباما وحدها، سيكون لديها مرونة سياسية أكبر.

فى حين حذر الترمان وقال إن قطع المساعدات أسهل من استئنافها، فالبديل عن إرسال طلقات تحذيرية للمصريين لتغيير موقفهم، هو أن يكون هناك هبوطا فى العلاقات بين البلدين.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة