عقب المذبحة الإرهابية التى شنها أعداء الوطن على جنود مصر الشرفاء من قوات الأمن المركزى أول أمس فى مدينة رفح، أعلنت السلطات الإسرائيلية حالة الاستنفار لقواتها على طول الحدود المشتركة مع مصر، تأهبا لقيام العناصر الإرهابية بعمليات مسلحة ضدها.
ففى الوقت الذى أثار فيه استشهاد الـ 25 جنديا فى سيناء سخطًا شعبيا فى جميع ربوع مصر، واشتعال المطالب الشعبية بالانتقام من القتلى الإرهابيين، ازداد الشعور بالقلق العميق فى إسرائيل من الوضع الأمنى المستمر فى التدهور فى سيناء.
وقالت معظم الصحف الإسرائيلية، إن الطريقة الوحشية للمجزرة والتى جرى فيها إنزال الجنود أحياء من سياراتهم وأوثقوهم بالحبال ثم أعدمهم رميًا بالرصاص أظهرت بوضوح تام كم المنظمات الإرهابية فى سيناء ومدى تعطشها إلى الانتقام والدماء، مشيرة إلى أن أى مجموعة لم تعلن مسئوليتها عن الحدث حتى الآن.
وقالت شيمريت مائير، المحللة السياسية المتخصصة فى الشأن العربى بالقناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى، إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن ما أفسح المجال أمام هذه المجزرة هو انشغال الجيش المصرى بالمشاكل الداخلية ونقله لخيرة عناصره من سيناء إلى أماكن أخرى فى البلاد تطلبت عناية فورية، بينها قناة السويس، إثر معلومات استخبارية مفادها أن تنظيم "الإخوان المسلمين" يعتزمون إلحاق الضرر بالإبحار فى القناة.
وعلى الفور أعلن جهاز الأمن العام الداخلى الإسرائيلى "الشابك" تشكيل فرقة خاصة مهمتها الأساسية جمع المعلومات على الحدود المشتركة مع مصر، لمنع وإحباط أى عمليات، أو محاولات لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من شبه جزيرة سيناء.
وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إن "الشاباك" الإسرائيلى رصد وجود 15 جماعة مسلحة تنشط فى شبه جزيرة سيناء، وترتبط بمنظمات الجهاد العالمية، مضيفة أن أجهزة الأمن الإسرائيلية رصدت وجود أربع مجموعات، تنشط أكثر من غيرها فى مجال تنظيم عمليات ضد القوات الإسرائيلية على امتداد الحدود الإسرائيلية - المصرية.
وأكدت هاآرتس أن التقديرات داخل أذرع الأمن الإسرائيلية متباينة بشأن عدد التنظيمات الجهادية الفاعلة فى شبه جزيرة سيناء، حيث يقدر جهاز الشاباك عدد نشطاء الجماعات السلفية الجهادية فى شبه سيناء بالمئات، بينما ترى الاستخبارات العسكرية "أمان" عددهم ببضعة آلاف.
وقد وصل عدد من هؤلاء النشطاء من منظمات جهادية من خارج سيناء، من المملكة العربية السعودية واليمن وليبيا، لكن غالبيتهم من أبناء العشائر البدوية التى تعيش فى سيناء.
وأوضحت هاآرتس أن المجموعات الأساسية هى "أنصار بيت المقدس"، التى سبق وأن أطلقت عدة صواريخ باتجاه إيلات، ومجموعة "مجلس شورى المجاهدين فى أكناف بيت المقدس"، التى نفذت فى يونيو الماضى عملية عسكرية عبر اختراق الحدود الإسرائيلية وأسفرت عن مصرع إسرائيلى كان يعمل فى بناء السياج الحدودى مع سيناء، والمجموعة الثالثة هى جماعة "الهجرة والتكفير" وهى جماعة سلفية نفذت العملية فى منطقة معبر كرم أبو سالم، والتى راح ضحيتها 16 شرطيا مصريا العام الماضى، أما الجماعة الرابعة والأخيرة فهى "جيش الإسلام" التى نشطت فى قطاع غزة وشاركت فى اختطاف الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط.
فيما قال المحلل الإسرائيلى المعروف والمتخصص فى قضايا الأمن القومى الإسرائيلى أليكس فيشمان، فى تقرير له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "وحدات القوات الخاصة" المصرية التى سمحت إسرائيل بدخولها سيناء والتى تعد رأس الحربة الضاربة فى الحرب ضد خلايا الجهاد العالمى وعناصر القبائل البدوية الإرهابية فى سيناء، بالإضافة إلى كل القوى الأخرى بما فيها الدبابات وناقلات الجنود لم تكن سوى غطاء أمنى فقد تمت تصفية مجموعات الجهاد العالمى عبر طائرات حربية وعمليات خاصة للوحدات الخاصة.
وأضاف فيشمان، أنه منذ أُخرجت وحدات القوات الخاصة - المغاوير - من سيناء لتأمين المنشآت الحيوية على طول قناة السويس ميز البدو الضعف فى صفوف القوات المسلحة المصرية، وقرروا مهاجمة القوى الأخرى هناك.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن أحد أسباب ما يجرى فى سيناء هو تدفق الإرهاب من قطاع غزة، الذى تحكمه حماس منذ عام 2007، حيث تحولت غزة إلى "مصدّرة للإرهاب"، خاصة بعد فتح معسكرات لتدريب المجموعات الجهادية المختلفة بعلم حماس.
بعد مذبحة رفح الثانية.. إسرائيل تستنفر قواتها على الحدود المصرية.. وتوقعات بالمزيد من تدهور الأوضاع الأمنية.. ووحدات "كوماندوز" إسرائيلية لمراقبة الخلايا الإرهابية
الأربعاء، 21 أغسطس 2013 10:03 ص