أرسلت (أ. أ) إلى افتح قلبك تقول:
أنا فتاة عمرى 29 سنة تعرفت على شاب من خلال الدراسات العليا بالجامعة، لم تكن علاقة حب فى البداية ولكنها تحولت إلى ذلك سريعا، وتقدم لخطبتى بعد 3 شهور من ارتباطنا غير الرسمى، سعدت به جدا، وهو أيضا، فقد أثبتت الأيام أنه يحبنى جدا، وبشكل لم أكن أنا نفسى أتوقعه.
لكن المشكلة أن الخطبة لم تتم بسبب خلافات مادية حدثت بين والدى ووالدته، التى كان لها تحكمات غريبة وعجيبة، اكتشفت بعدها لم تكن سوى حجج تختلقها كى تصعب إتمام الأمر، وحتى تثنى ابنها عنى، لأنها وبمنتهى الصراحة غارت من شدة تعلق ابنها بي، كان ذلك واضحا جدا فى كل تصرفاتها حتى إن ابنها نفسه لاحظ وكان يحاول إرضاءها كثيرا وعلى حسابى أحيانا، وكنت أقبل ذلك لأنى كنت أقول فى نفسى كفانى أنى متأكدة من أنه يحبنى بصدق.
ظلت تضغط عليه وتختلق له العراقيل حتى جاءنى فى يوم ليقول لى إننا لن نستطيع أن نكمل معا، ولكنه عاد سريعا فى اليوم التالى يبكى لى بالدموع ويشكو لى من عدم قدرته على إقناع والدته، ومن عدم استطاعته الاستغناء عنى أيضا، فما كان منا إلا أن ظللنا مرتبطين بشكل غير رسمى حتى نمنح والدته بعض الوقت علها تقتنع، ومضت 4 سنوات كاملة.
منعته من حقه فى الميراث مرة، ورجعت فى وعدها له بأنها ستشترى له شقة، وافتعلت معه الكثير من المشاكل، وفى كل مرة يفتح معها موضوعنا ترفض بسبب مختلف عن ما قبله، وسط إخوته وأقاربه علهم يستطيعون إقناعها، ولكنها تتحدث إلى كل منهم برواية، وتبتدع دائما حججا وأسبابا جديدة فى كل مرة، لدرجة أنى عرضت أن أقابلها لأقنعها بنفسى، ولكنها رفضت النزول ومقابلتى.
وصل بنا الأمر إلى أنه تقدم إلى والدى بمفرده، الذى قبل به على مضض وتحت ضغط منى، ولكنه اشترط ألا يتم الزواج إلا بمعرفة وموافقة والدة خطيبى، الأمر الذى استحال فتركنا بعض بعد شهر واحد من هذا الموقف، لكننا ما زلنا على اتصال.
تقدم لى فى هذه الأثناء أكثر من عريس، لكنى كنت أرفضهم أو أجعلهم هم يرفضوننى بمقابلتى السيئة لهم، حتى جاء أحدهم من شهرين ولا أدرى لماذا أصر عليه أبى، ووجدت نفسى تقرأ فاتحتى فجأة، وأصبحت الأمور تمشى بسرعة كبيرة، وأنا على وشك الخطوبة الآن.
أنا لا اشعر بأى فرحة، ولا أى انجذاب لهذا الشخص، وأشعر بأنى أظلمه وأظلم نفسى، وفى نفس الوقت لا أعرف كيف أستمر مع حبيبى وكيف أقنع والدته؟...ما رأيك ماذا أفعل؟.
وإليك (أ) أقول:
باختصار شديد وبمنتهى الوضوح... ماذا تنتظرين بعد 4 سنوات؟، هل تعتقدين حقا أنها ستقتنع فى يوم ما بعد كل هذه المدة، وكل هذه المحاولات؟، هل هان عليك عمرك بهذه السهولة؟...4 سنوات كاملة من الانتظار و(وقف الحال) وتسألينى ماذا أفعل؟، الحقيقة واضحة كالشمس هذه السيدة لا تريدك لابنها، فإما أن تقبلوا بابنها بدونها _ وأنا لا أحبذ هذا_، أو أن تصرفوا نظر عن هذه الزيجة من الأصل، أما مزيد من الانتظار ومزيد من تضييع الوقت لا يمكن... هو العمر بعزقة يا بنتى؟؟؟ .
لا أحبذ إتمام الزواج بدون موافقة الأم، لأنها فى النهاية ستظل أمه، علاقته بها أبدية وحتمية، وسيتصالحان حتما فى يوم من الأيام، وتصبحين أنت العدو الوحيد ، الذى ستصب عليه تلك الأم جام غضبها وضيقها من أن ابنها خالف رأيها، ومع جبروت هذه السيدة وقوة شخصيتها الواضحة أستطيع أن أقول لك إن حياتك مع ابنها ستصبح جحيما، فمن المؤكد أنا ستتفنن فى تنغيص حياتك و(التنكيد) عليك بكل طريقة ممكنة، وستصبح الحياة لا تطاق حتى ولو كان ابنها يحبك ويعشقك عشقا، خاصة أنه من الواضح أنه لن يستطيع مواجهتها.
أما عن الشخص الآخر الذى تمت قراءة فاتحتك عليه، والذى لقبتيه بـ(أحدهم) ، والذى تقولين إنك لا تشعرين بأى انجذاب نحوه، ولا تجدين أى فرحة أو سعادة فى ارتباطك به، ربما لا يكون العيب فيه هو شخصيا، وإنما كل المشكلة أنه جاء إليك فى الوقت الخطأ، الذى ما زلتى أنت مشغولة فيه بغيره، ومتعلقة فيه بأذيال الماضى، لهذا أرجوك اهدأى وفكرى بعقلك، هل ترفضين هذا الشخص لعيب فيه، أو لأنه منفر حقا بالنسبة لك؟، فى هذه الحالة ارفضى إتمام الخطوبة فورا، وأنهى هذه العلاقة بأسرع وقت حتى لا تظلميه وتظلمى نفسك فعلا.
أم أنك ترفضينه لأنه ليس هو الشخص الذى تمنيتيه وانتظرتيه طويلا؟، لو كان هذا هو السبب الوحيد فاسمحى لى أن أقول لك (عسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) و(عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم).
رأيى باختصار سيبك من إلى مش عارف يحسم أمره من 4 سنين ده، انتظارك له وأملك فى تغيير موقف والدته وهم كبير، مش هتاخدى من وراه غير ضياع 4 سنين كمان من عمرك، وساعتها ها تفوقى وإنتى فوق الثلاثين، وقتما لا ينفع الندم.
وصلى استخارة كتير، وحكمى عقلك، وشوفى إذا كان الشخص إللى متقدم لك ده كويس بجد، وبدأتى تحسى بقبول من ناحيته يبقى توكلى على الله، وأكيد أثناء فترة الخطوبة ها تضح الأمور أكثر بالنسبة لك.
للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com
(افتح قلبك مع د. هبة يس)....هوالعمر "بعزقة"
الأربعاء، 21 أغسطس 2013 11:36 ص