شنت كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية هجوماً لاذعاً على رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، بعد اتهامه تل أبيب بالمساهمة فى الإطاحة بالرئيس المصرى المعزول محمد مرسى.
وذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن أردوغان صرح أمس، الثلاثاء، لأعضاء فى حزبه "العدالة والتنمية" أن لديه أدلة على أن إسرائيل شاركت فى الإطاحة بمرسى الشهر الماضى.
وقال مسئول إسرائيلى رفيع المستوى فى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إن هذه التصريحات التى أدلى بها رئيس الوزراء التركى "عبثية"، رافضاً الإدلاء بمزيد من التعليقات.
وكان مسئول إسرائيلى آخر، فضل عدم كشف عن اسمه، أكد فى وقت سابق أيضاً أن تصريحات الزعيم التركى لا تستحق الرد.
فيما نشرت الإدارة الأمريكية استنكارًا شديد اللهجة لأردوغان، حيث قال نائب المتحدث بلسان البيت الأبيض، جوش إرنست، "نحن نستنكر بشدة تصريح رئيس الحكومة أردوغان بأنّ إسرائيل مسئولة بشكل من الأشكال عن الأحداث الأخيرة فى مصر، إنّه تصريح يفتقر إلى الوقائع وليس صحيحًا، لا تفعل هذه التصريحات سوى التشويش، فى دول المنطقة وفى دول هامة فى العالم، على العمل المشترك والبنّاء من أجل التعامل مع الوضع الحسّاس فى مصر عبر المحادثات".
وأوضحت هاآرتس أن رد إدارة أوباما على أردوغان غير مسبوق، إذ يأتى فى فترة يبذل فيها كلا الطرفَين جهودًا مكثفة للحفاظ على علاقات جيدة، مشيرة إلى أنه من المعروف أن هناك خلافات عميقة فى الرأى بين الولايات المتحدة وتركيا حيال ما يجرى فى مصر، إذ يتهم أردوغان الأمريكيين والغرب بعدم الوقوف إلى جانب نظام الإخوان المسلمين رغم انتخابه ديمقراطيًّا.
وفى السياق نفسه، قال تسفى بارئيل، المحلل السياسى البارز فى صحيفة "هاآرتس"، إن أردوغان فقد صوابه إثر خسارة حليفه المصرى، مضيفة أنه بعد الإطاحة بمرسى، خاصة بعد فض اعتصامات رابعة والنهضة، وقف أردوغان على رأس المحتجين على الثورة المصرية، مطالبًا بإعادة مرسى إلى السلطة.
وأضاف المحلل الإسرائيلى، أن فقدان أردوغان لحليفه الإخوانى محمد مرسى والنظام المصرى الأكثر قربًا من تركيا فى العقد الأخير أفقده عقله، مضيفا، "أردوغان كان بحاجة إلى بروتوكولات "حكماء صهيون" لمحاولة الحط من قدر الجيش المصرى، فحين صرح بأن الانقلاب هو نتيجةُ علاقةٍ حاكها الجيش المصرى مع إسرائيل، مستندًا إلى براهين على لسان مثقف يهودى يدعى برنار هنرى ليفى قبل عامَين، وبدا أسيرَ آراء تميّز المفكّرين اللا ساميين الذين وضعوا أسس النظرة المَقيتة بأنّ اليهود يتحكمون فى كل شىء ويديرون العالم".
وأوضح بارئيل أن خطوات أردوغان فى السياق المصرى تمس بمكانة تركيا، قائلاً، "ينفجر أردوغان غضبًا كل مرة يلمحون فيها إلى أنه لا سامى ويسارع إلى إحضار براهين من التاريخ البعيد بأن تركيا ساعدت اليهود، ويشدّد على أنّ نظامه يبذل قصارى جهده للحفاظ على الجالية اليهودية فى تركيا، لكنه سيواجه صعوبة هذه المرة حتى فى إقناع مناصريه بأنه قصد الجانب السياسى فقط من المؤامرة".
وأضاف برائيل، "لا تساعد هذه الأقوال الإخوان المسلمين، لكن يبدو أنّ أردوغان، الذى أحدثت أقواله حتى الآن هوة سحيقة فى العلاقات بين مصر وتركيا، يظنّ أنّ تركيا لم يعد لديها ما تخسره، والنتيجة هى أن الزعيم التركى الذى يطمح إلى التأثير فى الشرق الأوسط هو نفسه الذى يخرج تركيا خارج دائرة صانعى القرار فى المنطقة".
إسرائيل وأمريكا تشنان هجوماً لاذعاً على أردوغان لاتهام تل أبيب بالوقوف وراء ثورة 30 يونيه والإطاحة بـ"مرسى".. ومحلل بـ"هاآرتس": رئيس الوزراء التركى فقد صوابه بعد فقدانه حليفه "الإخوانى"
الأربعاء، 21 أغسطس 2013 11:48 ص