كان خطاب الإخوان من منصة إشارة رابعة العدوية القاعدة التى تنطلق منها الآن كل هجمات الإخوان الإرهابية ضد مجموع الشعب المصرى، بكل فئاته وطبقاته، وقد رأينا جميعنا كيف أنه كان خطابا آثما تم توجيهه للنيل من سماحة الإسلام وخطابه الوسطى المعتدل الذى يبتعد أميالا عن مناطق التطرف والإرهاب والهمجية والبربرية والخنوع، ونبذ الآخر، وأمراض الشك والبغض والكراهية.
فقد كان خطاب المنصة يحاول وبكل إصرار أن يخلق له أعداء من العدم فيشتمهم ويسبهم وينعتهم على الهواء مباشرة، ما هذه الفوضى التى تمكنت من عقول وأفئدة هؤلاء الإخوان فأدمنوا فن لعن الآخر، فجعلوا بعض الأبرياء من أبناء المجتمع المصرى فى (إشارة رابعة) عبارة عن حجارة (شطرنج) يحركون خطواتها أنى شاءوا وفقا لأهدافهم وأعمالهم الإرهابية، بحجج مختلفة مرة بالدفاع عن الشرعية، وعودة مرسى، وتارة بحجة الدفاع عن الإسلام وطلب الشهادة، فكانت أحداث مجزرتى رفح وكرداسة وحرق دور العبادة والمتاحف وأقسام الشرطة، وقتل أفرادها، والسؤال هل ما فعلوه له علاقة بالإسلام وأخلاق الرسول الأكرم، وهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسب ويشتم ويقتل الناس ويدمر الحياة؟! الإجابة بالطبع (لا) بل أنه كان سمح فى معاملاته مع الناس سلما وحربا فقد كان يقول (اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) وكان سمح إذا باع أو اشترى، وكان سمح رحيما إذا جاهد فى سبيل الله، وكان سمح فى أخلاقه، وسمح إذا وعظ الناس أو دلهم وأرشدهم إلى معرفة الله، وقد كان سمح واسع الصدر مع من خالفه من الناس فى الرأى، وسمح إذا قال أو تكلم أو تحدث، لأنه كان رسول الله إلى الإنسانية.
بل إنه كان رحيما حتى مع الحيوانات والبهائم: أيها الناس (إن الله كتب الإحسان على كل شىء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتهم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته) أقول لماذا نسى الإخوان أنه مثلما يتكون البناء من أحجار متجاورة وأشكال متناسقة، وأعمدة راسخة يقوم عليها، ثم من جدران محصورة بين تلك الأعمدة، يتكون كذلك المجتمع من أفراد وجماعات، وأجناس متآلفة.
ولماذا لا يعلمون أن أى خطاب فى أصله يهدف إلى تحقيق العلاقات الاجتماعية العامة منها والخاصة بين الناس، وأنه يُعد أحد الآليات المباشرة للتواصل بينهم، وأنه أكثر الوسائل إتاحة واشتراكا بين أبناء البشر، لكنه الفكر الإرهابى الذى يعادى الواقع والمجتمع ويقتل الناس بدم بارد.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة