وائل السمرى يكتب: مرة عسكرى راح يجيب شهادة معافاة خد شهادة وفاة

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013 06:42 م
وائل السمرى يكتب: مرة عسكرى راح يجيب شهادة معافاة خد شهادة وفاة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إرهابيو سيناء تفوقوا على قذارة الصهاينة التى ظهرت فى فيلم "روح شاكيد" الذى وثق مذابح مئات الأسرى المصريين فى حرب 1967.

لا تتعجب ولا تتحسر ولا تظن أنك خارج دائرة التصويب، أنت فى حرب الآن، كل مدافعهم موجهة ضدك أنت، نارهم حولك، رصاصهم عليك، يتفوقون على أبناء الشياطين، فى صناعة الموت، يضاهون أحفاد دراكولا فى هواية الدماء، يسخرون من أفعال الأباطرة بأفعالهم التى فاقت كافة حدود السادية، مرتزقة مأجورون، يرتكبون أبشع المذابح، يستحلون الأرواح البريئة، لا يفكرون إلا فى الدم، ولا يتقنون شيئا قدر اتقانهم صنع مشهد مأساويا، يتفننون فى إيلامك وتعذيبك، يرهبونك بالرصاصة والمظاهرة والهتاف والصورة، لا تحسب أن صور جنودنا الآن فى رفح عفوية، ولا تظن أن هذه البشاعة تلقائية، فهم يقصدون تصدير هذه الصور المؤلمة لتفكر ألف مرة قبل أن تعارضهم، زارعين الخوف فى قلبك وعينك ومستقبلك، رافضين أن تجول بعينيك دون أن يوقفها مشهد الدماء، غير سامحين بأن ترتفع رأسك ذات يوم دون أن تجد فوقها فوهة البندقية.

25 جنديا، ماتوا اليوم فى رفح، نحتسبهم عند الله شهداء فحسب، لا وقت لدينا لندبج فيهم قصائد الرثاء، ولا وقت لدينا لنبكى عليهم فالبكاء الآن أصبح رفاهية، لا يقدر عليها إلا الآمنون، ونحن نخاف أن نحزن دقيقة وأن نبكى دقيقة فتصيبنا رصاصة الغدر التى لا تعرف للموت حرمة، ولا تفهم أن للروح قدسية، تعرف فقط كيف تتفوق على قذارة الصهاينة لتنتج مشهدا أكثر وقاحة من ذلك المشهد الذى هز الأوساط العالمية أبان ظهور المذبحة الإجرامية الصهيونية "روح شاكيد" التى راح ضحيتها مئات الأسرى المصريين، كبلتهم يد الغدر واغتالتهم يد الخطيئة، بل أنى أرى أن إرهابى سيناء فى العملية الأخيرة تفوقوا على قذارة الصهاينة بقتلهم مدنيين مسالمين كانوا فى طريق توديعهم للعسكرية، ودخولهم إلى حياتهم المدنية.

25 جنديا، لم يكونوا فى وحداتهم، ولم يكونوا على ثغورهم، ولم يكونوا حاملين السلاح، بل كانوا يستعدون للتمتع بالمدنية بعد ثلاث سنوات قضوها فى العسكرية ليحموك ويحموننى، كانوا مدنيين على وشك توديع العسكرية، وقبل أن يحصلوا على شهادة المعافاة، حصلوا على شهادة الوفاة، وهنا يجدر بى أن أذكرك أنى كتبت فى العام الماضى مقالا مشابها لما أكتبه اليوم حينما استشهد ستة عشر جنديا فى العام الماضى، غير أن الفارق الوحيد بين ما حدث فى العام الماضى وما يحدث الآن هو أننا فى السابق لم نكن نعرف من هم المجرمون لننتقم منهم ونثأر لإخواننا، فحملت مسئولية الحادث الإرهابى للسلطة القائمة أما الآن فصرنا جميعا نعرف من القاتل، ومن الذى يموله ومن الذى يدعمه ومن الذى يحركه ومن الذى يصدق على أفعاله، ومن الذى زرعه فى بلادنا، ووجب علينا أن نحاربه جميعا دون أن نعفى السلطة القائمة من مسئوليتها.

نعم، الحادث مؤلم، والتوقيت عصيب، لكن المهم الآن هوأن نصطف صفا واحدا، لنصير كلنا جنودا فى أم المعارك المصرية، ولا تحسب أنى أبالغ فى القول إن ما نعيشه الآن هو "أم المعارك" فمعروف أن مصر خاضت من الحروب الكثير، وأنها انتصرت فى كل معاركها ولم تخضع ولم تنحن ولم يغير أحد فيها شيئا، وربما كانت إحدى هذه المعارك التى خاضتها مصر أقسى وأبشع ظاهريا، لكن فى الحقيقة فإن معركتنا الآن أكبر وأخطر، ذلك لأننا لا نواجه عدوا فحسب، وإنما نواجه عدوا داخليا مختبئا فى أوردتنا، ومزروع فى أنسجتنا.

صعبة هى الحرب، تماما مثل العمليات الجراحية، لكن لا يجب أن تردعنا صعوبتها عن خوضها ولا يجب أن يضعنا الخوف من الفشل موضع المتردد المرتعش، فلا معنى لتأجيل إجراء الجراحة سوى استفحال المرض وانتشاره، ولا معنى للتردد فى محاربة الإرهاب سوى أن نجد كل يوم وجبة متكاملة من جثث أبنائنا.





مشاركة




التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

إبراهيم

تجنب القتل العشوائي وتطبيق العدالة والقانون هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة في سيناء

عدد الردود 0

بواسطة:

abul-shabab

الوشاية

عدد الردود 0

بواسطة:

رضا المرسي

حلوه الاقفية

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

remmember them

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

الوجه الاخر

عدد الردود 0

بواسطة:

هناء

ماذنبهم

عدد الردود 0

بواسطة:

ناجي الغيطي

رساله من جندي شهيد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة