كانت ثورة الشعب المصرى الأسطورية فى 30 يونيو 2013 وقرار الجيش المصرى فى 3 يوليو بإنهاء حكم الإخوان وعزل الرئيس انفجاراً مدوياً نسف الخطة الأمريكية لصناعة شرق أوسط جديد عن طريق ما سمته "كوندا ليزارايس" الفوضى الخلاقة، والتى كانت تتمثل فى تفتيت المنطقة وتشجيع الصراعات الدينية والمذهبية والعرقية والأيديولوجية والتصاعد بها إلى درجة الاقتتال الطائفى والانقسام الحاد بين شعوب المنطقة وبين عناصر الشعب الواحد وتقسيم دول المنطقة إلى دويلات مفككة الأوصال تخضع للسيطرة الأمريكية الكاملة وقد اكتشفت الولايات المتحدة حليفها القادر على وضع سياستها هذه على أرض الواقع ممثلاً فى تيارات التأسلم السياسى والتطرف الدينى وبالمرونة المعروفة للسياسة الأمريكية أصبح أعداء الأمس أصدقاء اليوم فالدولة العظمى ليس لها صديق دائم ولا عدو دائم، وإنما لها مصالح محدودة لا دخل للعواطف أو المبادئ بها، فرغم أن هذه التيارات بطبيعة فكرها ومبادئها وتكوينها تيارات فاشية معادية بطبيعتها للديمقراطية والحرية إلا أن الإدارة الأمريكية لا تجد أى حرج فى التحالف معها لتحقيق أهدافها فى المنطقة، وقد بدأت الخطة الأمريكية فى إعادة صياغة المنطقة بالعراق للقضاء على ثانى جيش عربى يهدد مصالحها فى المنطقة ويهدد حليفتها الرئيسية فيها " إسرائيل " وبعد أن دمرت العراق وقسمته إلى ثلاث دويلات استخدمته كحقل تجارب لإثارة الصراع المذهبى الدامى بين السنة والشيعة، وكانت نتائجه مرضية للسياسة الأمريكية إلى حد كبير، وكان الدور على السودان لتقسيمه على أساس دينى وعرقى وإثارة الفوضى فى القسمين، ثم انتفضت الشعوب العربية ضد طغيان وظلم حكامها فيما سمى بثورات الربيع العربى على يد شباب واع مثقف وطنى ينشد الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ،فسارعت الولايات المتحدة لدفع حلفائها الجدد فى تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا لركوب الموجة الثورية والوثوب إلى الحكم لتنفيذ الأهداف الأمريكية فى المنطقة فقد اكتشف الأمريكيون انعدام الإحساس الوطنى والقومى لدى هذه التيارات واستعدادها الكامل للتفريط فى الثوابت الوطنية لأنها تنتمى إلى فكر أسمى يتنكر ويرفض الوطنية والقومية، ولا قيمة عنده للأرض وحدود الأوطان وآمالها وطموحاتها فهو أكثر الأفكار مناسبة لتحقيق الخطة الأمريكية كما أنه فكر يقوم على الانغلاق والتطرف والاستعداد لاستخدام العنف والإرهاب، لذا كان سقوطه المدوى فى مصر ضربة صاعقة أربكت المخطط الأمريكى الإسرائيلى الذى كان قد اقترب كثيراً من تحقيق أهدافه، وراحت السياسة الأمريكية تتخبط فى محاولات يائسة لإنقاذ حلفائها بتحريض العالم ضد الثورة المصرية وتأجيل ومهاجمة الإجراءات المصرية لإعادة الأمن والاستقرار وبدأت فى دفع حلفائها لتهديد مصر وتأييد العنف والإرهاب والفوضى فيها، والتغاضى عما تقوم به جماعات وتيارات الإسلام السياسى من إرهاب ممنهج ومنظم ومسلح. وخلال هذا الارتباك والتخبط الذى أصاب السياسة الخارجية الأمريكية نسى الأمريكيون أن الدولة التى يعتبرونها حليفتهم الكبرى فى المنطقة " المملكة العربية السعودية " قد كشفت مخططهم منذ سنوات، وأدركت لماذا أراد الأمريكيون تفكيك مصر أولاً وإثارة الفوضى فيها ثم الانتقال بالخطة بعد ذلك إلى المملكة نفسها ودول الخليج فإذا كان تفكيك مصر يعد الجائزة الكبرى لإسرائيل وإنهاء كاملا للقضية الفلسطينية على حساب الأرض المصرية فى سيناء فإن تفكيك المملكة وإثارة الفوضى فيها يعد الجائزة الكبرى للولايات المتحدة نفسها، وكانت المملكة تعلم عن يقين مدى ارتباط المصريين وحبهم للحرمين الشريفين وحرصهم على أمن ووحدة السعودية، فقام الأمير بندر بن سلطان بزيارة لروسيا الاتحادية لجلسة مباحثات مع الرئيس بوتين ورفض طلب " أوباما " بعدها بزيارته فى البيت الأبيض لتبرير الزيارة، ثم كانت الصفعة المدوية التى وجهها بيان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للنفاق السياسى الأمريكى وتأكيده وقوف المملكة إلى جانب مصر فى حربها ضد الإرهاب فقد وصفت المملكة ما تقوم به جماعة الإخوان وحلفاؤها من عنف وتعذيب وقتل وحرق وتدمير بالوصف الدقيق الصحيح ووضعت الولايات المتحدة فى مأزق تاريخى بجعلها دولة داعمة ومؤيدة ومساندة للإرهاب مما جعل حلفاء أمريكا الأوربيين يتراجعون فى فوضى مخجلة، وبدأ التأييد العالمى للإجراءات المصرية يطل برأسه على استحياء من تخاذلهم السابق، وكانت الصفعة السعودية الشجاعة تحولا جذرياً يعيد عصر الملك فيصل بن عبد العزيز وموقفه العظيم سنة 1973، وفى هذه المرة لن تستطيع الولايات المتحدة بسهولة رأب الصدع الذى أصاب سياستها الخارجية ومشروعها التدميرى وأستطيع أن أرى بوضوح عودة الشعور الوطنى الفياض، والإيمان القومى، وثقة شعوب المنطقة بنفسها واستعادة عصر العزة والكرامة والشموخ والصمود، وتوحد الشعوب العربية ضد المخطط الاستعمارى الأمريكى، وإذا أرادت الشعوب فإن إرادتها من إرادة الله سبحانه وتعالى ولا عزاء للسيد أوباما فى مأتم شرق الأوسط الجديد وفوضاه الخلاقة.
هيام محيى الدين تكتب:الصفعة السعودية وسقوط المشروع الأمريكى
الثلاثاء، 20 أغسطس 2013 11:19 م
الملك عبدالله
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
بدر النوساني
أتفق تماما
عدد الردود 0
بواسطة:
المغربى
مقال ممتاز
تعيش مصر و السعودية
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى نجم
ضربة معلم
عدد الردود 0
بواسطة:
ABDELLATIF SALLAM
n economic new war against terrorism project supported by usa
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلم عربي
سلمت أفكارك الر اقية
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
يارب إحفظ مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
السلمي
لم تسقط تفاحة الشرق الاوسط
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى كاره للخونة
شكرا خادم الحرمين.أيها الرجل الحكيم
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر عصام
تحليل واهم
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح
الى رقم 9