استبعد مسؤول بارز فى إدارة الدين العام بوزارة المالية المصرية، تعثر بلاده فى سداد ديونها الخارجية، فيما أعلنت مؤسسة "موديز" العالمية للتصنيف الائتمانى مساء أمس الثلاثاء، أن الاضطرابات التى تشهدها مصر، قد تزيد احتمالات تعثر القاهرة فى سداد التزاماتها.
وقال المسئول المصرى، الذى طلب عدم ذكر اسمه فى اتصال هاتفى لوكالة الأناضول للأنباء اليوم: "لا توجد أى مشكلات فى الوفاء بالتزاماتنا الخارجية "الفترة الحالية لا تشهد أى التزام على مصر لسداد أى مستحقات أجنبية".
وأضاف أن البنك المركزى المصرى سدد قسط ديون نادى باريس بداية يوليو الماضى بواقع 672 مليون دولار، بينما يحل القسط المقبل فى يناير 2014، ويتجاوز الدين الخارجى لمصر 44 مليار دولار نهاية يونيو الماضى، وفقا لمحافظ البنك المركزى المصرى هشام رامز.
وتسود أجواء من التوتر مصر، بعد فض قوات الأمن اعتصامين لمؤيدى الإخوان فى ميدانى رابعة والنهضة بالقاهرة يوم الأربعاء الماضى، ما أدى إلى مقتل 578 شخصا على الأقل، حسب إحصاءات وزارة الصحة المصرية.
كما قتل 252 شخصا فى أنحاء مصر يومى الجمعة والسبت الماضيين، حسب الحكومة المصرية، فى مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين خرجوا لإدانة فض اعتصامى رابعة والنهضة.
وشهدت معدلات الإنتاج وحركة السياحة تراجعا كبيرا، فيما أعلنت الحكومة الانتقالية نهاية الأسبوع الماضى حالة الطوارئ، وفرضت حظرا للتجول فى 14 محافظة بين الساعتين 07:00 مساء (17:00 ت غ) و06:00 صباحا (04:00 ت غ).
وقالت مؤسسة "موديز" فى تقرير لها أمس، إن تكلفة التأمين ضد مخاطر الديون السيادية المصرية لخمس سنوات ارتفعت إلى 752 نقطة أساس من نحو 700 نقطة فى غضون شهر.
وأضافت أن المستثمرين تنتابهم مخاوف، حول مدى تأثير الاضطرابات التى تشهدها مصر على الاقتصاد، الذى يعانى بالفعل من مشكلات.
لكن المسئول فى وزارة المالية المصرية، قال: "المملكة العربية السعودية وعدت بتوفير كامل احتياجات مصر فى أى وقت، وهو ما يوفر عامل أمان وضمان لدى المستثمرين فى حالة تزايد المشكلات فى مصر".
وأضاف: "المشكلة الحقيقية التى يواجهها الاقتصاد المصرى تتمثل فى ارتفاع عجز الموازنة وارتفاع تكلفة الاستيراد والسداد الفورى لقيمة المنتجات المستوردة، وهو ما يمثل ضغطا على القطاع المصرفى المصرى فى ظل اعتماد الحكومة عليه فى تمويل العجز".
وقال إن الأسبوع الحالى سيشهد اقتراض 15 مليار جنيه من البنوك لتمويل احتياجات البلاد.
وطرحت البنك المركزى أمس سندات حكومية بقيمة 3 مليارات جنيه، سجل العائد عليها أعلى مستوى فى نحو شهرين، بعد أن بلغت نحو 15.55% على سندات بقيمة 1.5 مليار لأجل 5 سنوات، و16.3% على مبلغ مماثل على أجل 10 سنوات.
وقال محمد عبد العزيز حجازى، المحلل الاقتصادى والمتخصص فى شؤون الدين العام: "ربما تؤمن المساعدات الخليجية قدرة مصر أمام سداد ديونها الخارجية".
وتعهدت 3 دول خليجية، بتقديم مساعدات لمصر بقيمة 12 مليار دولار، بعد أقل من أسبوع من عزل الجيش للدكتور محمد مرسى الذى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين، منها 5 مليارات دولار من السعودية و3 مليارات من الإمارات و4 مليارات من الكويت.
وأرسلت الإمارات 3 مليارات دولار من هذه المساعدات، بينما قدمت السعودية مليارى دولار حتى الآن ولم تصل أية مساعدات من الكويت حتى الآن.
وتعهد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى، فى تصريحات لوكالة الأنباء السعودية، أمس الاثنين، فى جدة، بسد أى عجز مالى قد ينشأ عن قيام دول غربية بوقف معوناتها لمصر، بسبب حملة يشنها الجيش المصرى على احتجاجات، لمؤيدى الإخوان.
رئيس مجلس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة