محللون أمريكيون: خيارات واشنطن نفدت جراء ما يحدث من اضطرابات فى مصر

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013 10:56 ص
محللون أمريكيون: خيارات واشنطن نفدت جراء ما يحدث من اضطرابات فى مصر الرئيس الأمريكى باراك أوباما
بكين (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، نقلا عن خبراء أمريكيين، فى تقرير لها من واشنطن اليوم الثلاثاء، إنه مع ما تشهده مصر من حالة اضطراب وتستعر الحرب الأهلية فى سوريا، فقد نفدت خيارات الولايات المتحدة الأمريكية للحد من إراقة الدماء بالبلدين.

وقال التقرير إن العاصمة المصرية شهدت عنفا متزايدا انتشر إلى مناطق أخرى بالبلاد منذ الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين من السلطة، وفى الأسبوع الماضى لقى ما يزيد على 500 شخص مصرعهم بعدما فضت قوات الأمن المصرية اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة والجيزة، وأمس الاثنين.

وأشارت تقارير إلى أن متطرفين إسلاميين هاجموا سيارتين تابعتين للشرطة فى سيناء، مما أدى إلى مقتل ما يزيد على 25 جنديا وإصابة 3 آخرين بجروح.

وأضاف تقرير الوكالة الصينية أن اتهامات وجهت لإسلاميين متطرفين بمهاجمة عدة كنائس بأرجاء متفرقة من البلاد، واستهداف المسيحيين، وأنه رغم إدانات الرئيس الأمريكى باراك أوباما وقراره الخاص بإلغاء مناورات عسكرية مشتركة كانت مقررة بين الجيشين الأمريكى والمصرى والحديث يوم الأحد الماضى عن احتمال تعليق المساعدات الأمريكية لمصر، إلا أن خبراء أمريكيين يشيرون إلى أن تعليق المساعدات البالغة 3،1 مليار دولار أمريكى غير مرجح.

وأوضح المحللون الأمريكيون أن تعليق المساعدات لن يؤثر كثيرا، إذ يعتقد الجيش المصرى أنه فى صراع حياة أو موت فداءا للوطن، وقال جفرى مارتينى، محلل شئون الشرق الأوسط بمؤسسة "راند" البحثية الأمريكية إن "الأمور قاسية للغاية بالنسبة لهم، مما يجعلهم غير مكترثين فى الواقع بوضع أولويات الولايات المتحدة فى الحسبان".

وأضاف مارتينى، لوكالة أنباء "شينخوا" أنه "فضلا عن هذا، يتقلص نفوذ الولايات المتحدة فى مصر، حيث انخفضت المساعدات كثيرا مقارنة مع ما كانت عليه فى حقبة الحرب الباردة قبل عقدين من الزمن، مما جعل نفوذ واشنطن فى البلد المضطرب يتراجع، موضحا أنه بينما تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ، فإن هذا النفوذ يمكن أن يؤثر فقط على قضايا تعتبر هامشية بالنسبة للجيش وجماعة الإخوان المسلمين والصراع الحالى".

ويوضح بعض الخبراء الأمريكيين أن دول الخليج قد تعوض أى خفض فى المساعدات الأمريكية، مما دفع الدعوات فى واشنطن إلى أن تعليق المساعدات عن الجيش المصرى يبدو مثيرا للجدل، فيما لا تظهر أى إشارة على أن حدة الصراع فى مصر تتراجع، كما يرى خبراء أن نشطاء جماعة الإخوان المسلمين مستعدون للموت نظير قضيتهم ولا يعتزمون الاستسلام حتى تحقيق هدفهم المتمثل فى استعادة السلطة.

وفيما يتعلق بسوريا، لم تف الولايات المتحدة بعد بتعهدها بإرسال أسلحة إلى مقاتلى المعارضة السورية بعدما خلص البيت الأبيض فى يونيو الماضى إلى أن حكومة الرئيس السورى بشار الأسد استخدمت أسلحة كيميائية، وقال منتقدو الإدارة الأمريكية إن هذا التطور يؤكد المزاعم التى تفيد بأن واشنطن حذرة إزاء وصول مثل هذه الأسلحة إلى أيدى المتطرفين.

وفى السياق نفسه، قال واين وايت، نائب المدير السابق لمكتب معلومات الشرق الأوسط التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، إن أكثر الجماعات الفعالة فى سوريا حاليا هى الجماعات الإسلامية المتطرفة، وبعضها مرتبط بتنظيم القاعدة، وبينما ناقش خبراء وساسة فكرة فرض منطقة حظر طيران بواسطة حلف شمال الأطلسى (الناتو) فى سوريا، قال وايت إن الدفاعات الجوية السورية متقدمة بما يكفى، لأن تشكل هذه الدفاعات خطرا كبيرا على طائرات وأطقم الناتو.

وقال وايت إن غالبية الأهداف فى سوريا تقع فى مناطق داخلية، مما يكشف الطيارين الأمريكيين والحلفاء أمام الدفاعات الجوية المضادة ويزيد خطر سقوط الطائرات فى أرض معادية، فيما يختلف الموقع الجغرافى لسوريا تماما مع موقع ليبيا، حيث لعبت منطقة حظر الطيران التى فرضها الناتو دورا رئيسيا فى الإطاحة بالعقيد الليبى الراحل معمر القذافى، كما أن غالبية المناطق المأهولة بالسكان فى ليبيا تقع على الساحل، ما وفر طريقا سهلا للطائرات المعطوبة للخروج من المجال الجوى الليبى.

وأضاف وايت أن منطقة حظر الطيران لن تمنع القوات البرية السورية من شن هجمات فتاكة باستخدام أسلحة كيميائية، حيث أن معظم أنظمة إطلاق الأسلحة الكيميائية السورية برية، كما أن ثمة حقيقة تقيد أيضا خيارات واشنطن ومفادها أن الأمريكيين لا يرغبون فى خوض صراعات خارجية بعد الحرب الوحشية التى خاضوها فى العراق وأفغانستان لما يزيد على عقد من الزمان، وبينما قد يتحمل الأمريكيون عملية سريعة وسلسلة مثلما كانت الحال فى ليبيا، فهم لا يريدون السقوط فى مستنقع.

ويرى جورج فريدمان، المدير التنفيذى لشركة الاستخبارات العالمية "ستراتفور" أن تدخل الولايات المتحدة قد يؤدى ببساطة إلى انخراط إجبارى آخر فى المعركة، ولن يحول دون سفك الدماء فى سوريا التى تمزقها الحرب، موضحا أن الولايات المتحدة، وكذلك حلفاءها الأوروبيين، لا يمتلكون القوة المطلوبة لإنهاء إراقة الدماء فى سوريا، وإذا حاولت، فسوف تعتبر بكل بساطة مسئولة عن إراقة الدماء بدون تحقيق أى هدف إستراتيجى".

وأوضح فريدمان أن هناك أشياء كثيرة تتجاوز القوة العسكرية للولايات المتحدة"، لافتا إلى أن وقف الحرب الأهلية فى سوريا يعنى استخدام "قوة شاملة"، مما قد يفضى إلى خسائر فادحة، مضيفا "لا يمكن للمرء تغيير الثقافة السياسية لبلد ما من الخارج، إلا إذا كان مستعدا لتدمير هذا البلد كما حدث فى ألمانيا واليابان".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة