عرف شاباً كان صديقاً وجاراً قديماً لى، أمه منتمية إلى جماعة الإخوان.. وليس الانتماء أى التأييد فقط، بل هى عضو رسمى فى الجماعة.. أنا أعرف تلك المرأة شخصياً منذ 12 عاماً وأحترمها وأقدرها ولها أفضال كثيرة على. أنا أؤيد المعارضة وحملة تمرد وأحترم الجيش المصرى لكن هذا ليس معناه أنّى لا أحب هذه المرأة فقط لأنها تنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، أو لأنها تتعاطف مع الرئيس المعزول مرسى، أو لأنها نزلت إلى رابعة العدوية، بالعكس، فأنا مازلت أقدرها وأستمع إلى رأيها لأنها ليست من المغيبين الذين يمشون بمبدأ السمع والطاعة لجميع ما يقوله قادة الإخوان. بالأحرى، هى تكره بعض القياديين وتتهمهم بتحريض المتظاهرين على العنف وأنهم ليسوا صورة يحتذى بها للدين الإسلامى، ورغم تعاطفها مع مرسى، إلا أنها تعترف بأن خطاباته كلها لم تكن ذات معنى وأنها كانت تنام خلالها من كثرة الملل، بل وأن حال البلد طيلة هذه السنة كان متدهوراً. هؤلاء هم الإخوان الذين أحترمهم. هؤلاء الذين لا ينحازون إلى قاداتهم إلا بعد التفكر فيما يقولون أولاً.
مؤيدو مرسى والذين يعهدون إليه وإلى جماعتهم بالولاء الشديد يشبهون أشخاصاً مغمضى الأعين، يمشون فى صف خلف قائد هو مثلهم الأعلى ويظنون أنهم على الطريق الصحيح، إلا أن قائدهم هذا ليس إلا أعمىً يقودهم. هم يظنون أنهم يجاهدون فى سبيل الله، لكنهم يجاهدون فى سبيل جماعتهم. ليس عندهم مانعٌ فى قتل أنفسهم إن كان هذا القرار سوف ينقذ الجماعة. ويا ليتهم يعلمونّ يا ليتهم يعلمون بقاداتهم الذين يستغلونهم، الذين يرمون بهم إلى أرض المعركة ويذهبوا للإستخباء، الذين قد ضحوا بالشعب المصرى، بالوطن، وبمؤيديهم وأتباعهم لكى لا يخسروا كرسى السلطة.. يهون عليهم دم الأبرياء الذين قتلوا بسببهم. تاجروا بالدين والرسول والملائكة والأزهر الشريف والكعبة، ونشروا الإشاعات والأكاذيب اللتى لا يصدقها أى عقل. هم لا يكذبون على الناس فقط، بل يكذبون على أنفسهم أيضاً.
إلى متى سيظل الحال هكذا؟ لا يعلم الغيب إلا الله، ولن تستقر الأمور فى البلد إلى أن يرجع الرشد والصواب إلى البعض.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
