محمد طه محمد يكتب: فلول نظام مبارك.. يتشعبطون المسرح السياسى؟!

لا تستعجب من ظهور فلول نظام مبارك على شاشات القنوات الفضائية وفرد صفحات لهم بأهم المجلات والصحف، أو عودتهم إلى مناصبهم.

من مساوئ نظام مبارك أنه جرف الساحة السياسية من الكفاءات والشخصيات القيادية، باختزالها فى الحزب الوطنى وأضعف جسد جميع الأحزاب الأخرى وشوه صورتها

الانفراد بالساحة السياسية ينهى المنافسة السياسية، فالمسرح السياسى بارد لا أحد يزايد أو يقدم عليه قيمة أفضل، فيقبل الشعب بالموجود، فلقد اختفى البديل

بعد ثورة 25 يناير والتى ارتفع سقف مطالبها لخلع نظام مبارك، لم يكن على الساحة ألا من تركهم النظام السابق أو من كانوا ضده.

شيء منطقى أن يتجه الشعب إلى ألد أعداء النظام السابق، رموز التيار الإسلامى، فالعداء والحظر لهم وعدم سابق التجربة لهم، ساهم بدرجة كبيرة فى التفاف الشعب بكثافة حولهم

لم يكن أمام المجلس العسكرى غير أن يفسح الطريق بحكم شعبيتهم للمشاركة فى بناء النظام السياسى، وهذا ما جعل المسرح السياسى يتشكل بأغلبيتهم، لجان صياغة الإعلانات الدستورية وأعضاء مجلس الشعب والشورى ورئاسة ومئات القيادات، وسد العجز فى التخصصات تم باللجوء إلى فلول نظام مبارك ممن لهم قدرات خاصة على التلون.

تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فسيطرة نظام الأخوان وإقصاء شركاء رحلة الكفاح السياسى، نتج عنه اعتماده على شخصيات فاشلة كثيرة الكلام والتصريحات الوردية والواقع شيء أخر، مما أدى لوقوف كل القوى السياسية لمحاربة هذا النظام وخروج الملايين يوم 30 يونيو 2013 لمواجهته بفشله وكثرة الأزمات

هذا ما شجع بقايا نظام مبارك للظهور للمزايدة وعرض خدماتهم ليس تعبيرا عن الوطنية ولكن تطبيقا لفكرة الصيد فى الماء العكر، فالمسرح السياسى شبه خالى ولا بد لهذه المرحلة أن تسير مصر

شعب مصر العظيم، ما يحدث على الساحة السياسية لا يدعوا للقلق لأننا جميعا نراقب ما يحدث على المسرح السياسى، فالأهم فى الوقت الحالى أن تسير مصر حتى تشكيل مجلس الشعب وانتخاب رئيس للبلاد، باختيار شخصيات وطنية، وبعد ذلك نستبدل من جاء بهدف نمشى الحال..