سارة فؤاد تكتب: نحن نعيش فى دولة "الفتى"

الجمعة، 02 أغسطس 2013 01:07 م
سارة فؤاد تكتب: نحن نعيش فى دولة "الفتى" صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما أفتح التلفزيون وأقلب بين القنوات , أصبحت أتجنب فى الفترة الأخيرة قنوات الأخبار وبرامج التوك شو , فإننى لم أعد أحتمل متابعة الأخبار المستمرة والمعقدة , فالأحداث كثيرة وتحليلاتها أكثر , ولا أعرف من أصدق , وأى قناة هى الأكثر شفافية , فمبدأ المؤامرات هو السائد حالياً , وكل قناة تعمل لحساب أحد الأطراف فتصوره كأنه الملاك الذى يمشى على الأرض والطرف الآخر هو الشيطان.

فأذهب لأفتح الفيسبوك أو تويتر لأرى الكارثة: يبدأ بعض الشباب يحللون الموقف ويتهمون أحد الأطراف بارتكابهم كل الجرائم التى تنتهك فى حق الوطن وهم جالسون أمام التلفزيون أو شبكات التواصل الاجتماعى , لا أعرف إذا كان على أن أضحك أم أحزن حيث أصبح كل شخص ناشطاً سياسياً أو أستاذاً فى العلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية وأى حاجة أخرها (ية) , أى أن كل الناس أصبحوا يفقهون فجأة فى كل شيء وهم جالسون فى بيوتهم دون أن حتى يقرأوا كتاباً واحداً ولكن أصبح السائد حالياً هو الاعتماد على الـ. copy وال paste

ويأتى ما هو أسوأ من ذلك: لجان التحقيق الفيسبوكية والتويترية كما أسميها وهى عبارة عن بعض الأشخاص يتفحصون الصور التى تنتشر على الفيسبوك وتويتر بطريقة عشوائية ويعرفون من هو مرتكب أى جريمة ويكشفون عن نوايا الأشخاص وعن إذا كانت الانتخابات زورت مثلاً أم لا وأقرب مثال عما أتحدث عنه هو مذبحة الحرس الجمهوري:
أصل الاخوان هجموا على الحرس الجمهورى فاضطروا يضربوا نار عليهم دفاعاً عن أنفسهم -
لأ دول الإخوان كانوا بيصلوا والحرس الجمهورى ضرب عليهم نار من غير سبب -
و الكثير والكثير من السيناريوهات فى القضية الواحدة وشوية صور لخرطوش وكل واحد يشوف مين اللى مش بيأيده ويخليه المتهم. أهكذا تتم التحقيقات؟ ألم يفكر كل من "يفتي" أن هذا يعد نوعاً من أنواع الفتنة ووسيلة لإشعال البلد؟ والأسوأ من ذلك أنسينا أن هناك دم مصرى يسال وأصبحنا نبرر القتل لكى نثبت أن الطرف الأخر هو المخطئ؟؟

و لكن ما يثير غضبى بشدة هو سعى كل طرف إلى إثارة غضب الطرف الأخر حيث انتشرت كلمة " موتوا بغيظكم " لأن هذا يعنى أننا نسينا مصلحة الوطن فى بعض خلافات وهمية بيننا , حيث أن هذه الجمل قد تكون الفتيل الذى يشعل به الجرائم التى ترتكب حالياً.
اعذرونى عن استخدامى مصطلحات مثل "الطرف والطرف الآخر" ولكن للأسف أصبح هذا هو حالنا , فأدعو الله فى هذا الشهر الكريم أن يوحدنا ويجمع شملنا ويهدينا إلى الطريق الحق ويبعد عنا الفتن بكل صورها.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة