انتقد الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، زيارات المسئولين الأجانب لمصر، خلال الفترة الأخيرة، وقال إن هذه الزيارات تشبه "حملات التفتيش على مصر"، قائلا "إننى أشعر بمهانة كبيرة كمواطن مصرى، وابن من أبناء حزب الوفد الذى نشأ على الاستقلال عندما أرى مسئولين أجانب فى شبه حملات تفتيش على مصر، ورغم إننى التقى بمعظمهم، إلا أننى أرفض أن تتولى أمريكا والاتحاد الأوروبى التحكم فى أمور مصر".
جاء ذلك خلال المؤتمر الذى أقامه حزب الوفد لرموز وقيادات محافظة الفيوم، مساء الخميس، والذى حضره فؤاد بدراوى سكرتير عام الوفد، والدكتور صابر عطا، عضو الهيئة العليا للوفد، ومحمود الهوارى، رئيس لجنة الوفد بالفيوم، والشيخ روبى حمودة، مدير عام الدعوة بمديرية أوقاف الفيوم، والأنبا ميخائيل استراس، وكيل مطرانية الفيوم، وقيادات ورموز العائلات فى محافظة الفيوم.
وعن ثورة 30 يونيو قال البدوى إنها ثورة شعبية وصورة طبق الأصل من ثورة يناير، مضيفا أن القوات المسلحة استجابت لمطلب الشعب الذى خرج ضد الظلم، بل إننا عندما اتخذنا قرارا بمقاطعة الانتخابات النيابية قام المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليثنينا عن هذا القرار، وأخبرونا أن مرسى ليس مبارك ومرسى له ظهير إسلامى وأن قادة المجلس حاولوا الدفع إلى حوار وطنى وتبنوا التأثير على الرئيس السابق لقبول مطالب جبهة الإنقاذ، وقاموا بوساطة بدأت فى فبراير وانتهت يوم 7 أبريل وقبلت الرئاسة تشكيل وزارة محايدة، برئاسة الدكتور كمال الجنزورى، وتوجهت إليه وأخبرته بتكليف برئاسة الحكومة، وكان له مطلب وحيد أن يختار الوزراء دون وصاية من أحد، وعندما علم الإخوان بمطلبه رفضوا".
وأضاف "إنه فى يوم 22 يونيو عقد اجتماع لجبهة الإنقاذ فى منزلى وأبلغنى اللواء العصار برسالة من الفريق السيسى طالبا إيجاد حل للازمة، فالقوات المسلحة حرصت ألّا يدخل الشعب فى صدام مع جماعة الإخوان، ولم يكن أحد يتوقع أن تخرج الملايين يوم 30 يونيو، وعندما خرج الشعب مصدر السلطات ومانح الشرعية وهو الذى يسلب الشرعية فانحازت له القوات المسلحة".
وأشار إلى أن ما حدث فى ثورة 25 يناير هو طبق الأصل من ثورة 30 يونيو، ففى ثورة يناير خرجت الملايين وانحاز إليها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذى عقد اجتماعا يوم 29 يناير واتخذ قرارا بالانقلاب على حسنى مبارك، والمشير طنطاوى هو الوحيد الذى رفض، وفى يوم 2 فبراير أصدر بيانه الأول تخلى فيه عن الرئيس، وكنا ننتظر القرار الثانى بعزله وهو ما حدث، وأن من يعتبرون 30 يونيو انقلابا عسكريا أؤكد لهم أنها ثورة شعبية".
وأشاد رئيس حزب الوفد بوجود ممثلين للدين الإسلامى والمسيحى خلال اللقاء، وقال "وأنتم تجلسون أمامى تذكرت ثورة 1919 عندما قال القمص سرجيوس لو أن الإنجليز جاءوا إلى مصر من أجل الأقلية القبطية فعليهم أن يرحلوا ويتركوها، وتذكرت الشيخ على القاياتى وهو يخطب فى الكتدرائية ليتعانق وقتها الهلال مع الصليب"، مضيفا "نأسف على ما حدث فى ظل حكم ادعى أنه حكم إسلامى، والإسلام لا يتعارض مع مدنية الدولة، وأن الحاكم فى الإسلام يتم اختياره بالشورى ولهم حق عزله، ولكن ما حدث خلال الـ12 شهر الماضية أساء للإسلام والمسلمين وشاءت إرادة الله أن تتحرر مصر من هذا النظام بخروج الملايين من الشعب من مختلف الانتماءات السياسية ومواطنين عاديين بل وحزب "الكنبة" خرجوا فى 30 يونيو ليقولوا إن مصر لن تضيع وإننا لا نقبل التقرفة بين أبناء الوطن الواحد على أساس الدين".
وتابع "من يتصورون أن الصراع بين الشريعة وأعداء الشريعة لخداع البسطاء فى رابعة العدوية ونهضة مصر وأنا أؤكد لهم أن الخلاف ليس خلافا حول الشريعة، وإنما حول جماعة حاولت اغتصاب السلطة فى مصر، وكان هدفها هو التمكين، وكما أسقط الشعب التوريث فى النظام الأسبق أسقط التمكين فى النظام السابق".