أشرف الزهوى يكتب: الشفافية والصدق يرحمكم الله

الجمعة، 02 أغسطس 2013 07:04 ص
أشرف الزهوى يكتب: الشفافية والصدق يرحمكم الله علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آفة كل المجتمعات التى تسعى للتقدم هى الكذب وعدم المصارحة بالحقائق ونحن فى مصر نحب كثيرا أن نذوق الكلام وننمق العبارات ونعتمد على مبدأ " كله تمام " حتى ولو كان غير ذلك. والأمثلة على ذلك كثيرة فأغلب الموظفين الذين يزوغون من أعمالهم يتحججون بأنهم ذهبوا للوضوء أو ذهبوا فى مأمورية رسمية أو أنهم يؤدون أعمال فى مكاتب أخرى وغير ذلك من الحجج المتعارف عليها. وأهملت معظم المؤسسات اللوحات الإرشادية والتعليمات لكى ييسروا على المواطن حاجته وعندما نشاهد الفوضى المرورية فى الشارع نفاجأ بتصريحات المسئولين عن الأكمنة والحملات المرورية وعمليات الضبط والقبض التى تتم فى كل لحظة وهى لاتتناسب مطلقا مع حجم المخالفات التى نراها بأعيننا ليل نهار. إننا بحاجة ماسة إلى وضع تقليد جديد يعتمد على المصارحة والإعتراف بالتقصير. فحالة الفوضى فى الشارع تعنى أن هناك تقصير من شرطة المرافق والإشغالات والربكة المرورية تعنى أن هناك تقصير من إدارات المرور وتكدس الأحكام الجنائية داخل النيابات وأقسام الشرطة ينبئ عن تقاعس لدى إدارات تنفيذ الأحكام. وسوء حالة الرغيف تعكس مستوى الرقابة التموينية على المخابز وهكذا الحال فى أغلب حياتنا اليومية ورغم كل ذلك فإن المسئولين لايعلنون عن حجم المشكلات التى تواجههم وفى تجربة بسيطة تستطيع أن تكتشف مستوى الخدمة الطبية التى تقدمها مستشفيات الحكومة. ليس عيبا أن نعترف بالسبيات أو نقص الإمكانات أو العجز عن مواجهة المشكلات المزمنة كالمرور والكهرباء مثلا ولكن العيب أن نخفى الحقائق ونزوق الصورة ونعتبر أن الاعتراف بالحقائق نوع من الضعف المهنى. نتمنى أن نواجه بحق كل مشاكلنا ونضع الخطط الطويلة والمتوسطة والفورية للتعامل مع أزماتنا ومشاكلنا ولا نطلب من المسئول أن يملك عصا سحرية تزيل تراكمات طويلة من الماضى السحيق ولكن نطلب فقط المصارحة والمكاشفة حتى نشخص الحالة تشخيصا صحيحا ونضع الروشتة المناسبة حتى ولو لسنوات طويلة قادمة طالما عاد الأمل بداخلنا فى غد أفضل أو بعد غد أحسن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة