قالت صحيفة إيه بى سى الاسبانية إن واشنطن تعرضت لضربة قوية بعد فقدانها المصداقية حول الديمقراطية وتطبيقها وذلك بعد الأزمة المصرية عقب فض اعتصامى مؤيدى الإخوان، حيث أنه منذ الإطاحة بالرئيس مبارك فى عام 2011 والولايات المتحدة الأمريكية تحاول إيجاد توازن بين دعم عملية تقدم الديمقراطية "الضعيفة" وحماية مصالحها الأمنية القومية.
وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض حاول بقوة التدخل فى الشئون المصرية بصيغة "الأمر" وهذا لم يتقبله المصريين من حكومة وشعب خاصة وأن واشنطن تدعم جماعات تحمل السلاح ولكن بعد دعم واشنطن للإرهاب كشفت عن وجهها الحقيقى وسقط "قناع الديمقراطية" الذى ترتديه دائما أمام العالم".
ونقلت الصحيفة قول أيمى هوثورن مسئولة سابقة فى الخارجية الأمريكية إن "رد فعل إدارة أوباما على العنف يعتبر "غير ملائم" وبعث برسائل مشوشة، مضيفة "ما يحاول أوباما أن يفعله هو اقتفاء هذا المسار الحذر دون أن يتجه فى اتجاه معين بقوة أكثر من اللازم وهو أمر مفهوم فى ضوء الضغوط التى يحاول أن يوازنها".
وأشارت الصحيفة إلى أن الجهود التى بذلت مؤخرا فى مصر من قبل واشنطن ودبلوماسيين آخرين من الاتحاد الأوروبى فشلت واحدة تلو الآخر فى إقناع الإخوان المسلمين أو الحكومة المصرية لقبول حل وسط، ولكن أوضحت أن واشنطن هى من تضغط على أوروبا للظهور بهذا الموقف المعارض للحكومة المصرية حتى لا تصبح وحدها من يعارض هذا الموقف وتضع الدول الأوروبية فى المقدمة.
وأوضحت الصحيفة أن أوباما لرغبته فى الإبقاء على بعض الروابط مع قادة الجيش المصرى ألغى مناورات النجم الساطع التى تجريها القوات الأمريكية والمصرية كل عامين بدلا من أن يعلق المساعدات الأمريكية التى تبلغ قيمتها 1.55 مليار دولار سنويا بينها 1.3 مليار مساعدات عسكرية تذهب للجيش، وقال مسئول عسكرى أمريكى كبير سابق، إن النجم الساطع فقدت منذ فترة طويلة أى أهمية بالنسبة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) التى تعتبرها تدريبات قديمة للدبابات لا تتناسب مع تركيز الجيش الأمريكى على مكافحة التشدد والإرهاب، مضيفا "كانت هذه خطوة لا تكلف الكثير خطوة غير ذات جدوى تقريبا من جانب الإدارة لأن المناورات ليس لها أهمية وليست مجدية إلى حد ما، فهى خطوة لحفظ ماء الوجه ليس لها أى تكلفة"، مشيرا إلى أنه بإلغاء المناورات وجدت إدارة أوباما فيما يبدو "أداة مفيدة دون أن تضر بكامل العلاقات مع الجيش"، مشيرا إلى أن إدارة أوباما أدركت أن لها تأثيرا محدودا نسبيا على الجنرالات الذين يعتبرون أنفسهم فى معركة حياة أو موت مع الإسلاميين فى مصر.
وكان وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل أصدر بيانا قال فيه إنه اتصل بقائد الجيش المصرى الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع وحذره من أن أحداث العنف الأخيرة تعرض التعاون الدفاعى بين البلدين للخطر، لكنه قال إن واشنطن ستبقى على علاقاتها العسكرية مع القاهرة.
صحيفة إسبانية: الأزمة فى مصر تعتبر ضربة قوية لمصداقية واشنطن.. وإدارة أوباما أدركت تأثيرها المحدود على الجيش المصرى.. والبيت الأبيض يجعل أوروبا فى الوجه لمعارضة الحكومة المصرية
الأحد، 18 أغسطس 2013 03:00 م