رجال النظافة الحصان الأسود فى البلاد خلال الأيام الماضية، هم فقط من يتحملون متاعب وعدم نظافة مقار الإعتصامات، ما إن تصل إليهم إشارة البدء بالتحرك لتنظيف ميدان معين أوشارع من شوارع البلاد عقب إنتهاء المظاهرات والاشتباكات به، ينطلقون كأسراب النحل لتنظيف آثار المظاهرات والاعتصامات، لا يخرجون من شارع إلا ويعود كما كان وأفضل.
هم رأس المثلث فى الأحداث جميعها، رجل النظافة دائماً مكلف فى عمله بتنظيف ما تركه وسببه غيره فى الشوارع والميادين، لا يكلون ولا يملون وينظرون للمارة وللسيارات بابتسامه تنير وجوههم البسيطة، وتحمل الابتسامة رسالة إلى الجميع، "نحن معكم ونحن من نعيد إلى شوارعكم وميادينكم الجمال والبهجة والسرور والنظافة ومصر بخير وهتفضل دايماً الأجمل".
انتشر الآلاف من رجال النظافة خلال اليومين الماضيين فى شوارع وميادين القاهرة وكلهم همة ونشاطة للقيام بدورهم ووظيفتهم التى لا يريدون أن يقصروا فى أدائها، رجال ونساء يشاركون فى التنظيف والترميم وإعادة الشوارع والميادين لطبيعتها كأن شيئاً لم يحدث بها.
آثار الغاز والطلقات النارية والمخيمات والحرائق والملابس والأوراق كل تلك الامور لم تجعل رجال النظافة يتراخون أو يتراجعون عن أداء مهام وظيفتهم، يقومون بأقصى جهد لتنظيف ميدانى رابعة العدوية بمدينة نصر والنهضة بالجيزة لإزالة آثار أيام دامية مرت على الميادين، وتنظيفها لإعادة الحياة بها مجدداً.
انتشر رجال النظافة فى شوارع الجيزة بأكلمها فى ميدان مصطفى محمود وشارع جامعة الدول العربية وشارع السودان وشارع البطل أحمد عبد العزيز، وغيرها من شوارع المحافظة لتنظيفها وتجميلها، وجابوا شوارع القاهرة ومناطق الاشتباكات بداية من ميدان رابعة العدوية وميدان رمسيس وأمام مسجد الفتح ومسجد الإيمان، وميدان الألف مسكن وجسر السويس ومنطقة عرب المعادى وحلوان وطره و15 مايو ومحيط قسم شرطة الأزبكية وروض الفرج وحدائق القبة وشبرا وكل شوارع القاهرة الرئيسية والجانبية، يبعثون برسالة قوية للجميع، "مصر بخير وهتفضل بخير ومحدش هيقدر يقلل من كرامتها أو قيمتها قدام العالم كله".
رجال النظافة يعيدون ميادين وشوارع الاعتصامات لأفضل مما كانت عليه
الأحد، 18 أغسطس 2013 01:41 م