مسجد "الفتح" برمسيس آخر الإضافات فى قائمة "مساجد تحت الحصار" بسبب التوظيف السياسى واعتصام المتظاهرين بها، سبقه مسجدى الأيمان ورابعة العدوية، والكل مهدد بالحرق بما فيه من كتب مقدسة وارتباطه بشعيرة إسلامية.. أنه أمر يثير الحيرة ويدفع للتساؤل عن موقف الإسلام من الاعتصام بالمساجد لأسباب سياسية، أمر يجيب عنه مشايخ وعلماء الأزهر.
فى البداية وصف الداعية الشيخ أحمد تركى الاعتصام فى المساجد بأسلحة هو السعى فى خراب المساجد التى أسست للتعبد والإيمان لتتحول لمراكز وغرف عمليات للاعتداء على المصريين، والآن مسجد الفتح به أسلحة وعناصر اعتدت على قسم الأزبكية، وأخذ المصلون متاريس للاحتماء بها، مطالبا شباب الإخوان بأن لا يتورطوا فى هذا الشكل الذى يضر بأمن مصر ومستقبلها.
أما الشيخ صبرى عبادة وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، أعتبر الاعتصام فى المساجد انتهاك لحرمة المسجد، مشيرا إلى أن معاملة الأمن للإخوان معاملة طيبة، سعيا لانصياعهم لإرادة الشعب المصرى الذى ثار ضدهم لإدارتهم الفاشلة.
وأكد عبادة، أن الاعتصام بالمسجد حرام شرعا، لانتهاكه حرمة المسجد ومنع الصلاة فيه بحجة سياسية ومهما زادت مدة اعتصامهم داخل المسجد، سوف يخرجون مهما ساوموا وعطلوا خطب الجمعة فى مساجد كثيرة، الأمر الذى منع عددا من المواطنين الذهاب إلى المسجد للصلاة يوم الجمعة.
ومن جانبه أكد الشيخ عاصم قبيصى مدير إدارة بحوث الدعوة، أنه يجب على السياسيين أن يجنبوا المساجد العمل السياسى، وأن لا يتم إقحامها والزج بها فى عمل سياسى مراعاة لحرمتها أو تدنيسها.
وأضاف قبيصى، أن الناس إذا اضطرت إلى اللجوء للمساجد احتماء بها، بحيث لا يوجد مأوى للناس إلا المساجد ومن دخله يصبح آمنا ويجب على النظام السياسى ألا يمسه وأن يؤمنه وأن تلتزم قوات الجيش والشرطة بحرمة المساجد هى الأخرى.
وأكد الشيخ زكريا السوهاجى قيادى دعوى ونقابى بالوجه القبلى، أن المعتصم لو محتمى بالمسجد هروبا إليه من مكروه أو استغاثة به، فلا يحق لأحد أن يدخل عليه ويروعه بل يجب عليه أن يأمنه، أما إذا وجد مع المعتصم سلاح أو وجوده بالمسجد سبب أزمة أو عنف، فهذا يحرم عليه دخول المسجد، مشيرا إلى أن التحذيرات السابقة للإخوان هدفها البعد عن النيل من المساجد، مؤكدا أننا بصدد وضع أصبح فيه الحليم حيران بعد حرق المساجد وعلى رأسها مسجد رابعة العدوية.
وقال عبد الغنى هندى، منسق عام حركة استقلال الأزهر، لا يجوز أن نفعل الحرام بجزم من الحلال، وهو الاحتماء بالمسجد مؤكدا على أنه لا يجوز لأحد أن يدخل المسجد طرفا فى نزاع سياسى أو عملية سياسية، لأن الداعية يتحدث فى بيت الله بناء على مواقف الرسول، مشيرا إلى أن الجدال فى الإسلام بالتى هى أحسن وهو ما تفتقده السياسية.
وأضاف هندى، أن قيمة المسجد روحية كبيت لله ومهما كان الهدف الدنيوى حتى لو كان كرسى الحكم، الذى لا يعادل إسقاط الشعيرة، مطالبا الجانب الذى يدعى تدينه أن لا يقحم المسجد فى هذا الأمر مدعيا أن المساس جاء من طرف مخالفة وهو الذى دخله ليستخدمه فى حماية نفسه.
ومن جانبه قال الشيخ أحمد البهى، منسق عام حركة أئمة بلا قيود، لا يجود الاعتصام بالمساجد بشكل جماعى وتحويله إلى غرفة عمليات أو لوكاندة، وتغيير هدف ورسالة المسجد، ولكان كل قاتل احتمى بالمسجد، مؤكدا أن أى اعتصام الآن يتسبب فى حرق وملاحقات بالمساجد وفوضى تضر بالمساجد سببه اعتصام الإخوان فى بعض المساجد، كبلال بن رباح بالمقطم والقائد إبراهيم بالإسكندرية وتحويلها لساحة حرب.
وتحركت وزارة الأوقاف حيال حرق مسجد رابعة العدوية حيث أكد الشيخ محمد عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، أن وزارة الأوقاف أصدرت قرارا اليوم بتشكيل لجنة هندسية عالية المستوى يصحبها خبير استشارى فى الشئون الهندسية لمعاينة مسجد رابعة العدوية بعد فض اعتصام مؤيدى مرسى بالمسجد ومحيطه، حيث أبلغ من قبل أمام المسجد بتلف معظم معمار المسجد وحرقه.
وأضاف عبد الرازق، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أنه تعذر دخول اللجنة الهندسية المشكلة من قبل الوزارة إلى المسجد لاستمرار أعمال إزالة آثار الاعتصام، مما دفع بالوزارة إلى تأجيل أعمال اللجنة إلى يوم الأحد القادم.
وأشار عبد الرازق، إلى أنه كلف أمام المسجد بتحرير محضر فى أقرب قسم شرطة بتلفيات وحرق المسجد لاتخاذ اللازم حتى تتمكن اللجنة من القيام بمهامها الوظيفية صباح الأحد.
وأكد أنه سوف يتوجه صباح اليوم إلى المسجد لمعاينته بالعين المجردة.
وقال عبد الرازق، إن اللجنة الهندسية برئاسة وكيل الوزارة للشئون الهندسية مجدى أبو عيدة سوف تقدم مذكرة للوزير ببيان ما يحتاجه المسجد من هدم وإعادة بناء أو ترميم، كما ستحرر الوزارة محضرا لدى وزارة الداخلية للبحث عن الجناة الذين تسببوا فى تلفيات المسجد مشيرا إلى أنه لا يعلم من هم لكثرة رواد الميدان، مضيفا أن أمام المسجد أبلغه هاتفيا بتفحم المسجد تماما.
كما أكد الدكتور محمد عبد الفتاح إسماعيل، وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة، أنه تابع أزمة مسجد الفتح برمسيس طوال الليل مع أمام المسجد المحتجز بداخله ومع أحد القيادات الأمنية المعنية بالمساجد، مؤكدا أن المسجد بخير ولم يمس بسوء ولم يحترق كما قيل.
مشايخ الأزهر ينتفضون ضد اعتصامات المساجد.. تركى: المعتصم بالمساجد يسعى لخرابها.. عبادة: حرام شرعا لتعطيلها الجمع ومنع المواطنين من الصلاة.. وأوقاف القاهرة: غلق المساجد عقب صلاة العشاء
السبت، 17 أغسطس 2013 11:26 م
مسجد