فى عدد اليوم من صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"، تساءلت الصحيفة عن السبب الذى جعل الرئيس أوباما يحجم عن اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه ما يجرى فى مصر، وهو ما أرجعه الرئيس إلى مصالح الأمن القومى.
وحاولت الصحيفة أن تستوضح ماهية مصالح الأمن القومى الأمريكى فى استمرار العلاقات مع مصر، ولذلك فإنها تحدثت إلى برنت سكاوكروفت، مستشار الأمن القومى السابق للرئيس فورد وللرئيس بوش الأب، والذى قال إن اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية تقع فى قلب تلك المصالح، مؤكدا أن الغرض من المساعدات المالية السنوية التى تقدم لمصر كان دعم اتفاقية السلام بين اثنين من أهم شركاء الولايات المتحدة فى المنطقة، واصفا قطع المساعدات عن مصر بأنه سيكون "قصر نظر" لأنها سوف تقضى على الاتفاقية التى كانت تحفظ السلام والأمن فى المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المحللين المصريين للعلاقات الأمريكية المصرية كانوا أكثر جرأة عندما قالوا إن تعليق المساعدات يمكنه أن يدفع الجيش المصرى وحكام البلاد إلى إعادة تقييم اتفاقية السلام وكذلك العلاقات مع إسرائيل.
وبالفعل، فإن عدم وقف المساعدات التى تقدم لمصر يتمحور أساسا حول إسرائيل، وفقا للصحيفة، حيث أكد العديد من المسئولين الأمريكيين أنه لا يمكن الحفاظ على أمن إسرائيل من خلال خطوات تؤثر على استقرار مصر أوتقضى على نفوذ الولايات المتحدة لدى القاهرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل وعدد من الدول العربية كانوا يمارسون ضغوطا على إدارة أوباما خلال الفترة الماضية لكى لا يقطع المساعدات التى تقدم لمصر وكان البعض يحتج بأن الفراغ الذى ستخلفه واشنطن ستملأه السعودية وغيرها من دول الخليج غير المهتمة باستمرار اتفاقية السلام مع إسرائيل.
ومن جهة أخرى أشارت الصحيفة إلى أنه لا أحد يستطيع الجزم برد فعل السلطات المصرية إزاء قطع المساعدات ولكن العديد من الخبراء يرون أن قرار أوباما بوقف صفقة الطائرات إف-16 لم يكن لها تأثير واضح على صناعة القرار المصرى، وهوما جعل الرئيس أوباما وفريقه الأمنى مترددين فى اختبار تأثير مثل هذا القرار على التعاون مع مصر.