عمرو جودة

لماذا تدعم امريكا الإخوان

السبت، 17 أغسطس 2013 03:32 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا دعمت أمريكا نظام الإخوان؟ لماذا تصر على أن تكون سندًا لظهرهم المشروخ رغم سقوط نظامهم، وهى التى تخلت عن مبارك منذ اللحظة الأولى لسقوطه؟ لماذا تطالب بإطلاق سراح قيادات الجماعة رغم تواطؤهم فى جرائم منها القتل والتحريض عليه؟ لماذا ترسل يمينى متطرف مثل ماكين لدعم الإخوان مستخدما كل نفوذ وطاقة الولايات المتحدة؟ الإجابة عن الأسئلة السابقة تفسر كيف تفكر الولايات المتحدة، وماذا تريد من الأنظمة الحاكمة بمصر.

وفى واقع الأمر لا تدعم أمريكا الجماعة بسبب نظرية المؤامرة أو العمالة كما يروج، لكن لأن الإخوان يمثلون نموذجا ممتازا للإسلام السياسى المستأنس والمطيع، لقد ضمن حكم الجماعة أمن إسرائيل أكثر من نظام مبارك، كما أنه كان أكثر طاعة وسلاسة وتبعية فى تعامله مع الغرب، إن سيطرة هذا النوع من الأنظمة سيخنق التنظيمات المعادية لأمريكا مثل القاعدة وغيرها، كما أنه سيقتل أى نموذج قومى أو وطنى يظهر ليقدم بديلا، لقد حارب السادات الناصريين والقوميين بالإخوان، وأمريكا الآن تحارب المطالبين بالاستقلال الوطنى بنظام أممى لا يعترف بكلمة وطن.


لقد أرعبت الشعارات والصور التى ظهرت خلال مظاهرات 30 يونيه أمريكا للغاية، وظهر هذا عندما عرض أحد أعضاء الكونجرس صورًا من ثورة مصر تندد بأوباما، وتحيى الرئيس الروسى بوتن، كما أن ظهور صور عبد الناصر أكدت للأمريكان أن الشعب يتلهف لقائد قوى يحقق له الاستقلال الوطنى مثل "ناصر"، لذلك تحاول خنق أية فرصة لظهور زعيم لديه رؤية يقدمها لشعبه.

من أكبر مشاكل الرئيس المعزول مرسى أن منصب الرئيس كان كبيرا للغاية عليه، ناهيك عن أنه حاول ارتداء عباءة الدكتاتور، ولقد كان المصريون يشعرون بالمهانة من تصرفاته وأحاديثه خلال زياراته الخارجية، إن الجريمة الكبرى للإخوان أنهم جعلوا من مبارك -وهو من أتفهه حكام مصر – قيمة كبيرة إذا ما قورن بمرسى.. لقد افتقد الشعب الزعيم القوى صاحب الكاريزما والكفاءة المهنية التى تمكنه من حكم دولة بحجم مصر، وهذا كان السبب فى رفع صور عبد الناصر بكثافة فى المظاهرات، ولقد كان ظهور صور الفريق السيسى مقرونة بصور عبد الناصر جرس إنذار للغرب يحذر من ولادة عبد الناصر جديد.. وهذا جل ما يخشونه.

إن ما تحاول فعله أمريكا الآن هو الحفاظ على حياة الجماعة وبقائها، وليس إعادتها للسلطة، إنها تدرك أن موتهم سيخلق فراغا يمهد لظهور أنظمة متمردة تسعى لتكون أكثر استقلالا عن أمريكا والغرب، لكن أمريكا لا تعلم أنها تراهن على خيار انتهى زمنه، ويعادى حركة التاريخ، إنها لا تفهم أن الجماعة سحقت لأن الثورة أجبرتها على مواجهة "شعب الدولة" بعدما كانت تواجه "أمن الدولة"، وجاء هذا بعد أن تعلم الشعب – وبالطريقة الصعبة – أن المنتج الذى تطرحه الجماعة ليس حلا كما تدعى، ولكنه جزء كبير من المشكلة.. وفى رأيى هذا أبلغ إعلان عن وفاتهم، لينتهوا فى الدرك المناسب لقدرهم من مزبلة التاريخ.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة