على حسن السعدنى يكتب: احترام ثقافة الآخر

السبت، 17 أغسطس 2013 07:10 م
على حسن السعدنى يكتب: احترام ثقافة الآخر أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الانفتاح واحترام ثقافة الآخر، واحدة من حسنات الديموقراطية، بل أكثر من ذلك، فهما قيمتان وجب علينا الغض عليهما بالتواجد، لأن كل انغلاق يزيدنا بعدا عن مسارات التقدم، وكل تطاول على ثقافة الغير يزيدنا عصبية توحى للغير بتشبثنا بمعاداة الآخر، وحتى من المنطق العند الصرف، فنحن نحتاج إلى هاتين القيمتين وتعزيزهما فى ثقافة الشعوب، لعلها يوما تنصت إلى ما عندنا من الصلاح نمحو به تلك النظرة النمطية التى تسود عندهم كلما ذكر العالم العربى والإسلامى، كل إصرار على رفض الآخر نكون أول من يدفع فاتورته بمزيد من الانزواء والتقوقع على الذات الذى مافتئ يبعدنا عن الفعل والمنافسة والمقارنة التى ترفع من همة الحماسة والتواجد فى العالم.

قد تكون بعض القيم الإنسانية حاضرة فى أعرافنا، فالحسن حسن أينما تأخر وجهك، والقبيح قبيح مهما لمع، لكن يحدث أحيانا، افتعال بعض من الحروب الجانبية تجعل الغير تترسخ عندهم فكرة النقص المعرفى ونضج وعينا الحضارى، وهو ما ينعكس سلبا على التفاعل الإيجابى مع الشعوب، بعض المناسبات العالمية، تستحق منا الاحترام الحقيقى، وخاصة أنها ليست حتى بالغريبة عن معانى رسالتنا الدينية والحضارية، سمعت يوما فى منبر هجوما على عيد العمال، كونه بدعة يسارية ملحدة، فتعجبت متى كانت المطالبة بالحقوق منكرا، سمعت واحدا يحرم الاحتفالات برأس السنة الميلادية، فتعجبت متى كان الاحتفال والتفاعل وتهنئة الآخر بمناسباته وإظهار نوع من التفاعل الإيجابى مع أفراحهم شيئا من المحظورات، كما هو محبوب الحزن عندما يصيبهم مصيبة طبيعية، عكس ما يفعل البعض فتأخذه العزة ويشمت بهم فى مصيبتهم. سمعت يوما أن الاحتفال بعيد الأم ليس من دنيانا، فزدت اندهاشا وقد تعلمنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات، رأيت من يصف اليوم العالمى للمرأة بأنه تشجيع على الانحلال والتفسخ، وقرأت من يصف عيد الحب بصفات الكره، هل عَرفنا من يفعل فينا هذه الأفعال؟ ، أم هناك من يغذى فى أرواحنا أحقادا على الغير لأسباب نجهلها، هل نحن فعلا نستطيع الإندماج فى عالم اليوم، ونحن نصف الغير بالقصور وعدم القدرة على فهمنا، وكل المؤشرات فينا تشير إلى عدم الأهلية وحتى عدم الاستعداد للتأهيل.

أستغرب استغرابا كاملا عندما نوجه طاقتنا إلى المكان الخطأ، أستغرب كيف نجهر جهرا بما يضمره الآخرون، أستغرب كيف لشعب ولأمة أن تفتح لنا آذانها وقلوبها، ونحن نعلن فى وجوههم العداوة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة