تفاصيل 8 ساعات من الموت داخل قسم الأزبكية.. أمين شرطة يكشف وجود 6 سوريين فوق أسطح عمارة مجاورة.. وإرهابيون يعتلون سطح "المقاولون العرب" لاستهداف الضباط بطلقات المتعدد.. وإطلاق رصاصة نصف بوصة على مدرعة

شهد قسم الأزبكية الواقع بميدان رمسيس أحداثاً دامية بدأت منذ الثانية عشرة ظهر أمس ولم تنتهِ إلا فى التاسعة مساء، حيث ظل ضباط وأفراد القسم ثمان ساعات كاملة تحت مرمى نيران الإرهاب يدافعون الموت بأيديهم.

12 ظهراً:
يقول شهود عيان من داخل القسم، إن الأحداث بدأت فى الثانية عشرة بعد انتهاء صلاة الجمعة بمسجد الفتح المجاور، حيث وصلت أولى مسيرات الإخوان لميدان رمسيس، وبدأت فى اعتلاء كوبرى أكتوبر، الذى يعلو القسم وإلقاء الحجارة على الضباط والجنود الذين اعتلوا سطح القسم لحمايته خشية مواجهة مصير ضباط كرداسة.

1 ظهرا:
بدأت مسيرات الإخوان فى التوافد من كل الطرق المؤدية لميدان رمسيس، خاصة من مدينة نصر، بالإضافة إلى مسيرة أخرى اعتلت كوبرى أكتوبر ضمت بينها مسلحين استمروا فى رشق القسم بالحجارة دون استخدام الرصاص وردت عليهم الشرطة بالخرطوش.

2 ظهرا:
استمر 20 من ضباط وجنود القسم فوق سطح بنايته للسيطرة على ضرب الرصاص الذى بدأ من المتجمهرين أمام بوابته تحت الكوبرى، والمعتلين سطح الكوبرى، وأرسل مأمور القسم أمينى شرطة لاستطلاع الموقف فوق أسطح البنايات القديمة المجاورة فى رمسيس، وبعد وقوفهم بنصف ساعة هاجم السطح ستة من المسلحين معصوبى الرأس سألا أمينا الشرطة اللذان ارتديا ملابس ملكية عن هويتهما فقالا إنهما أصحاب العقار، وقال أمينا الشرطة، إن المسلحين الستة يمتلكون سلاحا متعددا نصف بوصة وتبدو ملامحهم عربية ويتحدثون اللهجة السورية.


2 والنصف ظهرا:
أطلقت رصاصتان نصف بوصة من سلاح متعدد على ضباط القسم فوق سطح بنايته، قادمة من قناص اعتلى سطح عمارة المقاولون العرب المواجهة للقسم، وهى أكبر البنايات فى ميدان رمسيس ومرت فوق رأس أحد الضباط، إلا أنه استطاع تفاديها، فأمر العميد إيهاب فوزى مأمور القسم كافة القوات بالنزول لأنهم مستهدفون من قناص فى عمارة أعلى فنزلوا.

3 عصراً:
بعد نزول الضباط من فوق سطح بناية القسم بدأت مرحلة جديدة فى المواجهة مع الجماعات المسلحة التى تحتل كوبرى أكتوبر والكثير من البنايات المجاورة، بالإضافة إلى شارع رمسيس أسفل الكوبرى، وتمكن المسلحون من التصويب على القسم مباشرة من أعلى الكوبرى الذى أصبح تحت مرمى نيرانهم.


4 عصرا:
استمرت عمليات ضرب النار المتبادل بين الإرهابيين ورجال الشرطة رغم اختلاف أنواع الأسلحة، حيث تستخدم الشرطة رصاص 9 ملى، بينما يستخدم إرهابيو الجماعات المسلحة رصاص متعدد نصف بوصة قادر على اختراق الواقى للرصاص والقتل فى الحال، ووصلت إمدادات الأمن المركزى أسفل القسم والتى تضم مدرعة شرطة وقاذفة غاز مسيل للدموع وعدد من الجنود انتشروا بطول ميدان رمسيس.

الـ4 والنصف عصرا:
ظل الهجوم مستمراً على القسم من أعلى الكوبرى وأعلى العمارات إلا أن مدرعة الشرطة تلقت طلقتين من متعدد أدت إلى اهتزاز بابها، فواجه ضابط الأمن المركزى قائد المدرعة أمرين، إما الاستمرار أمام القسم تحت مرمى الرصاص الثقيل مما قد يترتب عليه ضرب تانك الغاز الخاص بالمدرعة وانفجاره أو مصرع ضابط الشرطة والاستيلاء عليها من قبل المسلحين، فاضطر إلى الانسحاب من أمام القسم والتقهقر للخلف، مما دفع المسلحون للتجمهر أمام باب القسم ومحاولة اقتحامه بالرصاص الحى وكافة أنواع الأسلحة الثقيلة، وفى تلك الأثناء خير العميد إيهاب فوزى أفراد القسم والضباط ما بين المثابرة لحماية القسم أو اقتحامه ومواجهة مصير شهداء قسم الأزبكية واستمرت المعركة حتى نفدت الذخيرة الحية تماماً.


فى الـ5 والنصف عصرا:
بدأت الذخيرة الحية فى النفاد فى الوقت الذى تستمر فيه ضربات الإرهابيين والمحاولات المستمرة لاقتحام القسم، إلا أن رجال الشرطة ابتكروا حيلة تمكنوا من خلالها من إخراج أحدهم والعبور لأقرب منفذ ذخيرة حية للحصول على الإمداد اللازم ثم العودة بنفس الطريقة، وهو الأمر الذى لا يمكن الكشف عنه لاعتبارات أمنية، إلا أن بائعى وسكان منطقة ميدان رمسيس تضامنوا مع رجال الشرطة ونزلوا للدفاع عن القسم والاشتباك مع المسلحين لفترة طويلة، مما أضعف قواهم بعض الشىء.

الـ6 والنصف مساء:
هدأت الأوضاع قليلاً مع اقتراب ساعات حظر التجول وعادت مدرعة الشرطة للوقوف أمام القسم مرة أخرى، إلا أن رصاص الإرهابيين ظل مستمراً من مختلف البنايات المحيطة، وكان الضباط قد طالبوا القوات المسلحة بالانضمام إليهم للمرة الرابعة، إلا أن الجيش لم يتدخل إلا بعد فرض الحظر.

فى الـ7 مساء:
دخلت مدرعات القوات المسلحة ميدان رمسيس وبدأ فرض حظر التجول إلا أن متظاهرى الجماعات الإرهابية ظلوا فوق كوبرى أكتوبر دون الاستجابة لتعليمات العودة لمنازلهم التى أطلقتها القوات المسلحة، وشهدت المنطقة كر وفر بين قوات الأمن المركزى والقوات المسلحة، بالإضافة إلى اشتراك عناصر من ساكنى ميدان رمسيس والباعة وأصحاب المحال التجارية فى فض عدوان الإرهابيين عن مناطقهم ومحلاتهم.

فى الثامنة مساء:
استمرت العناصر الإرهابية فى مهاجمة قسم الأزبكية من أعلى العمارات فى الوقت الذى بدأت فيه القوات المسلحة فى تمشيط المنطقة والقبض على عدد من العناصر الإرهابية وقالت المصادر الأمنية إنها قبضت على عدد كبير من العرب والأجانب بينهم باكستانى الجنسية وعدد من السوريين، وبدأت عناصر من جماعة الإخوان المسلمين فى التوجه إلى مسجد الفتح خشية القبض عليهم تطبيقا لقرار الحظر

فى التاسعة مساء:
هدأت معارك ضرب النار المتبادل بين رجال الشرطة والإرهابيين بعد أن احتمى عدد منهم بمسجد الفتح، وبدأت حرائق عمارة المقاولون العرب وعدد من المبانى المجاورة، واستراح رجال الشرطة قليلا بعد حصار دام 8 ساعات بقسم الأزبكية، إلا أن الأوامر صدرت لهم بمشاركة القوات المسلحة فى تمشيط المنطقة والقبض على العناصر الإرهابية

فى الساعات التالية، قبضت قوات الشرطة على عدد من المسلحين المصريين والأجانب، فى الوقت الذى اعتصم فيه عدد كبير من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين بمسجد الفتح فى مقدمتهم القيادى المهندس سعد عمارة، وهو الأمر الذى استمر حتى الساعات الأولى من الصباح إلا أن قوات الشرطة لجأت فى الواحدة صباحا للقبض على عدد من أنصار الإخوان وأرسلتهم لإقناع معتصمى المسجد بفض الاعتصام والمغادرة دون أى تدخل أمنى أو إطلاق نار فى الوقت الذى كانت قناة الجزيرة تنشر أنباء عن مهاجمة المسجد بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحى، وهو الأمر الذى استمر حتى الآن، حيث ظلت قوات الأمن تحاصر المسجد بينما يعتصم به عناصر من تنظيم جماعة الإخوان.