تشارلز كوبكان الزميل بمجلس العلاقات الخارجية: على واشنطن مساندة مصر.. "مرسى" قاد الدولة للانهيار وداس على معارضيه.. التغيير التدريجى يرسى الديمقراطية الحقيقية.. ويجب التمهل فى الذهاب لصناديق الاقتراع

السبت، 17 أغسطس 2013 02:41 م
تشارلز كوبكان الزميل بمجلس العلاقات الخارجية: على واشنطن مساندة مصر.. "مرسى" قاد الدولة للانهيار وداس على معارضيه.. التغيير التدريجى يرسى الديمقراطية الحقيقية.. ويجب التمهل فى الذهاب لصناديق الاقتراع اجتماع مجلس الوزراء المصرى برئاسة حازم الببلاوى
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال تشارلز كوبكان، الزميل بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكى، إن بريق الديمقراطية الذى يجرى إطفاؤه فى دول الربيع العربى، من خلال الاضطراب السياسى والعنف، يتطلب تصحيحا واقعيا فى مسار السياسة الأمريكية، يستند على تقليص واشنطن لطموحاتها، والعمل مع الحكومات الانتقالية لإرساء مؤسسات مسئولة، حتى لو لم تكن الحكومة جاءت بانتخابات ديمقراطية.

وأشار "كوبكان"، فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز، إلى أنه بينما تسرع واشنطن نحو إدانة عنف قوات الأمن المصرية ضد الإسلاميين، ومطالبة الجيش بالعودة سريعا إلى الديمقراطية، فإن الأمر مضلل، موضحًا أن دفع البلدان، التى تمر بمراحل انتقالية، سريعا نحو صناديق الاقتراع يضر أكثر مما ينفع، فى كثير من الأحيان، لأنه ينتج أنظمة مختلة وغير ليبرالية. فالرئيس المعزول محمد مرسى، على الرغم من أنه منتخب، إلا أنه قاد الدولة المصرية إلى الانهيار وداس على خصومه السياسيين.

وأضاف أنه بدلا من دفع القاهرة لإجراء انتخابات، والتهديد بتعليق المساعدات ما لم تتحرك سريعا نحو صناديق الاقتراع، فإن على واشنطن أن تضغط على القيادة الحالية للالتزام بمعايير واضحة للحكم المسئول، بما فى ذلك التوقف عن العنف ضد الإسلاميين، واستعادة الوظائف الأساسية للدولة، وتسهيل الانتعاش الاقتصادى، ومواجهة المتطرفين المتشددين، والحفاظ على السلام مع إسرائيل.

وأكد أنه فى هذه اللحظة الهشة، من الصحوة السياسية فى مصر، فإن أداء حكومتها سوف يشكل عاملا أكثر أهمية لشرعيتها ومتانتها، سواء جاءت بالانتخاب أم لا.

ويرى أستاذ الشئون الدولية بجامعة جورج تاون أنه بشكل عام ينبغى على واشنطن أن تتراجع عن حملتها المتحمسة للترويج للديمقراطية فى مصر والشرق الأوسط وذلك لثلاثة أسباب: أن الفائز فى الانتخابات، فى الدول التى تفتقر الخبرة والقيود الدستورية والمساءلة الديمقراطية، عادة يأخذ جميع الإستراتيجيات نحو قمع المعارضة، والحكم على أساس أنه الأنسب، ويسعى لزعزعة جيرانه. وقد أكدت تجربة البوسنة وروسيا وأوكرانيا والعراق ومصر أن الحكومات المنتخبة حديثا بطريقة ديمقراطية تعمل على شيطنة معارضيها والحكم بقبضة من حديد.

ويضيف أن التغيير التدريجى، وعدم الاندفاع نحو الانتخابات، يؤدى إلى نتائج أكثر دواما، إذ أنه يجب بناء الديمقراطيات الليبرالية من الألف إلى الياء. فلقد أصبحت إنجلترا دولة ملكية دستورية بعد الثورة المجيدة فى 1688، لكنها لم تنضج إلى ديمقراطية ليبرالية حتى القرن الـ20.

وعلاوة على ذلك، فإن التحولات الديمقراطية فى الشرق الأوسط أكثر خطورة من أى مكان آخر بسبب العوامل الفريدة فى المنطقة، من قوة الإسلام السياسى، والطبيعة الراسخة من الولاءات الطائفية والقبلية.

وأشار إلى أن السياسة الطائفية والقبلية تجعل التحولات الديمقراطية الناجحة فى المنطقة أمرا بعيد المنال. فالشعور بالانتماء الوطنى هو توأم الديمقراطية، إذ أن القومية هى الغراء المجتمعى من أجل صنع التوافق السياسى. ومن حسن الحظ أن بلد مثل مصر تتمتع بهوية وطنية قوية يعود تاريخا إلى قرون ماضية.

ويشير إلى أن محاولة واشنطن تعزيز الديمقراطية بطريقتها الخاصة من شأنه أن يقوض مصداقيتها، كما أنه فى كثير من الأحيان يكون على خلاف مع سياستها. ويضيف أنه عندما فازت حركة حماس فى الانتخابات الفلسطينية عام 2006 سعت أمريكا على وجه السرعة لتقويض الحكومة الجديدة، وهذا الخروج عن المبادئ الديمقراطية جاء مسترشدا بمصالح وطنية ملموسة.

ويخلص بالقول إنه مع تطور الصحوة العربية، فإن نفوذ واشنطن سيواجه مزيدا من التراجع ما لم تتواصل لهجتها مع أفعالها. ويجب على الولايات المتحدة أن تفعل ما بوسعها لإرساء الديمقراطية الليبرالية فى مصر، والمنطقة، من خلال نهج تدريجى يقوم على بناء حكومات مسئولة ذات أداء كفء، لذا يمكن للديمقراطية الانتخابية أن تنتظر بعض الوقت.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة