"بينالى البندقية" يستضيف أكبر مشاركة للفن العربى

السبت، 17 أغسطس 2013 02:06 م
"بينالى البندقية" يستضيف أكبر مشاركة للفن العربى أرشيفية
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشهد فعاليات معرض بينالى البندقية هذا العام مشاركات فنية من الدول العربية، أكثر من أى وقت مضى، تبرز مساحة واسعة من الفن الذى تتميز به منطقة الشرق الأوسط.

وحسبما ذكر تقرير لموقع بى بى سى، أن جناح مصر، وهى الدولة التى تتميز بأطول فترة من التواصل مع المعرض (منذ عام 1938) أحداث الاضطراب السياسى الذى تشهده البلاد، حيث يعرض جناحها الدائم فى المعرض منحوتات ضخمة تعود إلى عصور ما قبل الإسلام.

يعتبر ذلك تأثيرا جانبيا غير متوقع لصالة عرض الإمارات التى أطلقت عليها اسم: "المشى على الماء"، مع أن ذلك الجناح مستقر تماما على أرض جافة. ومع خروج مجموعة من الزائرين من جناح دولة الإمارات العربية المتحدة المشاركة فى فعاليات هذا العام مترنحين، توجهوا إلى أقرب عامود معدنى مثبت على الحائط حتى يمكنهم من العودة "إلى الشاطئ" مرة أخرى.

وترجع حالة دوار البحر التى يشعر بها زوار ذلك المعرض إلى التكنولوجيا المبتكرة التى تغمر المشاهد فى الأمواج المتلاطمة التى تعرض من خلال 15 جهاز عرض ضوئى تملأ المكان من الأرض إلى السقف بصور على مدى 360 درجة من الخليج العربى.

من جانبه، قال الفنان محمد خازم أن هذه الفكرة التى ساعد فى تنفيذها مطور برامج بريطانى، هى فكرة ملائمة لمدينة البندقية التى تضم الكثير من الأبنية المائية.
وأضاف خازم قائلا: "أشير هنا إلى طبيعة البحر التى لا تحدها حدود. فمنذ عشر سنوات، قمت بإلقاء قطع من الخشب فى الماء فى دبى. والآن وبعد أن جابت ما بين الحدود، فإن مكانها الفعلى غير معروف."
ولا يعتبر هذا الابتكار التكنولوجى هو العمل الرقمى العربى الوحيد فى تلك الفعاليات التى يشهدها العام الخامس والخمسون لمعرض بينالى فينيسيا، أهم المعارض الفنية على مستوى العالم.
بينما يعرض جناح المملكة العربية السعودية تحت اسم "ريزوما (جيل فى الانتظار)" أعمالا قدمها 26 من الفنانين السعوديين الشباب من غير المشهورين، ويعمل ذلك المعرض على فكرة الكشف عن فنانين رائعين للمستقبل فى مرحلة مبكرة من ظهورهم.
ويكشف المعرض أيضا عن القوى التى تعمل على تشكيل المجتمع وتشابك المهارات التقليدية كالخط مع التكنولوجيا والتصوير وفن تصوير الفيديو والإنشاء.
وقال أشرف فياض، الأمين المساعد للمعرض إنه يعمل على تعزيز فكرة أنه وبما أن شبكة الإنترنت تعتبر المحرك للتواصل ما بين السعوديين، إلا أنه لا يزال هناك وعى دينى متأصل لدى الشعب.
وقال فياض: "لقد قمنا باستضافة فريقين إعلاميين لعمل لوحات أطلق عليها "حالة الإعلام الاجتماعي"، تعرض حقائق مدهشة عن استخدام شبكة الإنترنت."
ويبرز من بين أكثر تلك الحقائق المثيرة أن السعوديين يشاهدون مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب فى كل يوم أكثر من أى دولة أخرى.

ويقدم المعرض أيضا عمل أحمد أنغاوى، "وجهة" والذى يظهر جليا التغيرات الإنشائية التى شهدتها مدينة مكة المكرمة، وذلك من خلال وضع صورتين متداخلتين للمدينة المقدسة إحداها أخذت عام ،1890 بينما التقطت الأخرى فى وقت متأخر من هذا العام.
واستخدم ذلك النوع من المقارنة فيما بعد فى عمل مماثل لأنغاوى، وهو مخطوطة مكة فى القرن الحادى العاشر.
وقال أنغاوى موضحا: "عملت على صورة من شهادة الحج من القرن السابع عشر، والتى تعتبر بدورها نسخة من وثيقة تعود إلى القرن الثانى عشر. ويظهر ذلك العمل الأنماط الهندسية المعقدة للمسجد الحرام، إلا أننى أضفت أيضا جرافة صغيرة فى الأسفل من الصورة، وهى تقوم بإحدى عمليات الهدم فى الرواق العثمانى."
وكانت مملكة البحرين من بين الدول التى تشارك لأول مرة فى فعاليات المعرض، حيث يبرز معرضها الذى يقام لأول مرة آراء شخصية يقدمها ثلاثة من الفنانين البحرينيين.
وتقدم المصورة البحرينية وحيدة مال الله الفروق ما بين الحياة المدنية والريفية، وذلك من خلال تصويرها فتاة بحرينية من الريف تقف فى أماكن مختلفة من العاصمة البحرينية المنامة، وتتساءل وحيدة ما إذا كانت الحياة المدنية والرقعة الصناعية ستطغى على بساطة الحياة القروية فى الريف، وهو ما يعكس مشاعر القلق تجاه الارتفاع المتسارع فى البيئة المدنية.
بينما تصور مريم حجى خيولا شاردة تحمل على وجوهها تعبيرات بشرية، وهو ما يعكس انبهار المجتمع فى الشرق الأوسط بالخيول العربية.
وعلى مقربة من القنال الكبير، كان الجناح العراقى قد أخذ منحى أكثر شخصية. حيث يضم الجناح أعمالا لأحد عشر فنانا جرى اكتشافهم من قبل جوناثان واتكينز، الذى يشرف على هذا الجناح، والذى جاب أنحاء العراق داخل سيارة مصفحة مصحوبا برجال الحراسة المسلحين.

وعمل واتكينز على إنشاء صالون تقليدى يتيح فرصة للاسترخاء وقراءة الكتب عن العراق، واحتساء كوب من الشاى والاستماع إلى العزف الحى على آلة العود الشرقية.
ويمكن لعينك أن تقع فى هذا الجناح على صورة ومقاطع فيديو التقطها الفنان الكردى أحمد بنجوينى، والتى تعكس انطباعا بأن صدام حسين لا يزال يمر على خاطر الناس.
وعلى الرغم من أن الدول العربية كان لها حضور فى البندقية لسبعة عقود، إلا أن هذه السنة تشهد أكبر تنوع فى مشاركاتها الفنية التى أنتجها فنانون من دول مختلفة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة