قالت الكاتبة الإسرائيلية السابقة بإذاعة الجيش الإسرائيلى والخبيرة فى الشأن العربى بالتليفزيون الإسرائيلى شيمريت مائير، إن الفوضى الحالية فى مصر والمليئة بالتأثيرات على حوالى 85 مليون شخص، يحملون الجنسية المصرية، ستنعكس على جيرانهم أيضاً.
وأضافت مائير، أن الإسرائيليين، وكذلك الفلسطينيين، يترقبون بيقظة شديدة ما يحدث فى مصر عقب فض اعتصامات الإخوان المسلمين فى "رابعة العدوية" وميدان "نهضة مصر"، مشيرة إلى أن هذا الترقب وكأن الحديث يجرى عن ميدان "المنارة" فى رام الله أو فى ميدان "إسحاق رابين" فى تل أبيب.
وأوضحت الكاتبة الإسرائيلية أن هذا التخوف، سواء من جانب الإسرائيليين أو الفلسطينيين، مفهوم وبسيط، وذلك لأن مصر هى "أم الدنيا"، بل هى القوة العظمى الإقليمية التى شكّلت طيلة أكثر من 30 سنة، منذ التوقيع على اتفاقية السلام عام 1979، "الشخص الكبير المسئول" فى المنطقة.
وقالت مائير، "يبدو أن مصر أصبحت تغوص رويدًا رويدًا فى الفوضى الداخلية، وقد تلحق الخطر بقدرتها على أن تكون وسيطًا عادلاً بين إسرائيل والفلسطينيين وبين الفلسطينيين وأنفسهم، وقد تكون هذه العملية فى أوجها الآن".
وأضافت مائير، "لقد تطورت فى هذه المنطقة، فى السنوات الأخيرة، مجموعات جهادية قوية جدًا من بينها جماعة الإخوان ومصرة على دفع الأجندة الإسلامية قدمًا، وتوجد بحوزتهم صواريخ كتلك التى أطلقوها على إيلات فى الأسبوع الماضى، وهم قادرون على تحويل مصر إلى جهنم ووقف الحركة البحرية فى قناة السويس".
وزعمت الكاتبة الإسرائيلية أنه قد تصل مصر فى القريب العاجل إلى وضع العراق وسوريا، مضيفة، "الجو ملىء بأبخرة الوقود، والشرارات بدأت تطير".
وقالت مائير، "حتى فى الفترات الصعبة والأكثر تعقيدًا، كان دائما حينما يبدو أن الوضع قد وصل إلى درجة الغليان، التى لا عودة منها، كان يمكن الاعتماد على مصر - المخابرات العامة - بالأساس، ومؤسسة الرئاسة أيضًا، الذين عرفوا كيف ينقذون الوضع ويستخدمون تأثيرهم الكبير على الطرفين، الإسرائيلى والفلسطينى بهدف تهدئة الأمور".
وأضافت مائير، "هذا القالب من التوجه إلى القاهرة كوسيط، استمر لمزيد الغرابة فى فترة الرئيس المعزول محمد مرسى أيضا، الذى على الرغم من قربه إلى حماس وتشجيه لها، التى تتعرض الآن إلى انتقادات حادة من قبل جهات مصرية، استجاب إلى الطلب الأمريكى ودفع حماس، خلال الحملة الإسرائيلية الأخيرة على غزة، لوقف إطلاق القذائف باتجاه إسرائيل".
وأضافت الكاتبة الإسرائيلية، أنه كما هو معروف فقد تطوع المصريون للوساطة بين حماس وفتح فى محاولات لا تعد ولا تحصى لبث الاستقرار من جديد على الحلبة الفلسطينية التى أصبحت ممزقة منذ استيلاء حماس على قطاع غزة بالقوة فى شهر يونيومن عام 2007، وأن هذا التمزق بين حكومتين "غزة" التابعة لحماس و"الضفة" التابعة لفتح.
وقالت مائير، "لكن يبدو أنه منذ الإطاحة بمبارك، وتسلم الإخوان المسلمين زمام السلطة (وكانوا قد عارضوا اتفاقية السلام مع إسرائيل وما زالوا يرفضون الاعتراف بها بشكل واضح)، وفى وقت لاحق وضع يد الجيش على السلطة، لم يعد لدى المصريين وقت للإسرائيليين وللفلسطينيين، على ضوء الصراعات الداخلية الحادة ضد إرهابيى القاعدة وحماس فى شبه جزيرة سيناء".
وأوضحت الخبيرة الإسرائيلية فى الشأن المصرى أن بشكل رمزى، تم استئناف محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين فى نفس اليوم الذى بدأ فيه الجيش المصرى إخلاء المتظاهرين من أنصار الإخوان من الميادين التى احتلوها فى القاهرة، وكان من شأن هذا اليوم أن يكون اليوم الذى ستدخل فيه اتفاقية المصالحة الفلسطينية إلى حيز التنفيذ.
وفى السياق نفسه، قالت مصادر أمنية فى إسرائيل، إنه فى مجال الحرب ضد الإرهاب، وبالأساس الفوضى المتواصلة فى سيناء، يبدى نظام الحكم الحالى فى مصر إصرارا لم يسبق له مثيل نتيجة ممارسات "الإخوان المسلمين"، وأنه يبدو أن المصريين يدركون بشكل أفضل من أى وقت مضى من هم الأخيار ومن هم الأشرار ومن يحاول المس بسيادتهم على سيناء وأى أماكن أخرى.
كاتبة إسرائيلية: تل أبيب تتابع الأحداث بمصر لأنها القوة العظمى بالمنطقة
الجمعة، 16 أغسطس 2013 03:47 م