جاءت تصريحات الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية، واضحة وقوية لدرجة لا تحمل شكا، بأن السعودية ضد ممارسات جماعة الإخوان جملة وتفصيلا، الأمر الذى أثار ترحيبا وحفاوة من بعض الخبراء والمحللين السياسيين، خاصة أن خطاب العاهل السعودى جاء مبنيا على ثلاثة محاور رئيسية، الأول دعوته للدول العربية للوقوف بجانب الأزمة المصرية، الثانية توجيه رسالة واضحة للولايات المتحدة الأمريكية، والتى جاءت عقب خطاب باراك أوباما وبيان الخارجية الأمريكية، مؤكدا بأن تدخلها فى الشئون المصرية الداخلية، والتى وصفها بأنه تدخل "يوقد الفتنة"، المحور الثالث هو عرضه للوقوف بجانب الأزمة المصرية بشكل واضح ضد ما سماه "الإرهاب"، بعدما صرح أن استقرار مصر يتعرض لمحاولة فاشلة لضرب وحدته واستقراره.
من جانبه أكد حسين هريدى، مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، أن مواقف السعودية دائما مشرفة وتقف بجانب مصر فى الأوقات الحرجة والصعبة _على حد تعبيره _، مشيرا إلى أن موقفها اليوم يعيدنا لموقف السعودية وقت أزمة 1973، ووقت النكسة 1967، قائلا "السعودية وقفت بجانب مصر على امتداد أربع عقود، تحديدا بعد الأزمتين وقت الحرب وبعد النكسة، سواء بشكل مباشر بقطع النفط على الدول المغيرة، أو بشكل غير مباشر فى شكل مساعدات اقتصادية وسياسية، وترسيخ الاستثمارات السعودية فى مصر، فموقف السعودية الآن يستق مع مواقفها التاريخية".
أما عن موقف السعودية وقت الثورة الأولى، أضاف هريدى "مصر بعد ثورة 25 يناير لم تكن الأمور واضحة، لكن بعد 30 يونيه قررت السعودية وقف التعامل مع حكومة الإخوان"، مؤكدا أن العاهل السعودى خلال كلمته لم يقل إلا الحقيقة وكلمته ليست تهديدا، وإنما نصيحة لدول الغرب التى تحاول التدخل فى الشئون الداخلية لمصر، خاصة بعد كلمة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وذلك تأييدا لمطالب الجماهير المصرية بالتصدى للجماعات الإرهابية.
وأكدت على ما سبق أستاذ العلوم السياسية نهى بكر، قائلة "دائما للسعودية مواقف مشرفة تجاه مصر، كموقف المملكة مع مصر فى حرب 73 عندما أوقفت تصدير البترول لإسرائيل، أيضا موقف الإمارات بمساعدة مصر اقتصاديا"، مشيرا لضرورة تكاتف الأردن والكويت والإمارات مع مصر، واتخاذهم نفس الموقف السعودى للتأكيد على أن مصر تتعرض للإرهاب، وأن ما يحدث فى مصر الآن سيحدث فى كل دول العالم لاحقا.
أما عن رسائل العاهل السعودى للولايات المتحدة قالت بكر "ما بين السطور رسائل واضحة من الجانب السعودى للولايات المتحدة، خاصة أن أغلب ممتلكات النفط بالولايات المتحدة هى من السعودية، ولكن ليس من المتوقع أن يتطور الموقف بين السعودية والولايات المتحدة لهذا الحد، ولكن على الجانب الآخر أكد العاهل السعودى على مساعدته لمصر، وهذا يعكس الوقوف الاقتصادى والعسكرى إن لزم الأمر، وقامت الولايات المتحدة بقطع المعونة العسكرية عن مصر ستكون السعودية البديل هى ودول الخليج".
ثلاث رسائل من السعودية لأمريكا.. تدخل واشنطن فى الشأن المصر يوقد الفتنة.. والمملكة تعلن وقوفها بوضوح بجانب الشعب المصرى ضد الإرهاب.. وجهودها تسعى لتوحيد الصف العربى بجانب القاهرة
الجمعة، 16 أغسطس 2013 08:37 م