على الرغم من إصرار الرئيس السورى بشار الأسد على خيار الحل العسكرى والأمنى فى وجه المعارضة المسلحة، مع الاستمرار فى قصف مدن سوريا بمواد سامة ومواد كيماوية والتنكيل بالمعارضين السوريين داخل المعتقلات النظامية، وسط كل هذه الحوادث المتكررة يظهر على الجانب الآخر انسحاب دولى واضح من الملف السورى، فخوف تركيا من تحركات الأكراد على أراضيها، فضلاً عن العلويين ممن ينتمى إليهم الأسد ويمثلون عدداً كبيراً داخل المجتمع التركى، كل ذلك جعل تركيا تتراجع عن دعمها القوى للثورة السورية، بل أن البعض يتهمها بأنها ضحت بالثوار السوريين.
فبعدما كانت تركيا تدعم المعارضة السورية، وفتحت أبوابها لاستقبال آلاف اللاجئين السورين، انخفض الآن سهم الاهتمام التركى بالملف السورى، كما قل الاهتمام باللاجئين السورين، وارتفعت أصوات الشكوى منهم فى المخيمات التركية، كما تغير موقف الائتلاف الدولى السورى، فاستمرار الأزمة لثلاث سنوات كان كفيلا بتحول قرار موقف الائتلاف الوطنى من عدم حضور مؤتمر جينيف 2 إلى إعادة القرار وحضوره، واعتباره واجبا وطنيا سيتحدد على أساسه الموقف فى سوريا، حيث أوضح أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطنى السورى المعارض، أنه يؤيد المشاركة فى مؤتمر جنيف 2، شريطة أن يكون التفاوض مع النظام السورى "محددًا فى الزمن"، مشيرًا إلى احتمال إعلان حكومة المنفى فى أغسطس.
بعض الخبراء أرجعوا التغيرات الدولية لوجود تغيرات محلية فى معظم الدول كتركيا ومصر، أما عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى فهو حتى الآن ثابت وواضح، فهم يدعمون نظام الأسد، بسبب تخوفهم من سيطرة الحكومات الإسلامية بعد نجاح الثورة.
من جانبه، أشار الخبير عصام عبد الشافى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، إلى سبب تحولات بعض الدول فى الموقف السورى، قائلا "أمام التحولات الأخيرة التى شهدتها مصر، وكذلك بعض الدول الإقليمية مثل تركيا وقطر، تراجع الاهتمام بالملف السورى، وتحديدا بعد أحداث 30 يونيو، أما فيما يخص الموقف التركى فأحداث التوتر الداخلى كانت كفيلة بإزاحة ملفات وانصباب الاهتمام على ملفاتها الداخلية، فضلا عن اهتمامها بالملف المصرى لأن تغير الوضع فى مصر سيؤثر بالضرورة على دورها الإقليمى فى الشرق الأوسط، أما عن قطر فالتغير فى القيادة أدى إلى نوع من الهدوء النسبى فى السياسات الخارجية حتى يستطيع النظام الجديد التحكم والسيطرة فى كل أدوات اللعبة السياسية، وخاصة بعد الضغط الخليجى".
تركيا تضحى بالثوار السوريين خوفاً من الأكراد والعلويين
الجمعة، 16 أغسطس 2013 11:30 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة