د. مصطفى النجار

الفقراء لن ينتظروا أحدا

الجمعة، 16 أغسطس 2013 07:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازال عم محمود العامل البسيط بأحد المصانع المتوقفة عن العمل بسبب الظروف الاقتصادية المتردية يلعن الجميع لأن أصحاب المصنع قالوا له ولزملائه لا نستطيع أن ندفع لكم مرتبات أكثر من ذلك ونحن لا نربح شيئا وقد تحملنا مرتباتكم خلال عدة شهور رغم شبه توقف العمل بالمصنع حرصا على بيوتكم وعائلاتكم ولكننا عجزنا عن الاستمرار فاعذرونا.

نادانى عم محمود وهو جالس على أحد المقاهى وصافحنى وهو يقول: هى البلد حالها مش هيتعدل؟ مش كانوا بيقولولنا لما مبارك يمشى البلد هتبقى كويسة؟ ومش كانوا بيقولوا لنا كمان لما الإخوان هيمشوا كل حاجة هتبقى كويسة وهنعرف نعيش؟ أدى مبارك مشى والإخوان مشوا وجه الناس اللى تبعكم يحكمونا هيعملوا لنا إيه؟ أنا ما اشترتش هدوم عيد لعيالى والمدارس داخلة علينا ومش لاقى حد استلف منه ولا عارف أسدد الديون اللى عليا وصحاب المصنع وقفوا الشغل فى المصنع وقالوا لنا روحوا بيوتكم إحنا هنصفى المصنع ونبيع الآلات وهنسافر، البلد شكلها مش هتقوم دلوقتى خالص.

حاولت أن أصبره وأن أغرس فى قلبه الأمان وأخبرته أن الأمور لن تتحسن فجأة وتحتاج إلى بعض الوقت وعلينا الصبر احتد قائلا: صبر إيه بقى يا بيه بقالكم حوالى 3 سنين من ساعة الثورة بتاعتكم دى وتقولوا لنا اصبروا اصبروا وبكرة هيبقى أحسن واللى بنلاقيه أن كل يوم بييجى أصعب وأوحش من اليوم اللى قبله، والله العظيم انتم مش حاسين بينا ولا عارفين إحنا عايشين إزاى، 3 سنين قاعدين تتخانقوا وتوزعوا التورتة على بعض وناس ما يعجبهاش فتقوموا تتخانقوا تانى وكل واحد يطلع يقولى العدالة الاجتماعية والفقراء ومحدودى الدخل ومحدش منكم بيعملنا حاجة ، قولى كدا مين عملنا إيه لغاية دلوقتى؟ إحنا مش شايفين أى أمل وشكلكم كلكم زى بعض وما تزعلش منى مش فارق معاكم الناس الغلابة ولا متخيلين هما اتطحنوا إزاى! ولسة أنتم مشغولين بمين يحكم ومين ما يحكمش وفى الآخر إحنا بره اهتمامكم وما بناخدش منكم غير كلام!!

قولهم يا بيه أن العدالة الاجتماعية دى إنى أعرف آكل عيالى حتى لو عيش حاف قولهم أن العدالة الاجتماعية دى إنى أعرف أعالج عيالى لما يتعبوا، يا شيخ دا الواد من دول يتعب نقعد نقرا له قران ونرقيه عشان معناش فلوس نروح لدكتور ولو معانا فلوس الدكتور مش هنلاقى فلوس الدوا! وطول رمضان قاعدين يجيبولنا إعلانات عن جناين فيها بيوت وقصور ومسلسلات فيها بيوت ما شفنهاش فى حياتنا ولا هنشوفها وترجعوا تقولوا البلد فقيرة ومفيش فلوس؟ أمال الحاجات دى بتاعة مين وجابوا لها فلوس منين؟

والنبى حسوا بينا شوية إحنا مش هنقدر نستنى أكتر من كدا، هنروح فين بعد كدا؟ هنطلع بعيالنا نشحت فى الشوارع؟ إحنا مش فارق معانا مين يحكم أى حد بس يخلينا نعيش، إحنا والله ما طمعانين فى حاجة مش عايزين غير الستر بس، وحتى الستر دا مش لاقيينه طيب نروح لمين؟

عم محمود واحد من ملايين المصريين الذين لا تعنيهم السياسة فى شىء ولا يحلمون إلا بلقمة عيش أبناءهم، يعيشون فى صمت ويتألمون فى صمت ويرحلون فى صمت وقد لا نشعر نحن بهم وسط ضجيج السياسة، هؤلاء من دفعوا الثمن ومازالوا يدفعونه، صبرهم لن يطول والغضب الكامن فى قلوبهم ساخط على الجميع، يرى فى بلده كل المتناقضات وكل ما يحرق قلبه، يشعر أنه ليس له مكان فى هذه الأرض، يشعر أن هذه البلد ملك لغيره وأنه لا يأخذ منها سوى الألم والجوع والحرمان، على أهل السياسة وعلى حكام مصر الجدد أن يدركوا أن النار تحت الرماد وأن صبر هؤلاء ينفذ ولن ينتظروا كثيرا لذلك لا بد من اجراءات عاجلة على المدى القصير تنقذ هؤلاء من السقوط فى هاوية اليأس والإحباط الذى سيدفع إلى الانتقام من الجميع تذكروا قبل فوات الأوان: الفقراء لن ينتظروا أحدا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

azza

هو انا عيني مزغللة ولا ايه

عدد الردود 0

بواسطة:

شروق

حقا هذا هو الواقع

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطنة مصرية

نفس منهج الاخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmedmasry

لسه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة