هشام الجخ

بينما كنت (أبلبط) بقدمى فى الماء !!!

الجمعة، 16 أغسطس 2013 09:10 م


فى ليلة العيد اصطحبت زوجتى وأولادى وتوجهنا إلى أحد الفنادق الكبرى بالعين السخنة.. كان العيد الأول الذى أقضيه بعيدا عن الجو الأسرى المعتاد حتى أن أولادى لم يشعروا بالعيد بمعناه المعتاد واختلط عليهم الأمر واعتبروه (فسحة) وليس عيدا بالمعنى المعروف لديهم (الزيارات العائلية والعيديات والكعك والبسكويت والبالونات والبمب).

فى العين السخنة قابلت صديقى رائد الشرطة المجتهد والمحب لعمله.. لم يكن مع أسرته بالطبع وإنما كان يقوم بورديات التفتيش والمراقبة فى المنطقة التى يقع فيها الفندق ولا يكف جهاز اللاسلكى الخاص به من النداءات.

سلّم على على عجل وانصرف وعندما انصرف مال مدير الفندق على أذنى وقال لى: هوحضرتك تعرف (فلان بك)؟
أجبته ببساطة: نعم.. صديقى منذ فترة طويلة
فقال لى: وهل سمعت عن قضيته الأخيرة أمس؟
فقلت: لا.. أى قضية؟
بدا على مدير الفندق علامات الإعجاب وبدأ يسرد لى قصة صديقى الضابط التى حدثت بالأمس.
قال: إن هذا الضابط لاحظ أثناء مروره فى ورديات المراقبة على طريق العين السخنة – الغردقة (منطقة عمله) وجود مركبين يرسوان على الشاطئ فى منطقة معزولة ومعتمة وغير مخصصة للمراكب.. فقام باستدعاء قوة من الكمين وقام هو المراقبة لحين وصول القوة مع تعليمات بالتخفى.. فى هذه الأثناء كانت المركبتان تفرغان حمولتهما فى ثلاث سيارات نقل.. انتظر الضابط وصول السيارات إلى منطقة تصلح للمحاصرة وتمت محاصرة السيارات والقبض على أربعة أشخاص داخل السيارات بخلاف السائقين، فى السيارة وجدوا ثلاث أطنان ونصف الطن من نبات البانجو.

إلى هذه المرحلة من القصة تعتبر القصة تقليدية.. ضابط شرطة مجتهد يقوم بعمله.. ولكن المثير للإعجاب هومحاولة المهربين تهديد الضابط فى شخصه وفى أسرته ثم محاولة رشوته بمبالغ طائلة تصل إلى الملايين ورغم الترهيب والترغيب يظل الضابط متمسكا بحبل الله وبنداء ضميره وإخلاصه للقسم الذى أقسمه على حماية الوطن والمواطنين هذا فى الحقيقة هوما أثار إعجابى وجعلنى أستأذنه أن أكتب عنه هذا المقال وأن أنشر له صورة فى الجريدة ولكنه رفض واكتفى بأن يعرف الناس القصة بدون ذكر اسمه وقال لى:

إن القضية التى تبهرك هذه فى عالم رجال الشرطة تقليدية جدا ومتكررة بشكل شبه يومى ولكن انشرها للناس لكى يعلموا أن الشرطة التى ساءت سمعتها أيام (مبارك) ليست كلها مساوئ كما يظن البعض وأن ضباط الشرطة ليسوا فقط هم من يقفون على الكمائن (الآمنة) فى شوارع القاهرة وأن هناك رجال شرطة لا يقضون العيد مع أسرهم إلا مرة كل خمس سنوات وذلك من أجل أن تنعم أنت وأسرتك بالعيد.

قاطعنا نداء على جهاز اللاسلكى الخاص بصديقى فقام متعجلا وعدت أنا إلى أولادى الذين تركتهم فى حمام السباحة الخاص بالأطفال.. ووجدت من مسؤوليتى وواجبى أن أكتب هذا المقال عن رجل يقوم بمسؤوليته وواجبه.


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة