تفصيل بتفصيل، تابعه تليفزيون "الآن" فى سوريا منذ بداية الثورة فيها، مئات التقارير خرجت من مراسلين، حملوا الكاميرا كسلاح لهم، افترشوا الأرض وتوسدوها، ليتعايشوا مع الكتائب المقاتلة فى مختلف المدن، ولينقلوا تحركاتهم ومعاناة المدنيين للعالم.
جنان موسى وسعاد نوفل، مراسلتا الآن، أعدتا ومنذ بداية الأزمة الكثير من الحوارات والتقارير، خاطرتا لعرض الجانب الإنسانى من الثورة السورية.
وكانت سعاد قد التقت قبل عدة أيام بالأب باولو، وقبل يوم من اختطافه، فى مدينة الرقة، وحاورته حول الأزمة، والأوضاع الراهنة، ومآل الثورة وتحركاته على الأرض.
الأب بالوا أكد لتليفزيون الآن أنه جاء إلى الرقة للقاء قادة "الدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام"، وأنه يسعى لإطلاق سراح المعتقلين، والبحث فى مصير المختطفين فى المنطقة، وأن يكون أداة لتوحيد أهداف الثورة.
وأضاف: "بدأت ببعض الزيارات. اليوم قمت بزيارة أعتبرها مهمة للمكتب السياسى لأحرار الشام. المشروع الإسلامى الذى يقول عن نفسه إنه يتعارض مع المشروع الديمقراطى يريد أن يتوافق مع المشروع الديمقراطى. وبطريقة ما علينا أن نجد هذه الطريقة معاً، هذه هى المعضلة الرئيسية. كل شىء يؤدى إلى مواقف إيجابية هو بالنتيجة إيجابى. أما التشنج بأى طريقة كانت فسيؤدى إلى نتائج وخيمة على الشعب السورى".
وألمح إلى أن المساعى شبه جيدة للإفراج عن المعتقلين، وأشار إلى أن فى سوريا ظاهرتين فى الوقت الحالى، ظاهرة باسم "الثورة"، وهى شعب بأكمله ثار ضد الطاغية، لا يسأل عن الطائفة، احتوت الثورة جميع أطيافه من إسلاميين وشيوعيين وقوميين وليبراليين، والثانية هى ثوار من الطائفة العلوية والإسماعيلية والدرزية والمسيحية والإسلامية.
وأشار إلى أن المجتمع الدولى متخوف من أن بديل النظام سيكون أسوأ، خاصة وأن هنالك بعد الأطراف تتقاتل على السلطة حتى قبل سقوطه، وقال: "النظام لم يسقط والقتال فيما بيننا هو أفضل دعم للنظام. نسمع فى العالم كله تأسف شديد عن الديمقراطيين السوريين الذين فشلوا واستنكار شديد للتيارات المتشددة التى ظهرت أمام الإعلام وأظهرت صورة غير مشرفة للإسلام لذلك الكل سحبوا أياديهم من الملف السورى لأنه ملف ملغوم ولا يوجد داع للتورط فيه".
وقال فى رسالة إلى بشار الأسد: "لو كنت تحسن سماعى يا بشار الأسد كنت تتذكر أن الكثير منا حاول إقناعك أن مصلحتك ومصلحة اهلك وولادك وبلدك هو إنهاء القتال بالتحول الديمقراطى".
وعلى الطرف الآخر، وفى تقرير جنان موسى، وبعد أن غطت تحركات كتيبة نسائية كردية، للقتال ضد كتائب الأسد فى مدينة حلب، أعدت جنان تغطية عن كتيبة أخرى نسائية كردية أيضا، تقاتل ضد تنظيم القاعدة، الذى اعتبرته الكتيبة أنه خرج عن مسار الثورة. خاصة بعد الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردية، ومجموعات جبهة النصرة ودولة الإسلام فى العراق والشام.
جنان موسى ومن مدينة رأس العين الحدودية، التقت بريتان ديريك - قائدة عسكرية كردية وديجوار - مقاتل كردى، واللذين أكدا سيطرة الكتيبة على المدينة، بعد القتال الذى دار مع الكتائب الإسلامية فيها،
جنان أكدت أنه وفى المواقع المتقدمة، فى صفوف وحدات حماية الشعب الكردية، تجد المرأة المقاتلة فى الصفوف الأمامية مع الرجل. وصورت مقاتلا كرديا، يحاول التواصل عبر جهازه مع جبهة النصرة وخداعهم بالتكلم بلهجة عراقية عله يحصل على معلومات عن تحركاتهم.
وتسللت جنان مع المقاتلات بين نقاط القتال، ركضت معهم هربا من رصاص القناصة، على بعد حوالى 500 متر عن مواقع الكتائب الإسلامية، التى لا يتردد مقاتليها بإطلاق الناس من سلاحهم المعد سلفا لهذه التحركات.