"الوفاء" أو "رد الجميل"، هى أسمى معانى الإنسانية، وهى صفة نادرة قلما نجدها خاصة بين لاعبين كرة القدم وتحديدا فى الوقت الحالى، بعدما سيطر الاحتراف البعيد كل البعد عن المشاعر، لكن يبقى دائما من يغردون خارج السرب منهم لا يزالون يحتفظون ببعض الوفاء للأندية الصغيرة التى ساهمت ولو بجزء صغير فى الشهرة الواسعة التى يتمتعون عقب رحيلهم نحو أندية الملايين، وكذا سطوعهم فى عالم كرة القدم.
تلك الأندية الصغيرة التى دائماً ما تواجه خطر الإفلاس، أو تعانى من قلة الإمكانيات، بسبب ضعف مواردها المادية، غالباً من تجد متنفساً للخروج من أزماتها عبر "وفاء" لاعبيها الكبار تحت بند "رد الجميل"، خاصة أنها صاحبة فضل عليهم ومنحتهم فرصة الدخول عالم كرة القدم.
البداية مع أندريس إنييستا، لاعب وسط برشلونة الأسبانى، الذى أنقذ فريق الباسيتى من الهبوط إلى دورى الدرجة الثالثة فى أسبانيا، جراء تراكم الديون على النادى، وعدم استطاعة الإدارة تسديد مستحقات اللاعبين، لاسيما وأن لوائح الإتحاد الأسبانى تنص على هبوط النادى الذى يعانى من أزمة مالية طاحنة تمنعه من تسديد مستحقات اللاعبين.
إنييستا لبى نداء ناديه الذى يمثل بلدته، وقام بتسديد 240 ألف يورو من أجل الإبقاء عليه فى دورى الدرجة الثانية، عرفاناً بالجميل، لاسيما بعد موافقة النادى على انتقاله لبرشلونة، حيث الشهرة وحصد الألقاب منذ سنوات عديدة، ورغم أن اللاعب يمتلك حصة من أسهم الباسيتى، إلا أن إنييستا لم يستفد إطلاقاً من الناحية المادية، فى ظل ضعف الإمكانيات المالية لهذا النادى.
وسار الأرجنتينى سيرجيو أجويرو، مهاجم مانشستر سيتى الإنجليزى، الذى يعانى حالة من الإحباط، بعد هبوط فريقه السابق إندبندينتى إلى دورى الدرجة الثانية فى الأرجنتين على نهج إنييستا، بعدما قرر التكفل بشراء خمس صفقات لتدعيم صفوف هذا الفريق البائس، من أجل عودته لدورى الأضواء والشهرة.
أجويرو أكد أنه سيقوم بتسديد الرواتب الشهرية للاعبين الخمسة من ماله الخاص، من أجل انتشال ناديه الذى أدخله لعالم كرة القدم من الأزمة التى يعانى منها، وقام المهاجم الأرجنتينى بتدعيم ناديه فى أكثر من مناسبة عن طريق تصوير إعلانات للنادى دون الحصول على أى مقابل مادى.
ويعد إندبندينتى من أعرق الأندية الأرجنتينية بعد ريفر بليت وبوكاجونيور، وساهم فى اكتشاف العديد من نجوم التانجو مثل كمبياسو، وجابرييل ميليتو، قبل أن يهبط لدورى الدرجة الثانية، لأول مرة فى تاريخه الموسم الماضى.
الأمر ذاته تكرر مع المصرى الأصل ستيفان شعراوى، مهاجم ميلان الإيطالى، ولكن بطريقة مختلفة، بعدما تبرع بجهاز للصدمات الكهربائية يعمل على إنعاش القلب لفريق ليجينو كالشيو، الذى لعب له عندما كان فى الـ14 من عمره ولمدة عامين انتقاله لنادى جنوة.
