دائماً ما يلعب سلاح "المساعدات" دوراً هاماً فى أحداث تشوبها اضطرابات، وبعدما شهدت مصر أمس يوماً عاصفاً، نتيجة فض اعتصامى "رابعة العدوية" و"النهضة"، ولوحت بعض الدول الأجنبية بتعليق المساعدات المقدمة لمصر فى الوقت التى تسعى فيه البلاد لمساندة الاقتصاد المتهاوى منذ أكثر من عامين.
من جانبه قال السفير جمال بيومى، رئيس اتحاد المستثمرين العرب، إن الحديث عن تعليق المساعدات فى الوقت الحالى "استعجال للأحداث"، مضيفاً أن تعليق المساعدات لن يتم فى الوقت الحالى، وجميع المساعدات مستمرة حتى الآن، ولم يتم توجيه أى خطاب رسمى بتعليق المساعدات لمصر.
وأضاف "بيومى"، أن الاهتمام بحقوق الإنسان ورعاية الديمقراطية شروط أساسية لأى دولة تقدم مساعدات.
ورغم ذلك، أعلنت وزارة التنمية الدنماركية تعليق بعض المساعدات لمصر، بسبب الأحداث الأخيرة والاضطرابات فى البلاد، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إعادة تقييم المساعدات الأمريكية لمصر فى ظل الظروف الحالية.
من جانبه قال الخبير الاقتصادى الدكتور عبد الرحمن العليان، إن الخسائر ما زالت تطارد الاقتصاد المصرى، الذى منى بأرقام صعبة خلال العامين الماضيين، كما أنه خسر أكثر من 20 مليار جنيه، بسبب اعتصام ميدانى رابعة العدوية والنهضة، وتتركز هذه الخسائر على تعطيل خطة الإنقاذ العاجل للاقتصاد، والذى يتضمن إعاقة التسويق والترويج للسياحة لمحاولة إعادتها إلى طبيعتها واستعاضة ما فقدته خلال الفترة السابقة.
وأضاف "العليان"، أن الخسائر شملت إعاقة خطة الاستثمار فى طرح مشروعات الحكومة أمام المستثمرين وإرباك المجموعة الاقتصادية فى تنفيذ خطة الإنقاذ العاجلة ترتب عليها تأخر التنمية وضياع الفرص الاستثمارية التى قد توفر فرص عمل للشباب وتزيد من معدلات النمو، وإعاقة زيارات وفود رجال الأعمال من مختلف دول العالم لبحث ضخ استثمارات جديدة فى مصر.
وتشمل الخسائر أيضاً تعطيل الكثير من مرافق الدولة ومحاولة إرباك الجبهة الداخلية للدولة، وإجبار الحكومة على اتباع سياسة الاقتراض الداخلى مرة أخرى، مع توقف الكثير من المساعدات والدعم الاقتصادى الدولى لحين وضوح موقف فض الاعتصامات.
القوى الدولية ترفع سلاح المساعدات للضغط على مصر.. أمريكا تعيد تقييم مساعداتها.. والدنمارك تعلق بعضها.. وخبراء: الحديث عن قطع المساعدات الخارجية أمر سابق لأوانه.. واعتصامات الإخوان سببت خسائر فادحة
الخميس، 15 أغسطس 2013 02:49 م