
عرب إسرائيل يتظاهرون دعما للإخوان أمام سفارة مصر بتل أبيب.. أنصار الجماعة المحظورة رفعوا صور مرسى وتطاولوا على مصر والسيسى.. ونائب عربى بالكنيست يطالب بنقل رسالة له.. والسفارة ترد: نحن لا نمثله
نظم العشرات من عرب إسرائيل أو ما يطلق عليهم – عرب 48- مظاهرة كبيرة أمام السفارة المصرية بتل أبيب احتجاجا على ما أسموه بـ"المجزرة" من جانب قوات الأمن المصرية ضد جماعة "الإخوان المسلمين".
وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن قوات الشرطة لم تسمح الاقتراب من السفارة، مما جعلهم ينظمون المظاهرة على بعد مئات الأمتار من هناك، فى ساحة فى شارع بازل بتل أبيب القريب من مبنى السفارة المصرية.
وفور انتهاء المظاهرة، قال نائب رئيس الحركة الإسلامية المتشددة فى إسرائيل، منصور عباس، إن المظاهرة هى أقل ما يمكننا أن نفعله احتجاجا على المجزرة التى ينفذها أفراد الثورة العسكرية، على حد تعبيره.
ورفع المتظاهرون لافتات، وصورا للرئيس المعزول محمد مرسى، وهتفوا "سيسى ارجع إلى بيتك"، "الدم المصرى ليس رخيصًا" و"سيسى ضد الديمقراطية".
وأوضحت الإذاعة العبرية أنه قد حدثت خلال المظاهرة مشكلة دبلوماسية، حيث نقل عضو الكنيست إبراهيم صرصور عن "القائمة العربية الموحدة" رسالة موجهة إلى الرئيس المعزول محمد مرسى، عن طريق السفارة، وبعد بضع دقائق، اتصل السكرتير الرئيسى فى السفارة إلى صرصور طالبًا منع العودة إلى السفارة، حيث فوجئ هناك حين اكتشف أن السفارة المصرية فى إسرائيل غير مستعدة لنقل الرسالة إلى الرئيس المعزول، مؤكدين له أن السفارة لا تمثله، مضيفة أن عضو الكنيست صرصور استلم الرد وغادر السفارة محتجًا.
وحسب مزاعم منصور، قال: "الوجه الحقيقى لليبرالية واليسار العلمانية قد ظهر فى مصر اليوم، وذلك فى أعقاب الهجوم على الأبرياء وعلى المواطنين المصريين الذين لم تكن خطيئتهم سوى أنهم رفضوا قبول الثورة العسكرية ضد الرئيس المنتخَب، محمد مرسى، الذى كان صبورًا طيلة العام الذى حكم فيه تجاه 24 مظاهرة شارك فيها مليون شخص فى القاهرة من دون أن تسفك قطرة دم واحدة"، على حد زعمه..
الجدير بالذكر أن المظاهرة التى أقيمت مساء أمس الأربعاء، أمام السفارة المصرية فى تل أبيب لم تكن الأولى، منذ أن أطاح الشعب المصرى والفريق عبد الفتاح السيسى بالرئيس المعزول مرسى، حيث أجرى أتباع الحركة الإسلامية فى إسرائيل، الذين يشاركون الإخوان المسلمين فى مصر الأيديولوجية الدينية والسياسية، عددًا من المظاهرات فى مختلف أنحاء إسرائيل، بما فى ذلك فى البلدة البدوية بالنقب "رهط" وحتى فى مدينة "سخنين" الشمالية.

قلق إسرائيلى من الأحداث المصرية وتخوف على اتفاقية السلام.. مسئول دبلوماسى: تل أبيب لا تتدخل فيما يحدث لكن موقفها قد يتغير حال تعرض أمنها للخطر.. ومحلل عسكرى: دعم أمريكا للإخوان يعرض الاتفاقية للخطر
قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الخميس، إن الأحداث الجارية فى مصر تثير قلقا شديدا فى الأوساط الإسرائيلية، وذلك فى الوقت الذى أعلن فيه نائب وزير الخارجية الإسرائيلى، زئيف إلكين، أن إسرائيل لا تتدخل فيما يحدث فى مصر، ولكن موقفها هذا قد يتغير فى حال تعرض أمنها للخطر.
وقال الجنرال المتقاعد عمرام ميتسناع، إن الأحداث الجارية فى مصر تبعث على القلق، وهى تلزِم الحكومة الإسرائيلية بسرعة التوصل إلى سلام مع الجانب الفلسطينى، لأن البديل فى حال اضطراب الأوضاع فى مصر، قد يضع إسرائيل فى حالة تحدٍ تواجه فيها أخطارا تهدد أمنها من أكثر من جهة وعلى أكثر من صعيد.
وفى السياق نفسه، قال المحلل العسكرى فى صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اليكس فيشمان، إن الجيش المصرى حافظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل حتى فى وجه الإخوان المسلمين، وبالتالى فإنه فى حال رفع التأييد الأمريكى للجيش المصرى وتحويل هذا التأييد لحركة الإخوان المسلمين فإن ذلك سيعرض اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل لخطر حقيقى.
ويرى فيشمان أنه فى حال حدوث هذا الأمر فإن الشارع المصرى المعادى لإسرائيل، سيجر حكومة مصر لمواقف مناهضة لإسرائيل والمس بعملية السلام، وفى مثل هذه الحالة، ومع استمرار الأزمة الداخلية، فإن من شأن النظام المصرى أن يبحث عن عدو خارجى لتوحيد الصفوف الداخلية.
وأكد المحلل الإسرائيلى أن التطورات الجارية تلزم المؤسسة الأمنية والسياسية فى إسرائيل بالاستعداد لاحتمالات تغيير حاد فى الموقف المصرى الرسمى، ولكل تغيير سريع على امتداد الحدود مع مصر، وعلى صعيد مستقبل العلاقات من النظام المصرى واتفاقيات السلام بين البلدين.

معاريف: وزير الدفاع الإسرائيلى: الإرهاب المتطرف فى سيناء يهددنا
قال وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون اليوم الأربعاء: "إنه يسود فى سيناء بشكل عام الآن، ومنذ وقت طويل إرهاب متطرف يهاجم بالأساس الجيش والشرطة وقوى الأمن المصرية، ويحاول إصابتنا أيضا".
وشدد يعالون خلال جولة له فى قيادة لواء الشمال، زار خلالها عددًا من نقاط المراقبة على امتداد الحدود مع لبنان، على سياسة إسرائيل فيما يتعلق بشبه جزيرة سيناء قائلا: "نحن بطبيعة الحال نحترم السياسة المصرية بشكل كامل ونتابع نشاط الجيش المصرى وقوى الأمن، التى تعمل على القضاء على جحور الإرهاب هناك".
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إنه ردا على سؤال ما إذا كان من المتوقع حدوث تغيير فى حياة سكان المنطقة الجنوبية المتاخمة للحدود المصرية، أجاب يعالون: "لا حاجة فى أن يستعد سكان إيلات والسياح لأى تغيير فى وتيرة حياتهم، ولهذا السبب كنا قد نقلنا قبل شهر بطارية صواريخ القبة الحديدية، افتراضًا منا بأن هناك تهديدا من سيناء، سواء كان هناك تحذير أم لا، فنحن نعمل بافتراض أن النشاطات الإرهابية فى سيناء قد تلقى بظلالها على إيلات أيضا وعلى البلدات الأخرى الواقعة على الحدود مع سيناء".
وحول الأوضاع فى سوريا قال يعالون: "أنا لست متأكدا من أن سقوط الأسد سوف يؤدى إلى انتهاء الحرب الأهلية هناك، فتوجد هناك حسابات دامية، بين العلويين والسُنة وتوجد أقليات أخرى تلعب دورًا فى الموضوع.. ونحن نرى تفكك سوريا وضعف الأسد وهذا هو التوجه العام ولكنه قد يستغرق وقتا طويلا".